في ظل استمرار الحرب والصراع في اليمن لأكثر من عقد، برزت ميليشيا الحوثي كأحد اللاعبين الرئيسيين في المشهد السياسي والاقتصادي. لم تقتصر سيطرتهم على الجوانب العسكرية فقط، بل امتدت إلى التحكم في القطاع المصرفي وإدارة الاقتصاد بما يخدم أجندتهم الخاصة.
سيطرة مالية وأمنية محكمة
تمكن الحوثيون من فرض قيمة صرف مختلفة للعملة الوطنية القديمة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، مستغلين قبضتهم الأمنية على البنوك وشركات الصرافة وكبار التجار. في المقابل، تشهد العملة المطبوعة حديثًا من قبل الحكومة الشرعية انهيارًا كبيرًا، حيث فقدت قيمتها أكثر من عشرة أضعاف منذ بدء الطباعة في عام 2016.
الخبير الاقتصادي ماجد الداعري أوضح أن الحوثيين منعوا تداول العملة الجديدة في مناطقهم، مستفيدين من قدراتهم الأمنية والاستخباراتية. كما عملوا على تدمير أي محاولات لإنشاء مركز مالي بديل في عدن، معقل الحكومة الشرعية، وسحب العملات الصعبة من المناطق المحررة عبر عمليات مضاربة وتهريب الأموال.
طباعة نقدية دون غطاء وانهيار اقتصادي
منذ عام 2016، لجأت الحكومة الشرعية إلى طباعة كميات ضخمة من العملة الوطنية لتغطية احتياجاتها المالية، مما أدى إلى انقسام نقدي عميق بين مناطق سيطرة الطرفين. وبينما تراجعت قيمة العملة القديمة في مناطق الحوثيين، انهارت العملة الجديدة بشكل كارثي في المناطق المحررة، وسط غياب حلول اقتصادية فعالة من الحكومة الشرعية.
إمبراطورية مالية حوثية
استغل الحوثيون هذه الفجوة الاقتصادية لإنشاء “إمبراطورية مالية” تعتمد على مصادر دخل غير قانونية، مثل الجبايات والضرائب والمضاربة بالعملة. كما سيطروا على قطاعات حيوية مثل الاتصالات والطيران وموانئ الحديدة، مما منحهم ميزة تنافسية في إدارة الاقتصاد المحلي.
الأزمة الاقتصادية كعقبة أمام السلام
يرى الخبراء أن الانقسام النقدي والسياسات المالية المتعددة يمثلان عقبة كبيرة أمام تحقيق السلام في اليمن. توحيد البنك المركزي وإنهاء الانقسام النقدي يُعدان الخطوة الأولى نحو التعافي الاقتصادي وفتح المجال أمام تفاهمات سياسية محتملة.
استمرار الوضع الحالي يعني بقاء الهيمنة الحوثية على الاقتصاد واستغلالهم للموارد الوطنية لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الشعب اليمني، مما يزيد من معاناة المواطنين ويعقد جهود إنهاء الصراع.
الاقتصاد
الحوثي
العملة اليمنية
شارك على فيسبوك
شارك على تويتر
تصفّح المقالات
السابق
“الكويت تقدم دعمً مالي ضخم للشعب اليمني”
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news