خلافات عاصفة تعصف بمجلس الوزراء بعد مقاطعة وزراء الحكومة جلسات مجلس الوزراء ومطالبتهم بإقالة رئيسها الدكتور احمد عوض بن مبارك ، واعلانهم عدم حضور إجتماعات المجلس المقبلة ، كل تلك الخطوات تكشف حجم المعركة التي يخضوها الدكتور احمد عوض نحو الإصلاحات السياسية والاقتصادية وتفعيل دور حكومته .
فقد وضع الدكتور احمد بن مبارك هدفاً رئيسياً امامه ويسعى لتحقيقه بكل الطرق الممكنة ، ويتمثل الهدف في إصلاح الوضع الاقتصادي وتخفيف معاناة المواطنين ومحاربة الفساد .
توجهات بن مبارك الإصلاحية لم تروق لكثيرين من وزراء الحكومة بل قاموا بتمويل حملات تشويه إعلامية ضده ، لكنه لم يستسلم بل واصل طريقه منفرداً رغم كل العوائق والتحديات التي يواجهها بصمت وإصرار ، وامام هذا الجهد الكبير الذي يقوم به بن مبارك وبعد نجاحات كبيرة حققها الرجل ، ولم تستطع الحملات المدفوعة التاثير عليه وعلى الإصلاحات التي يقوم بها انتقل العمل إلى الميدان حيث تمت مقاطعة جلسات مجلس الوزراء من قبل بعض وزراء الحكومة وطالبوا بإقالة بن مبارك لاسباب شخصية وانتهازية .
ليست مواقف شخصية
اثر المقاطعة التي اعلنها الوزراء ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية بهذا الخبر واعتبروه انه اسلوب للابتزاز حيث قال الصحفي محمد المسبحي مدير تحرير موقع وصحيفة عدن حرة ، إن ما حدث لم يكن موقف شخصي ضد بن مبارك بل يعكس ذلك رفضهم لنهج بن مبارك الإصلاحي .
واضاف المسبحي "وزراء المحاصصة يقاطعون بن مبارك ، طبيعي جداً ، الفاسد دائماً يهرب من الإصلاح وبناء مؤسسات الدولة ، هؤلاء الوزراء لم يختارهم بن مبارك فكيف لهم إن يقفوا معه وهو يحاول إصلاح الخراب الذي ساهموا فيه ، ومقاطعتهم ليست لشخص بن مبارك بل هي مقاطعة للإصلاحات وللنزاهة والشفافية ، لان وجود دولة قوية يعني نهاية امتيازاتهم" .
المسبحي اختتم حديثه بالقول "فليقاطعوه كما يريدون الوطن لا يحتاجهم ، وعدن تعرف جيداً من يعمل لها ومن ينهبها" .
وفي منشور آخر له على منصة فيسبوك قال المسبحي ان وزراء الحكومة بدلاً من الاعتراف بفشلهم والانسحاب بهدوء قاموا بإثارة زوبعة اعلامية مطالبين بإقالة رئيس الوزراء ، ووصف الخطوة التي قام بها الوزراء بالوقاحة ، وبانهم لم يقدموا شيئاً منذ تعيينهم في العام 2019م ، سوى النهب والهروب واغراق الشعب بالازمات ، وان محاولاتهم الاخيرة لاتتعدى زوبعة المراهقين ، مشيراً إلى انهم لامكان لهم بعد اليوم وان الدكتور احمد عوض بن مبارك باقٍ ، بيننا مصيرهم إلى مزبلة التاريخ.
سبب المشكلة
كان فتحي بن لزرق وفي منشور له على فيسبوك كشف عن اسباب مقاطعة إجتماعات مجلس الوزراء من قبل بعض وزراء حكومته ، مشيراً إلى ان مشكلة بعضهم والذين يطالبون بإقالة احمد عوض بن مبارك لا تكمن في الاحتجاج على فشل الرجل او سوء إدارته ، لكنه بسبب إن الرجل قام خلال الاشهر الماضية بإغلاق بنود صرف مبالغ مالية لبعض الوزارات ، تتضمن التصرف بمئات الملايين من الريالات والتي كانت تصرف بشكل مباشر من بعض الوزراء ودون حسيب او رقيب .
اضاف بن لزرق "ايقاف عمليات الصرف كانت السبب في المواجهة المباشرة بين بن مبارك وعدد من الوزراء والتي تطورت لاحقاً إلى مقاطعة جلسات مجلس الوزراء" .
معركة ضد منظومة الفساد
بدوره تحدث الدكتور قاسم الهارش عن المعركة التي يقودها رئيس الوزراء الدكتور بن مبارك قائلاً بان اليمن تخوض اليوم واحدة من اخطر معاركها المصيرية ، ليست فقط ضد الانقلاب والفوضى بل ضد منظومة الفساد التي ترسحت في مؤسسات الدولة لعقود طويلة ، وان المعركة اليوم تدور بين مشروع وطني يسعى لاستعادة الدولة وترسيخ مؤسساتها وبين قوى مستفيدة من الفوضى والنهب المنظم ، ولا تستطيع العيش إلا في بيئة الانقسام والتخريب.
إضعاف الحكومة وإعاقة الإصلاحات
الدكتور الهارش وفي حديثه قال إن هناك محاولات لإضعاف الحكومة والتشويش على جهودها الإصلاحية بما في ذلك إثارة الجدل حول استقالة رئيس الوزراء وهي ليست إلا جزءاً من مخطط لإجهاض اي خطوات حقيقية نحو استعادة الدولة ، وان طريق الإصلاح لم يكن يوماً مفروشاً بالورود بل واجه مقاومة شرسة من مراكز نفوذ وفساد اعتادت استغلال مؤسسات الدولة لتحقيق مكاسبها الخاصة .
امتداد لحرب طويلة
حملات تضليل وتشويه ضد مؤسسات الدولة والحكومة بحسب الدكتور الهارش هي امتداد لحرب طويلة تخوضها القوى الوطنية ضد ادوات الفساد والتخريب ، فالدولة لا تبنى بالصراخ والافتراءات ، بل بالإرادة السياسية والعمل الجاد لإعادة المؤسسات الو مسارها الصحيح.
إرباك للمشهد
وصف الدكتور قاسم الهارش الحملات المدفوعة التي تستهدف رئيس الوزراء انها تهدف إلى إرباك المشهد السياسي ودفع الحكومة للاستسلام ، مشيراً إلى ان معركة استعادة الدولة لن تتوقف امام محاولات الهدم ، وان الفساد قد يكون قوياً لكنه لن يكون اقوى من إرادة الشعب الذي يتطلع لدولة قوية مستقرة وعادلة .
لا مجال للحياد
الهارش ختم حديثه بالاشارة إلى إنه في معارك الاوطان لا مجال للحياد ، إما ان تكون في صف بناء الدولة او في معسكر هدمها ، والرهان الحقيقي ليس على من يحاولون تعطيل الإصلاح بل على من يؤمنون بان الدولة لن تُبنى إلا بسواعد المقاتلين الحقيقيين ، ليس باوهام الفاسدين الذين يعتقدون إن الفوضى ستدوم للابد .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news