الشهيد جعبل البركاني… ما بعد الشهادة 

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 98 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الشهيد جعبل البركاني… ما بعد الشهادة 

بينما كنت أقلب صفحتي على الفيسبوك، لفت نظري مقطع فيديو لشخص مُسجّى على الأرض بعد أن استُشهد في معركة تحرير عدن عام 2015م، في مثل هذه الأيام من رمضان.

للوهلة الأولى، لم أعرف من هذا الذي يحيط به الكثير من الناس، يقبّلونه قبلة الوداع، وينتحبون بجانبه بحرقة وألم ووجع وحسرة، وإلى جانبهم طفل صغير يعتصره الألم ويمسح دموع الضياع والشتات، فعرفت أنه نجل هذا الشهيد.

أعدت مشاهدة الفيديو، ومن خلال التعليقات عرفت أن هذا الشهيد هو جعبل البركاني، الذي لا أعرفه ولا يربطني أي تواصل بأسرته، إلا أن بسالته وشجاعته وقوته وإقدامه قد سبقته، فهو، وبشهادة الكثيرين، ممن ذاد عن الأرض والعرض والدين، ولم يُبالِ بحياته.

سقط الشهيد جعبل البركاني، ولا غرابة في ذلك، فهذه ضريبة الدفاع عن الأوطان للرجال الصادقين تجاه أوطانهم وأهلهم ودينهم. وقلة قليلة من الصادقين هم من يدركون ذلك، ويهبون أرواحهم فداءً للدين والأرض والعرض، دون أدنى مقابل.

ليس المؤلم أن الشهيد جعبل البركاني قد سقط شهيداً وغادر الحياة، فطالما كان يُنافح ويقاتل من أجل وطنه ودينه، فله إحدى الحسنيين: إما النصر وإما الشهادة. فكانت للبركاني كليهما؛ نصرٌ وشهادة في سبيل الله، فالبركاني وأمثاله طلّقوا الدنيا وتركوا لذائذها التي لم يعرفوها قط، ولم ينعموا في هذه الدنيا بأقلّها كما يحدث اليوم، بل كانوا يسابقون أرواحهم في ميادين الوغى من أجل دينهم وأرضهم وعرضهم.

ولكن المؤلم أن الشهيد جعبل البركاني وأمثاله، بعد أن قدّموا أرواحهم فداءً لأوطانهم، ربما أصبحت أسرهم في خبر كان، ولم يلتفت إليهم أحد من أصحاب الكراسي والسيادة والمعالي، ممن تربعوا على الكراسي دون أدنى قطرة عرق سقطت من جباههم في حرب صيف 2015م.

أوجعني هذا الفيديو، وأوجعني الشهيد المُسجّى والناس حوله يقبّلونه قبلة الوداع، وازداد وجعي لحال طفله الذي يسكب الدمعات كسيلٍ جارِف، بعد أن فقد سنده وعضده وساعده وحصنه الحصين، فأكفهرّت الحياة في وجهه، وصار اليُتم والضياع والحرمان مصيره.

شهداء أصبحت أسرهم على قارعة الطريق، وتنكّر لهم اللئام، ولم يُعيروهم أدنى اهتمام، ولم يتفقدوا ذويهم وأطفالهم، وانشغلوا بصراع الديكة، والبحث عن المال، واللهث خلف عمليات السلب والنهب والنصب، وتقاسم ثروات

الشهداء.

نأمل ممن لا تزال في داخله ذرة ضمير أو وطنية أو دم أن يعير أسر الشهداء جل اهتمامهم، فلولا الله تعالى ثم دماء الشهداء، لما تبوأ أحد من هؤلاء المناصب والكراسي، ولما تسيدوا وهم دون السيادة.

أسرة الشهيد جعبل البركاني لا تنتظر شفقة أو رحمة من أحد بقدر ما تنتظر حقها المكفول والمشروع، فليس لدماء أبيها ثمن

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

شبوة...غارات جوية مفاجئة تستهدف منطقة خورة وتخلف ضحايا بينهم قيادات ميدانية

قناة المهرية | 395 قراءة 

توتر عسكري بين هذه القوات

كريتر سكاي | 356 قراءة 

قرار حوثي في صنعاء يجبر جميع المواطنين في مناطقهم على دفع رسوم باهضة ويفجر غضب شعبي

نافذة اليمن | 318 قراءة 

القرار الرئاسي رقم (11) يدخل حيز التنفيذ... وهذه أول محافظة تبدأ التطبيق!"

نيوز لاين | 299 قراءة 

صحابي يمني يخدع أبوبكر الصديق بحيلة ماكرة أضحكت الرسول

المشهد اليمني | 297 قراءة 

قرارات حوثية بعد محرقة العرقوب !

نيوز لاين | 293 قراءة 

عاجل: غارات أمريكية مفاجئة في اليمن والكشف عن مواقع الاستهداف

المشهد اليمني | 283 قراءة 

أول تحرك للرئيس العليمي بعد امتناع محافظ المهرة توريد الإيرادات لحسابات الحكومة

المشهد اليمني | 275 قراءة 

عضو في مجلس النواب ينجو من محاولة اغتيال

كريتر سكاي | 235 قراءة 

تفاهم سعودي- حوثي يثير الجدل ودعوات روسية-إماراتية لحوار شامل

الأمناء نت | 199 قراءة