وبطل جديد من هذا الزمان!!

كتب/ المحامي عبدالناصر

السنيدي

سنكتب اليوم عن رجلاً من أبين من حاضرة الساحل الجميل من حصن بن عطيه.. رجل كتب قصته وحكايته بنفسه وجعلنا نقراها كل يوم.. كتبها من أحرف من نور وجعل منها لوحة جميلة بألوان زاهية خطها قلمه ولونتها ريشته.. وجعل من سيرته قصة نجاح فارس من فرسان الزراعة كان سيفه هوالمنجل والمعول.. يعشق المطر والسيل.. وتطربه رائحة التربة.. ويميز بفطرة المهندس العتيق روائح الأزهار وعبق الأشجار الفواح.. رسمت أبين على تجاعيد وجهه الوضاء تعابير حكاية عشق لا تنتهي مع الأرض.. الأرض الخصبة.. الأرض الطيبة المعطاءة..

اتحدث اليوم عن المهندس عبدالقادر خضر السميطي… لا أعتقد أن أحداً اليوم في أبين مرتبط بالزراعة لايعرف هذا الإسم الذي التصق اسما وفعلا مع الزراعة والأرض والأشجار والثمار والطين..

تشاهده ناصحاً.. تشاهده عاملاً تحت الشمس.. تجد صوت صرير قلمه المليء بالفوائد يعلن عن كل جديد.. وتجده بين أكوام الذهب الأبيض.. وبين شتلات الموز والبوبيه.. وهناك تحت ظل أشجار المريمر.. وبجانب جبال الكمبوست.. واكوام البطيخ الفاخر.. لعمري مارايت عاشقاً متفانياً كهذا المهندس الفذ… فالأرض والزراعه ليلاه وأبين وأرضها هي عبلته..

لم تراه يوما تحجج بالظروف أو بدعم الدولة.. يحمل سيفه وحيدإ بعد أن هزمت جيوش المهندسين والمزراعين ..مصراً اصراراً كبيراً أن يدافع عن الزراعة حتى الرمق الأخير..

تكاد أن تستغرب أن تراه حاضراً عند حفر الآبار.. وتراه حاضراً مع المزارعين متابعاً النجاح لتجربة جديدة.. تارة في يافع في مزارع البن وأخرى في الصبيحه في مزارع البطيخ وهناك في حضرموت مع مزارع البصل.. اما أبين فهي مسرحه اليومي يعرض فيه فنونه ويمارس هوايته المفضله التمتع بعبق وردها وفلها….

هذا المهندس الفذ لم ياتي من فراغ بل من عائلة زراعية منذ الخمسينات فجده عوض السميطي أول من استصلح الأرض الزراعية في الحصن.. لقد كانت العائلة الأشهر من نار على علم.. أصلها في أعلى الجبل وجذورها في الساحل وكان بطلنا هذا امتداداً طبيعيا لها..

أمثال المهندس عبدالقادر خضر لا يتكررون دوماً لانه رجلاً عصاميا مثابرا صاحب قضيه.. المال آخر همه

رجلاً متفانياً صاحب همه عالية.. أمثال هولاء ننحني لهم إجلالاً ونرفع قبعاتنا احتراماً.. صنعت منهم اعمالهم أبطالاً وصنعت منهم الشمس صخوراَ صلبة تشبه الأرض.. وصقلت عزائمهم وصنعت منهم أصولهم النقية رجالاً شامخين اعزاء.

حيوا معي هذا المهندس الرائع الذي لم يمر من هنا الا تاركاً علامة فارقة في الزراعة لن تمحى وسوف يسجل التاريخ إسمه من ذهب.. وشهر كريم له ولكم