عدن توداي
كتب /جلال الشعبي
مقالات ذات صلة
اللقاء التشاوري الحضرمي يصدر بيان هام.. ماذا تضمن؟
بين يوم خروج محمود الصبيحي من الأسر…وتعليق جعفر الكعلولي في ذالك اليوم…تكمن الحقيقة.. كتب /حسان البصيلي
تعيش مدينة عدن أياما حالكة تغرق في الأزمات دون أن يلوح في الأفق أي أمل بالتحسن لم يعد الحديث عن انقطاع الكهرباء مجرد خبر عابر بل تحول إلى كابوس يومي يثقل كاهل المواطنين حتى أصبحت المدينة تتنفس العتمة وتعاني الحرمان لا كهرباء تخفف من لهيب الصيف ولا ماء يروي عطش السكان ولا غاز يُشعل مواقد الحياة، وكأن المدينة تحولت إلى بقعة معزولة عن الزمن والتقدم
في بلد يُعد من أغنى دول العالم بالثروات النفطية والغازية يعيش المواطن تحت وطأة الفقر والحرمان اليمن الذي يمتلك حقولًا غازية هائلة يراه أبناؤه كحلم بعيد المنال بينما يملك بحرا من النفط لكنه محروم حتى من قطرة دفء أو شعاع نور ثروات تُنهب أمام أعين الجميع وأموال تبدد في غير مكانها فيما يعيش الشعب على هامش الحياة يكافح من أجل أبسط حقوقه
ما يحدث في عدن ليس مجرد أزمة خدمات بل هو انعكاس لفساد ممنهج جعل من المدينة نموذجا للمعاناة الكهرباء، التي تعد شريان الحياة في أي مجتمع متحضر تحولت في عدن إلى رفاهية لا ينعم بها سوى أصحاب النفوذ في الوقت الذي تنعم فيه قصور الفاسدين بالإنارة الدائمة تطفئ الأضواء عن منازل المواطنين وتتحول المدينة إلى سجن مفتوح يضج بالأنين والمعاناة
أبناء عدن لم يخلقوا ليكونوا ضحايا للفساد وسوء الإدارة ولا يستحقون أن يتحولوا إلى متسولين لحقوقهم الأساسية المدينة التي كانت يوما ما منارة للحضارة والتجارة تُركت وحيدة في مواجهة المصاعب وكأنها تعاقَب على تاريخها ومكانتها الحديث عن حلول لا يكفي فالأمر يحتاج إلى إرادة حقيقية تعيد لهذه المدينة حقوقها المسلوبة
عدن لا تختنق بفعل الظروف الطبيعية بل بفعل أيدي لم تكتف بنهب خيراتها بل جعلت من الظلام والحرمان سياسة ممنهجة ومع ذلك فإن المدينة التي قاومت كل محاولات الإذلال لن تستسلم وستظل شامخة رغم كل الأزمات تنتظر يوما تشرق فيه من جديد ليس بنور الكهرباء فقط، بل بنور العدالة والكرامة
تحرير المقال
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news