أكد تقرير نشرته مجلة أمريكية أن السماح باستمرار تهديد المليشيات الحوثية للاقتصاد العالمي من خلال هجماتها على السفن التجارية قد يؤدي إلى فوضى عالمية لا يمكن السيطرة عليها.
وأوضح التقرير أن هذه العمليات ليست مجرد دعم لحماس في غزة كما يدعون، بل محاولة لتطبيق نموذج قرصنة حديثة قد تلهم جماعات أخرى، مما يعرض الأمن والتجارة الدولية لمخاطر غير مسبوقة.
وقال التقرير الذي نشرته مجلة “كومنتاري” وترجمه تهامة 24، إن الحوثيين يبررون هجماتهم باستهداف السفن الإسرائيلية فقط، لكن الحقيقة تظهر أن جميع السفن معرضة للخطر، بما في ذلك تلك التي لا علاقة لها بإسرائيل.
فعلى سبيل المثال، تعرضت ناقلة “أردمور إنكونتر” المملوكة لشركة أيرلندية لهجوم في ديسمبر 2023، كما امتدت الهجمات لتشمل سفنا مرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وحتى تلك المتجهة إلى إيران أو المرتبطة بتجارة النفط الروسية.
ونتيجة لذلك، باتت روسيا والصين تهيمنان على الشحن في هذا الممر، مستفيدتين من تراجع الشركات الغربية.
وأشار التقرير إلى أن هجمات الحوثيين أعادت قطاع الشحن إلى عصر ما قبل قناة السويس، حيث اضطرت الشركات إلى تغيير مساراتها عبر رأس الرجاء الصالح، مما زاد المسافة بـ3500 ميل بحري والمدة بعشرة أيام لكل رحلة.
ولفت التقرير إلى هذا التغيير رفع تكاليف الشحن بشكل صارخ، حيث قفزت من 1660 دولارًا إلى نحو 6000 دولار للحاوية الواحدة، وتسبب في انخفاض حجم الشحنات عبر البحر الأحمر بنسبة 70%، بتكلفة إجمالية تقدر بـ175 مليار دولار سنويًا.
كما ارتفعت أسعار السلع على المستهلكين، وتأثرت صناعات مثل نقل النفط الخام.
وأضاف أن الحوثيين أسسوا نظامًا ماليًا يشبه “الرشاوى”، يدر عليهم مليارات الدولارات سنويًا من خلال فرض رسوم على السفن لعبور الممرات بأمان، وهو ما لا تستطيع الشركات الغربية المشاركة فيه قانونيًا.
ومع انخفاض تكلفة الأسلحة التي يستخدمونها، مثل الصواريخ والطائرات المسيرة، يبدو أن هذا النموذج قد يصبح مستدامًا حتى بدون الدعم الإيراني.
ويرى التقرير أن القادة الغربيين أخطأوا في تقدير حجم التهديد الحوثي، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذا الخطر قبل أن يتفاقم.
كما انتقد الدعم الذي يتلقاه الحوثيون من بعض الأوساط التقدمية في الغرب، واصفًا إياه بتشجيع الإرهاب الاقتصادي الذي قد يؤدي إلى موجات من الدمار داخل المنطقة وخارجها إذا لم يتم التصدي له بحزم.
وختم بالتأكيد أن إدارة ترامب تواجه الآن خيارًا حاسمًا لإنهاء هذا التهديد، محذرًا من أن التهاون قد يكون له عواقب لا تحتمل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news