طريق حيرور – المَنْزِل بني مَسَنْ
طريق حيرور
لم تكن طريق (حيرور) الوادي الخصب (المكراب بني مسن)، ضمن طرقنا، ولم يكن أيا من أعضاء الفريق السياحي الذي يرافقنا، في برنامجنا الرمضاني، سياحة في طرق الذاكرة ملمًا بهذه الطريق.
ولذا فكل الطرق تؤدي إلى (المنزل بني مسن). إنطلق بنا شوق الاستكشاف عبر هذه الطريق، وهي الطرق الأكثر صعوبة من الطرق التي مررنا بها في الأيام الأولى، ذاكرة وذكرى، ذاكرة لأن هذا الوادي لم يسبق له أن مر بذاكرتنا، وذكرى لأنه لن يتعرف إلينا بسهولة ويسر..
فماذا ياترى يقرأ (حيرور) بذاكرتنا؟ وماذا يودُ منا؟ هل يود منا الغوص في أعماقه؟ أم هو يحاول أن يستذكر في أمثالنا تذكر ذكريات خصوبته، و زهو محاجينه وسبوله، كل تلك الأسئلة وارده، ولذا يخيل إلي انه يريد الإجابة عن كل تلك الأسئلة، وزيادة عنها مشاكسات ايام الجهيش للشباب، لا سيما وهو يشاهد بنظراته الباسمة أو الساخرة مشاكسات الشباب العشريتي الذين انضموا اليوم إلينا.
إيييه، سيقول لنا، أراكم تصعدون إلى أعلى بشق الأنفس، ولكن هذه الطريق إلى منطقة (الساجن بني مسن)، كانت من أسهل الطرق التي مرت بذاكرتي، قبل إن تهجرني طرق السيارات. ومع هذه العبارة إنقسمنا الى فرقتين
نقيل سعيد
فرقة شقت طريقها إلى الأعلى، متجهة يمينا في الطريق المؤدي إلى المدرسة، وهي الطريق المسلوك (نقيل سعيد)، ولكنها تشرف على مرتفاعات لا قبل لأمثالي والدكتور صلاح، بالمرور فيها بسبب (خوف الارتفاع).
كانت أسراب الأغنام تتدفق صوب الوادي، بينما كان فريق الشباب، يسابقنا في الطريق المؤدية إلى مدرسة الشهيد ياسين، هكذا صعدت الطريق في خطاهم من دونما اصغاء إلى خطاها المدرسية، طلبة كانوا أن اساتذة. تحاول عذي الطريق بعد أن وصلت إلى منتهى قمتها.
هيجة الركاب
اتجهنا مع الفرقة الثانية صوب (هيجة الركاب)، صعدت الطريق بأقدامنا مشاقها الأكثر صعوبة بسب تساقط الأحجار ومخلفات إستخراجها للبناء (النقافه) ونمو الأشجار و… و.. وغيرها، وما أن وصلت بنا هذه الهيجة إلى منتهى قمتها استراح بنا التعب قليلًا للتامل في القرى المجاورة، كنا نبدو لقرية حباجر أشبه بأقزام يتسلقون جبال رؤيتها، بينما كنا نرى أبعادها تتقارب فيما بينها ومع القرى المجاورة (حسب زاوية الٱبصار).
إنها خلاصة لأكثر الطرق التي مررنا فيها سياحة في طرق الذاكرة.
المنزل بني مسن
بينما كنا نتخطى الخطوات الأولى في الطريق المنحدر من قرية (الساجن حديثة العهد) إلى طريق المشي إلا ورأيتني هذي الطريق فتى يافعًا مر مرور الكرام بها، قبل خمس عقود، وغاص في تفاصيل اجوائها بعدئذ.. وبهكذا موال استرسلت الطريق قائلة:
لآثار أقدامكما أنت وعبدالواسع حميد زيد، إيقاعًا مايزال يثير في مسمعي حنينًا لسماعه.
