يا سيف الحاضري، قبل أن تهاجم الرئيس عيدروس الزبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي، عليك أن تواجه الحقيقة التي تهرب منها منذ سنوات.. الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني: من الذي سلّم صنعاء للحوثي دون إطلاق رصاصة واحدة؟ ومن الذي هرب بعباءة دبلوماسية تاركًا الشمال تحت سيطرة الميليشيات الحوثية الإرهابية؟
أنت تتحدث عن الرئيس عيدروس الزبيدي وكأنه عائق أمام “تحرير اليمن”، بينما الحقيقة أن محافظات الجنوب حررها الزبيدي الذي كان يقود المقاومة الجنوبية والقوات المسلحة الجنوبية خلال أشهر، بينما لا تزال جبهات الشمال مجمدة بأوامر قيادات الإخوان الذين كنت أنت جزءًا من إعلامهم، بل وتبررون خيانتهم وتخاذلهم!
أما حديثك عن “إعلان دولة الجنوب” وكأنه نزوة سياسية، فهذا استخفاف بتضحيات شعب الجنوب الذي قدم عشرات الالاف من الشهداء دفاعًا عن أرضه، وليس عن “وهم” كما تحاول تصويره ، والمجلس الانتقالي وقواته المسلحة ليس مسؤولًا عن تحرير صنعاء التي سلمها حزب الإصلاح على طبق من ذهب للحوثيين، و التحرير يبدأ من حيث سُلّمت المعركة، فبدلًا من توزيع الاتهامات، لماذا لا تطالب من تسميهم “القادة الوطنيين” بتحريك الجبهات في تعز ومأرب والجوف والحديدة نحو صنعاء ؟ أم أنكم لا تجيدون إلا الهروب من المواجهة وإلقاء اللوم على غيركم؟
أما حديثك عن دعم المجتمع الدولي، فالحقيقة أنهم يرون في “الشرعية” التي تمثلها مجرد واجهة فارغة لا تملك من أمرها شيئًا، وإلا لما كانت قراراتها تُؤخذ من فنادق الخارج بدلًا من الداخل! المجلس الانتقالي ليس تابعًا لأحد، بل هو كيان سياسي يمثل شعب الجنوب وصوت الجنوب الحر الذي دفع ثمن تحرير ارضه قوافل من الشهداء والجرحى و بدماء أبنائه.
ختامًا، إذا كنت حريصًا على وحدة اليمن، فلماذا لا توجه خطابك لمن سلم الدولة وجيشها ومؤسساتها للحوثيين، ونهب مقدراتها، وفرّ هاربًا؟ أم أنكم تحبّون التذاكي فقط عندما يكون الحديث عن الجنوب؟ التحرير لصنعاء يبدأ من مأرب والحديدة وتعز ، وليس من عدن، فاذهب وحارب هناك، واترك الجنوب وشأنه!
✍️ العقيد حسين السعدي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news