الجنوب اليمني | خاص
في تصعيد خطير للتوترات الإقليمية، شنّت الولايات المتحدة الأمريكية سلسلة غارات جوية وحشية استهدفت محافظات يمنية عدة، شملت ذمار وصعدة والبيضاء، بالإضافة إلى العاصمة صنعاء، مخلفةً دمارًا وضحايا مدنيين في حصيلة أولية.
وأفادت مصادر محلية في محافظة ذمار بأن الطائرات الحربية الأمريكية شنت ثلاث غارات عنيفة على جنوب مدينة ذمار، ما أثار الرعب والفزع بين السكان الآمنين.
ويأتي هذا الهجوم بعد ساعات من قصف مماثل استهدف العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة، في استمرار واضح للعدوان الأمريكي على الأراضي اليمنية.
وأكد ناشطون أن التحليق المكثف للطيران الأمريكي لا يزال مستمرًا في سماء اليمن، ما ينذر بمزيد من التصعيد والاستهداف للمدنيين.
وكانت وزارة الصحة في صنعاء قد أعلنت عن سقوط 9 شهداء و9 جرحى مدنيين كحصيلة أولية للغارات الأمريكية الغادرة.
إدانة يمنية واسعة للعدوان الأمريكي
وقد قوبل العدوان الأمريكي بإدانة يمنية واسعة ومستنكرة. فقد أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين بيانًا شديد اللهجة، أدانت فيه “بأشد العبارات العدوان الأمريكي البريطاني” الذي استهدف أعيانًا مدنية وأحياء سكنية في صنعاء وصعدة.
واعتبرت الوزارة هذا العدوان “انتهاكًا صارخًا لسيادة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه”، وخرقًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأكدت أن الهدف الحقيقي من هذا العدوان هو “ثني اليمن عن موقفه المبدئي المساند للشعب الفلسطيني وحماية الكيان الصهيوني الغاصب”، لتمكينه من الاستمرار في جرائمه الوحشية ضد الفلسطينيين في غزة.
وأشار البيان إلى أن هذا العدوان يأتي في وقت يشهد فيه البحر الأحمر هدوءًا نسبيًا، وأن الحظر البحري اليمني يقتصر فقط على السفن الإسرائيلية المتجهة إلى موانئ الاحتلال، بهدف الضغط لرفع الحصار عن غزة. وشددت الوزارة على أن “اليمن سيدافع عن نفسه بكل الوسائل المشروعة”.
كما أكدت الخارجية اليمنية أن “العدوان الأمريكي البريطاني لن يزيد اليمن إلا إصرارًا على دعم القضية الفلسطينية”، وأن هذا العدوان هو امتداد للعدوان الذي بدأ عام 2015 بدعم أمريكي، والذي تسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وطالبت المجتمع الدولي ومجلس الأمن بإدانة هذا “العدوان السافر” الذي يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
الحوثي: العدوان الأمريكي جريمة حرب وإرهاب
من جهته، أدان المكتب السياسي لجماعة الحوثي “أنصار الله” العدوان الأمريكي بشدة، واصفًا إياه بـ”العدوان الغادر والآثم”.
وأكد البيان أن استهداف الأحياء السكنية والمدنيين “جريمة حرب مكتملة الأركان” و”دليل إضافي على الإرهاب الأمريكي” ضد الشعوب والدول التي ترفض الهيمنة الأمريكية.
كما أكد رئيس وفد الحوثيين المفاوض، محمد عبدالسلام، أن “الغارات الأمريكية على اليمن عدوان سافر على دولة مستقلة وتشجيع للكيان الإسرائيلي” لمواصلة حصاره على غزة.
ونفى بشدة أي تهديد للملاحة الدولية في باب المندب، معتبرًا الادعاءات الأمريكية “تضليلًا للرأي العام”.
وشدد على أن الحظر البحري اليمني يستهدف فقط السفن الإسرائيلية المتجهة إلى موانئ الاحتلال، حتى يتم إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
واعتبر عبدالسلام الغارات الأمريكية “عودة لعسكرة البحر الأحمر” وأنها “التهديد الفعلي للملاحة الدولية”.
لجنة اعتصام المهرة تدين العدوان وتدعو للوحدة الوطنية
وفي سياق متصل، أدانت لجنة اعتصام أبناء محافظة المهرة “بأشد العبارات العدوان الأمريكي البريطاني السافر” على صنعاء، مؤكدةً أنه “انتهاك صارخ للسيادة اليمنية وتجاوز فاضح لكل المواثيق والقوانين الدولية”.
ودعت اللجنة “جميع المكونات السياسية اليمنية إلى تجاوز الخلافات وتوحيد الصف الوطني” في مواجهة هذا العدوان، مطالبةً الجميع بإدانة “هذا العدوان البربري على الشعب اليمني”.
وأكدت لجنة اعتصام المهرة أن “موقف اليمن الثابت في دعم القضية الفلسطينية يعكس شرف وكرامة الشعب اليمني، ويجسد موقفًا عربيًا وإسلاميًا أصيلاً في نصرة غزة ودعم المقاومة الفلسطينية”.
تأكيد على الصمود اليمني في وجه العدوان
يؤكد هذا العدوان الأمريكي الجديد على اليمن استمرار النهج العدواني للإدارة الأمريكية في المنطقة، ويزيد من تعقيد الأوضاع المتوترة أصلًا.. إلا أن الأصوات اليمنية المنددة بالعدوان تؤكد على صمود الشعب اليمني وإصراره على مواصلة دعم القضية الفلسطينية، والتصدي لكل محاولات النيل من سيادة واستقلال اليمن.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news