* وانغ مو يي:
وفي نهاية يناير/ كانون الثاني هذا العام، تجاوز عدد تنزيلات تطبيق DeepSeek الصيني على متجر تطبيقات آبل عدد مرات تنزيل تطبيق ChatGPT الذي طورته OpenAI الأمريكية، وتصدر قائمة الأكثر تنزيلا في متاجر تطبيقات آبل وغوغل Play في أكثر من مائة دولة، كما تسبب في انخفاض حاد في أسعار أسهم العديد من شركات التكنولوجيا الأمريكية.
توجهت أنظار العالم إلى شركة DeepSeek الصينية الناشئة، حيث اكتسب نموذج الذكاء الاصطناعي الذي طورته الشركة بشكل مستقل “DeepSeek” شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم بفضل ميزاته الرئيسية الثلاث: “سهولة الاستخدام، ومفتوح المصدر، ومجاني”.
وقد تم تدريب النموذج الجديد باستخدام حوالي 2000 شريحة فقط بتكلفة أقل من 6 ملايين دولار. والأهم من ذلك، أن DeepSeek اتبعت استراتيجية مفتوحة المصدر، مما سمح للمطورين والباحثين والشركات حول العالم بالمشاركة في تحسين النموذج. أعادت DeepSeek تعريف قواعد صناعة الذكاء الاصطناعي من خلال نظامها البيئي المفتوح وتكلفتها المنخفضة للغاية، وغيرت المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي، كما أظهرت روح الانفتاح الذي تتمتع به شركات التكنولوجيا الصينية.
وفي مجال الذكاء الاصطناعي، أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي مثل Qwen من شركة علي بابا، وERNIE Bot من شركة بايدو، وPanGu من شركة هواوي أداءً لامعًا أيضا، مما يبرز الإمكانات غير المحدودة للصين في هذا المجال.
وبحلول نهاية عام 2024، وصل عدد شركات الروبوتات البشرية في الصين إلى ما يقرب من 100 شركة، حيث أعلنت أكثر من 30 شركة بدء الإنتاج التجاري هذا العام. وفقًا للمعلومات التي كشفت عنها في مؤتمر صناعة الروبوتات البشرية في الصين، بلغ حجم سوق الروبوتات البشرية في الصين في عام 2024 حوالي 2.76 مليار يوان.
بالإضافة إلى ذلك، حققت الصين ريادة عالمية في مجال التكنولوجيا الخضراء، خاصة في مجال السيارات الكهربائية. في عام 2024، حيث بلغ إنتاج الصين من السيارات الجديدة التي تعمل بالطاقة الجديدة 11.345 مليون مركبة، بزيادة قدرها 34.6% عن العام السابق، لتصبح أول دولة في العالم تتجاوز إنتاجها السنوي من السيارات الجديدة 10 ملايين مركبة، كما شهد حجم صادرات سيارات الطاقة الجديدة الصينية ارتفاعا باستمرار.
ويعود هذا الإنجاز إلى نظام سلسلة التوريد الكاملة، وتأثير مجموعة الصناعات القوية في الصين، والابتكارات التكنولوجية المتقدمة للصين في هذا المجال. على سبيل المثال، في مجال بطاريات الطاقة، تحتل شركات مثل CATL وBYD مكانة رائدة في السوق المحلية وتتصدر الحصص السوقية العالمية بفضل تقنيات البطاريات المتقدمة.
وفي تقرير عمل الحكومة الصينية خلال “الدورتين السنويتين” هذا العام، ظهرت لأول مرة كلمات مثل “الذكاء الاصطناعي +”، و “الذكاء المتجسد”، و “6” G فيه، مما يسلط الضوء على التقدم الملحوظ للصين في مجال التكنولوجيا وتخطيطها المستقبلي.
مقارنة بالعام الماضي، زاد الاهتمام بتطوير الذكاء الاصطناعي في تقرير عمل الحكومة الصينية هذا العام، كما اقترح التقرير أن الصين ستسرٌع عملية التحول الرقمي في قطاع التصنيع وإذكاء الحيوية الابتكارية للاقتصاد الرقمي، وينبغي مواصلة دفع عملية “الذكاء الاصطناعي +” وبذل جهود أكبر في تطوير مركبات الطاقة الجديدة الذكية والمتصلة بالانترنت وهواتف وحواسيب الذكاء الاصطناعي والروبوتات الذكية وغيرها من الجيل الجديد من المنتجات النهائية الذكية ومعدات التصنيع الذكي. وقد سلطت الضوء على النقاط الرئيسية للتنمية المستقبلية للاقتصاد الصيني.
كثاني أكبر اقتصاد في العالم، تواصل الصين دفع عجلة الابتكار التكنولوجي، وتسعى جاهدة لتقليل اعتمادها على التكنولوجيا الغربية، وتعزيز مكانتها الرائدة في المجال التكنولوجي العالمي.
* صحفية صينية
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news