تلقى "عيدروس الزبيدي" رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، خلال الزيارة التي قام بها إلى محافظة المهرة العديد من الضربات الموجعة والمؤلمة والتي تمت بطريقة دبلوماسية وذكية سببت حرج كبير للزبيدي والوفد المرافق له.
الضربة الأولى وجهها محافظ المهرة السابق "راجح باكريت" فقد اعتقد الجميع إن حفاوة التصريحات التي أطلقها باكريت، والترحيب الحارة بزيارة " عيدروس الزُبيدي" ستجعله على رأس المستقبلين، لكن غيابه عن الاستقبال شكل ضربة موجعة للزبيدي والوفد المرافق له، وعلى الرغم من أن الناشطين والاعلاميين الموالين للانتقالي حالوا التقليل من غياب "باكريت" عن الاستقبال، واعتبروها مجرد ظرف طارئ أو ارتباطات أخرى منعته من المشاركة في الاستقبال، وأعتقد ان هذا التبرير غير صحيح وغير منطقي، لأنه لو كانت ظروف باكريت أو ارتباطاته لا تسمح له بالاستقبال، فقد كان يمكنه أن يوضح ذلك، ويقدم اعتذاره للزبيدي والوفد المرافق له عن عدم قدرته على المشاركة في الاستقبال لظروف خاصة، لكنه لم يتطرق إلى هذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد..
وجاءت الضربة الثانية من محافظ المهرة "محمد علي ياسر" والذي ألمح بطريقة غير مباشرة إلى ان المحافظة لا تؤيد توجهات المجلس الانتقالي في الانفصال، وقال إن زيارة "عيدروس الزبيدي" للمحافظة جاءت بصفته الرسمية كنائب لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، وليس بصفة اخرى، والذي يؤكد هذا الأمر، هو أن مجموعة من المسلحين التابعين للمجلس الانتقالي الجنوبي، قامت بإنزال العلم الجمهوري ووضعت مكانه علم الانفصال، إلا أن الأجهزة الأمنية في محافظة المهرة قامت بإنزال علم الانفصال وأعادت علم الجهورية اليمنية إلى مكانه، وهو مؤشر بأن المحافظة تؤيد الوحدة وترفض الانفصال.
لكن هناك أمر ينبغي قوله وتوضيحه ، فمن يشكك في وطنية الزبيدي ورغبته الصادقة في خدمة أبناء الجنوب وإقامة دولة مستقلة للجنوبيين، فهو مخطئ تماما، فالزبيدي يريد إقامة هذه الدولة الجنوبية بأسرع وقت ممكن، لكنه أيضا يعلم ان هناك معوقات كبيرة وليست سهلة، وهي أمور تحتاج للصبر والوقت، ولكن مادامت هذه الأمور غير مناسبة في الوقت الراهن، فإن على الزبيدي وكافة قيادات المجلس الانتقالي العمل بكل طاقتهم، وبذل كل الجهود الجبارة لتقديم الخدمات اللازمة لكل أبناء الجنوب وتوفير ولو أدنى متطلبات الحياة الكريمة لهم، ففي مثل هذه الظروف القاسية والمعاناة المستمرة فإن أعداء الانتقالي والذين يصطادون في الماء العكر يسعون جاهدين لتشويه سمعته، لتنفير الجنوبيين من الانتقالي وقياداته، ويصفونهم بأنهم لا يهتمون لأمر الجنوب وأبنائه وإن كل ما يهم قيادات الانتقالي هو تحقيق مصالحهم الشخصية والمتاجرة بالقضية الجنوبية، وعلى الزبيدي ورفاقه أن يثبتوا عكس ذلك بتقديم وتوفير أدنى متطلبات الحياة للجنوبيين والتخفيف من معاناتهم، وهذا هو ما سيرسخ القاعدة الشعبية للانتقالي وقياداته ويوسعها ويجعلها راسخة في أذهان وقلوب كل أبناء الجنوب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news