وكما ترى فقد توسعت لثلاثة قرى من اعمار الابناء القرية، ارتفعت فيها الأسوار خوفًا وطمعًا، وضاقت بضيقها الطرقات.
الشعبانية
اقتربنا إلى أعماق القرية فإذا هذا الممر يستذكر أولى خطواتي التي بدأت (المنزل) تعرفني به، كادت هذه الخطى تقودني في مغامرة لم أدرك مخاطرها حينئذ، وهي مغامرة الذهاب إلى تعز مع عبده الفقي (من دونما علم أحد)، وصلنا إلى الشاجبة دكان سلام مهيوب، انتظرنا حتى مابعد الظهر، مجيء سيارة ولحسن الحظ لم تأت أي سيارة، عدنا أدراجنا، وحين وصلنا إلى (المنزل) … قال لي هذا المرة:
لا تكمل، أتذكركما جيدًا، وأذكر اندهاشك بذاك الجمع الذي شهدته، إنه جمع الشعبانية وهو أول جمع تشهده. ماتزال أصداء الموالد طرية في مسمعينا معا.
وما يزال هذا الجمع متواصلا حتى اليوم، بأنفاس الحاضر.
مسجد العفيف ولوحة التأسيس
أنعطفنا خطوات إلى أمام (مسجد العفيف) سمعنا أصواتًا منطلقة منه، دخلنا، وجدنا مجموعة يفرشون أرضيته بسجادة مستوردة بدلًا من الحصير الذي كان يعمل من سعف النخل التي كانت تفرش المساجد بها، كان من معارفينا أمين الحاج وبشير عبدالله عبدالعالم. لم نسأل عن عمْر المسجد، ولكن أمين الحاج أشار إلينا بوجود لوحة التأسيس، لم نستطع بعد فك رموزها (مرفق صورتها)
استذكارات أدبية
ها أنت تعيدني إلى ذكرى أيامي معكما أنت وعبدالواسع. تقول القرية؛ ذكرى تلك القراءات الادبية والثقافية، وذكريات أسماري معكم و مع آخرين اتذكرهم مقيلًا مقيلًا وأسمارًا أسمارًا، ذكرى كانت تطير بي الى آفاق المعرفة، وتغوص بي نقاشا في أعماق الانساب والتاريخ.
ديوان محمود درويش
أنت الأن وجهًا لوجه أمام هذا الدار الذي تبادلتما في ديوانه ميخائيل نعيمه، وشذور الذهب وصلاح عبدالصبور، واخذت منه ديوان محمود درويش وماتزال محتفظًا به.
على سبيل الدعابة
فلتطرق الباب أو فلتناد صديقك عبدالواسع، حتى على سبيل الدعابة، فالدنيا رمضان و كل القرى نائمة في هذه الساعة، حين ناديت أجابك، وخرج أشعث أغبر من الزعل، لم يكن نائما كما توقعت ولكن الجرائم التي ترتكبها الصهيونية في غزة لم تدعه ينام حسب قوله.
القِحَافْ
(القحاف) الجانب الآخر من يوميات حيوتي معكما/ معكم/ ومع كل من مروا بذاكرتي/ ومع من يعيدون إلى ذكرياتي ألقها/ مع هولاء الشباب في فريقكم السياحي، الذي يضيفون إلى ذاكرتي آفاق ذكريات أخرى.
تغيب عن سياحتنا لهذا اليوم بلال الفقي، الذي صور سياحتنا ليوم أمس وحدث التباس في ذكر اسمه، فله اتوجه بشديد اعتذاري.
الفريق
:
الدكتور عبد العزيز علوان.
الدكتور صلاح سالم.
عبدالرحمن عبدالله محمد غانم.
عمرو عبد العزيز.
محمد علي غانم قرون.
جهاد محمد سلام العسيق.
مرسال وهيب.
كمال محمد الفقي.
إيهاب نظمي.
محمد نائف.
زهير عبد الهادي.
ابراهيم عبدالله محمد سلام.
ناصر صلاح سالم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news