اتهموا الانتقالي ببيع السيادة للإمارات… ناشطون: ما يحدث في جزيرة عبد الكوري جريمة

يمن إيكو|تقرير:

شن ناشطون إعلاميون واقتصاديون حملة واسعة على المجلس الانتقالي، المدعوم إماراتياً، تحت هاشتاق “الانتقالي يبيع عبدالكوري للاماراتي” في إشارة إلى تسهيل المجلس عملية استحواذ الإمارات على مطار جزيرة عبد الكوري الذي افتتح الأربعاء، محذرين من أن تمكين دولة أجنبية من إنشاء مطار في جزيرة غير مأهولة بالسكان لا يخدم سوى مصالحها العسكرية.

واعتبر الناشطون- في تدوينة نشروها على حساب مجموعة محبي رئيس منتدى السلام عادل الحسني، بمنصة (إكس) رصدها موقع “يمن إيكو”، ما حدث في عبد الكوري يعتبر جريمة، وجريمة مفضوحة للغاية، مخاطبين الانتقالي بالقول: “إن ‏الجزيرة في الوقت الراهن غير مأهولة، ولا وجود فيها لمشاريع تنموية مدنية، فكيف تقيمون فيها مطاراً مدنياً؟”

‏

وأكد الناشطون أن المطار على هذه الجزيرة هو مطار عسكري وهو جزء من القاعدة العسكرية الكبيرة التي أصبحت الآن على مشارف الانتهاء من البناء”، متهمين الحكومة اليمنية والمجلس الإنتقالي الجنوبي بقمع وسجن وسحل كل من ينتقد هذه التحركات التي تفرط بالسيادة اليمنية.

وقالوا: “إن الحرب هي حرب أرض، وحرب مبدأ، وحرب وطن يُسلب منَّا ولا يُراد لنا أن نتفوه بحرف” مضيفين: “ما يحدث في سقطرى لا يعني سقطرى، وإنَّما يخص كل اليمن”، ودعوا كافة أطياف المجتمع اليمني إلى الاحتجاج والرفض لهذه التحركات.

وعلق الناطق الرسمي باسم لجنة الاعتصام السلمي لأبناء المهرة علي مبارك محامد، على ما يجري في سقطرى قائلاً: “‏ما يحدث في جزيرة عبد الكوري في أرخبيل سقطرى كارثة وطنية وجريمة بحق الأرض اليمنية”، موضحاً أن الإمارات- عبر وكيلها المجلس الانتقالي الجنوبي- تمضي في تفكيك اليمن واحتلال أراضيه، وآخر فصول هذا العبث بناءُ قاعدة عسكرية في جزيرة عبد الكوري تحت غطاء “مطار مدني”.

وتساءل محامد قائلاً: “كيف يُنشأ مطار في جزيرة غير مأهولة، بلا سكان ولا مشاريع تنموية؟”، مضيفاً: “الحقيقة واضحة: إنه مطار عسكري إماراتي ضمن مخطط السيطرة الكاملة على أرخبيل سقطرى”.

وقال محامد: “هذه ليست مجرد صفعة للحكومة اليمنية، بل تهديد وجودي لليمن وهويته”، مضيفاً: “تُباع الجزر على مرأى ومسمع الجميع، بدون أي موقف حازم من السلطات الشرعية. إلى متى الصمت؟ إلى متى يستمر هذا الاحتلال الإماراتي المقنّع بدون أي تحرك جاد لوقفه؟”.

ودعا القوى الوطنية، والأحزاب والإعلاميين والنشطاء أن يقفوا صفاً واحداً في وجه هذا العبث، فالوطن يُنهب قطعةً قطعة!، حسب تعبيره.

من جانبه أكد الناشط علي النسي، في تدوينة نشرها على حسابه بمنصة “إكس”، رصدها “يمن إيكو”، أن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً فقدت السيطرة السيادية والسيطرة العسكرية على جزر أرخبيل سقطرى منذ أكثر من 7 سنوات وقد بدأت الإمارات ببناء منشآت عسكرية فيها منذ ذلك الحين”.

