الضالع مديرية أم محافظة

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 77 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الضالع مديرية أم محافظة

 

 

عدن توداي

:بقلم الدكتور قاسم الهارش.

في خضم المشهد السياسي الراهن، يبرز ملف التقسيم الإداري في الجنوب كاحدى القضايا التي تستدعي نقاشا هادئا ومسؤولا.

حيث تشهد الساحة السياسية في الجنوب تناقضا صارخا بين الخطاب السياسي والممارسات الفعلية، خاصة فيما يتعلق بالوضع الإداري للمحافظات الجنوبية وحدودها. ومن أبرز الأمثلة على ذلك وضع الضالع، التي كانت قبل عام 1990 مجرد مديرية ضمن محافظة لحج وفق التقسيم الإداري لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، لكنها أصبحت بعد الوحدة محافظة مستقلة وفق التقسيم الإداري للجمهورية اليمنية.

هناك تناقض صارخ عند الحديث عن استعادة دولة الجنوب، يجب أن يكون المنطق السياسي واضحا ومتسقا مع الواقع التاريخي، إلا أن بعض الأطراف السياسية تتعامل بازدواجية مع هذا الملف. فبينما يرفعون شعار استعادة دولة الجنوب، نجدهم في الممارسة العملية يعترفون بالتقسيم الإداري الذي أقر بعد الوحدة، ويتعاملون مع الضالع كمحافظة مستقلة، وهو أمر يتناقض مع فكرة استعادة الجنوب بحدوده السابقة.

إذا كان الهدف حقا هو استعادة دولة الجنوب، فإن المنطق يفرض التعامل مع الضالع كمديرية ضمن محافظة لحج، وليس ككيان مستقل. أما التمسك بتقسيم الوحدة من جهة، والمطالبة بالانفصال من جهة أخرى، فهو تناقض واضح وضحك على عقول الناس، كما يقول الشارع الجنوبي.

لا يمكن بناء مشروع وطني على أسس غير واضحة أو وفق معايير مزدوجة، فمن غير المنطقي المطالبة بالانفصال والعودة إلى ما قبل 1990، وفي الوقت نفسه تبني التقسيم الإداري الذي فرضته الجمهورية اليمنية بعد الوحدة. هذه الازدواجية لا تخدم القضية الجنوبية، بل تضعفها، وتكشف عن تخبط واضح في الرؤية السياسية، ما يجعل الشارع يتساءل: هل نحن أمام مشروع وطني حقيقي، أم مجرد شعارات تستخدم حسب الحاجة؟

إذا كان الهدف استعادة الجنوب كدولة مستقلة، فيجب أن يكون الخطاب السياسي متماسكا، وأن يتم التعامل مع الضالع وجميع المحافظات وفق التقسيم الإداري لما قبل 1990، وليس وفق التقسيم الحالي الذي فرضته الجمهورية اليمنية. أما إذا كان هناك قبول بالتقسيم الإداري الجديد، فإن الحديث عن استعادة الجنوب بنفس المفهوم التاريخي يفقد معناه الحقيقي.

لا يمكن تحقيق مشروع سياسي ناجح دون وضوح في الرؤية والتزام بالمبادئ، وإلا فإننا سنبقى ندور في دائرة الشعارات الفارغة والتناقضات التي لا تخدم القضية الجنوبية، بل تضعفها وتشتت أبناءها.

مقالات ذات صلة

تقاسم السلطة الكارثي على الجنوب والجنوبيين

عن إنشاء شركة اتصالات جنوبية


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

وصول أحمد علي صالح إلى الرياض يثير تساؤلات حول مستقبل المشهد السياسي اليمني

عدن نيوز | 710 قراءة 

بعد تسريب صورته للأمن .. عصابة حوثية تصفي أحد أعضائها لطمس أدلة تورطها مع ”سفاح صرف”

المشهد اليمني | 453 قراءة 

زوجة قيادي وبناته يعتدون بالضرب على طبيبة.. تفاصيل لاتصدق(صورة)

كريتر سكاي | 367 قراءة 

استخراج 117 مسمارًا من بطن شاب يثير صدمة الأطباء في عدن (صور)

المشهد اليمني | 312 قراءة 

حديث سعودي جديد عن الوصول لحل جذري لانهاء حرب اليمن في هذا التوقيت

كريتر سكاي | 274 قراءة 

محاولة اغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع في درعا.. وزارة الإعلام السورية توضح 

موقع الأول | 258 قراءة 

رئيس إيران يفاجئ الخليج: طلب غير مسبوق يهز الساحة الإقليمية

المرصد برس | 237 قراءة 

ارتفاع الأصوات المنددة بالتفريط بالبيانات اليمنية لصالح دولة أجنبية

المنتصف نت | 220 قراءة 

استخراج ١١٥ مسمار من بطن شاب في لحج والكشف عن السبب المروع(صور)

كريتر سكاي | 202 قراءة 

اليمنية تكشف حقيقة وجود تفاهمات مع فرعها في صنعاء

بوابتي | 181 قراءة