في القمة الاستثنائية للاتحاد الأوروبي التى عقدت مؤخرا في بروكسل، تبنت خطة إنفاق ضخمة بقيمة 800 مليار يورو، مع اتفاق مبدئي على تخصيص 150 مليار يورو كقروض مدعومة بميزانية الاتحاد لدعم الدول الأعضاء اعقب ذلك تصعيد أوروبي ضد روسيا والذي جاء عبر وزير الاقتصاد والمال الفرنسي برونو لومير موخرا الذي قال “أن بلاده جمدت أصول بحوالي 850 مليون يورو تعود ملكيتها لأثرياء من النخبة الروسية الحاكمة هي يخوت وشقق وحسابات مصرفية في فرنسا في أعقاب غزو أوكرانيا كما انها ستسخدم فوائد الاصول الرئيسية المجمدة لتمويل تسليح الجيش الأوكراني بقيمة 195 مليون يورو (211مليون دولار) بحسب وزير اادفاع الفرنسي سيبا ستيان لوكرنو، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بدورها قالت ان من أهم السياسات التي ستتبعها خلال ولايتها الجديدة الاستغناء الكامل عن الغاز الروسي ولكن بصورة تدريجية.
ياتي ذلك وسط تحديات جمة تواجهها القارة العجوز منها التقارب الروسي الأمريكي، والمساعي التي يقوم بها ترامب لانهاء الحرب هناك ،كما أن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية نالت حيزا من الاهتمام الاوروبي بأعتبار أن كييف تعتبر خط الدفاع الأول، لذلك كان دعمهم غير محدود، وأي نصر لروسيا في أوكرانيا سيكون علىحسابهم على المدي الطوي وهو مايخشونه، وبالرغم من التصريحات لقاده الاتحاد بشأن استفزات ترامب لهم وبشكل فض احيانا، إلا أنهم حاولوا التخفيف من وطأتها، واصفين أمريكا بالحليف القوي لهم ،لكن يعلم دول أعضاء الإتحاد أن اعتمادهم علي امريكا بشكل كلي سيكون له أضراره، لذلك كان الاجتماع قد أعتمد ميزانية كبيرة تتعلق بالاتفاق العسكري والتسليحي، وترمي أوروبا من ذلك تقليل الاعتماد الاستراتيجي على دول بعينها، وهو ما تم مناقشته في جدول اعمال القمة في إشارة بالطبع للولايات المتحدة الأمريكية..
يبدو أن هذة الصحوة الأوروبية تأتي وسط تغيرات تجري علي الساحة الدولية، خصوصا وأن الإدارة الأمريكية الجديدة لم تعد تتوافق مع القاره العجوز في رؤيتها بخصوص ملفات كثيرة ، ناهيك عن الاختلافات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن عدة قضايا أساسية مثل المهاجرين، حقوق الإنسان، التنوع الثقافي، الاقتصاد، والبيئة. هذا التنوع ربما يعرقل اتخاذ قرارات موحدة، ويؤدي إلى استمرار الانقسامات بين الدول الأوروبية ، كما لا يجب إغفال استمرار صعود تيارات قومية وشعبوية في بعض الدول.
والحقيقة لا فلسفة واضحة لدي الاتحاد الأوربي بهذا الشأن وهناك تراجع كبير فى الدور الذي يقوم بها الاتحاد علي مستويات عدة، واذا كانت الدول الرئيسية فيه “فرنسا بريطانيا المانيا تحاول” الظهور بدور المؤثر ولملمه الشتات الحاصل مع وجود تحفظات من قبل بعض دول الاتحاد في كيفية التعامل مع روسيا من بينها المجر، إلا ان ذلك الطموح يصطدم بجموح رئيس لا يعرف سوي الصفقات، ولا يعيّر أي إهتمام لأحد فلغه الأرقام هى من تحدد بوصلة ترامب، رجل الصفقات الذي يضرب بيده في كل مكان، والذي سيزور منطقتنا العربية قريباً لجني المزيد من الأموال وهو يعرف تماما أن الحالة العربية في أسوأ حالاتها، إذا ما قورنت بأوروبا، وهذا ما بدي من التصريحات والسياسات الفجة للرجل، سواء بخصوص أوروبا أو العرب وقضاياهم، فالرجل الدي يرفع شعار أمريكا أولاً لن يُقدم شئ لاحد وعلية ستكون هناك تبعات وخيمة سننتظر ونري!!.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news