وأشار النسي إلى أن الناشطين حذروا من التحركات الإماراتية منذ بدايتها ولكن، “لا حياة لمن تنادي”، وتساءل قائلاً: فلماذا الآن كل هذه الضجة حول افتتاح الإمارات مطاراً عسكرياً في جزيرة عبد الكوري بأرخبيل سقطرى بحضور قيادات الانتقالي واستقدام مقاتلين أفارقة إليه؟!”.

وذكّر النسي في منشوره الذي أرفق فيه تدوينة نشرها في 20 مارس 2023 أي قبل عامين، أفاد فيه أن قوات الحكومة اليمنية بدأت تخلي مواقعها في جزيرة عبد الكوري، بمحافظة سقطرى تمهيداً لتسليمها لوزارة الدفاع الإماراتية، وذلك بعد زيارة وزير الدفاع في الحكومة اليمنية محسن الداعري برفقة سلطان البقمي قائد قوات الدعم والإسناد السعودي لجزيرة سقطرى.

وتحت هاشتاق “الانتقالي يبيع عبدالكوري للاماراتي”، قال الناشط محمد بلحاف ابن المهرة في منشور على حسابه فيسبوك، رصده “يمن إيكو”: ‏”عندما نتحدث عن جزيرة سقطرى وجزيرة عبد الكوري وجزيرة ميون، نشعر بغصة وقهر مما يحدث فيهما من انتهاك سافر لسيادة الأرض اليمنية، وأكثر ألماً عندما نجد أدوات المؤامرة منا وفينا تنفذ المخطط بكل استعباط بعقول الناس وشرف الأمة وكرامتها”، وصفه.

من جانبه قال الناشط أحمد توفيق، في منشور على حسابه بفيسبوك، رصده “يمن إيكو”: إن “‏الإمارات حولت جزيرة سقطرى إلى ساحة مستباحة للإسرائيليين، فقامت ببناء القواعد العسكرية في جزيرة عبد الكوري بوتيرة سريعة لتكون موقعاً ومقراً للقوات الأمريكية والإسرائيلية”، موضحاً أن هذا يعني أن الاحتلال لم يعد إماراتياً سعودياً فحسب، بل أصبح أمريكياً إسرائيلياً.

وكان وزير النقل ورئيس هيئة الأرصاد المدني ومحافظ سقطرى في الحكومة اليمنية (محسوبين على الانتقالي)، افتتحوا، الأربعاء، مطار جزيرة عبد الكوري، الذي قالت هيئة الطيران المدني إنه سيكون بكود مستقل عن المطارات اليمنية، في إشارة إلى ما كانت قد أكدته تقارير دولية بشأن استحواذ الإمارات على منافذ الجزيرة، وتسخير المطار لصالح تحركاتها العسكرية.

وأكد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد صالح سليم بن نهيد، أن الهيئة تسعى مع المنظمة الدولية للطيران إلى أن يكون لهذا المطار (كود) مستقل عن المطارات اليمنية، في إشارة إلى أن المطار سيكون مفصولاً عن المطارات اليمنية، وهو ما يعزز ما كانت قد أكدته تقارير دولية أفادت بأن الإمارات تسعى لأن يكون هذا المطار قاعدة عسكرية تخدم مصالح تحالفاتها الدولية، تحديداً مع إسرائيل والولايات المتحدة.

يذكر أن تقريراً نشرته مجلة النقل البحري “مارتيم إكسكيوتف” الأمريكية، في يناير الماضي، رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، أكد أن أعمال تشييد مطار عبد الكوري بدأت في عام 2021م لكنها كانت بطيئة. ولكن في الأسابيع الأخيرة، تسارعت وتيرة العمل. وبحلول 23 ديسمبر المنصرم، اكتمل 1800 متر من المدرج، وتم طلاؤه بعلامات المسافة ومفاتيح البيانو في الطرف الجنوبي. كما تم تعبيد ساحة المطار، على الرغم من أنها ربما تكون كبيرة بما يكفي فقط لاستدارة الطائرات الزائرة.