الضالع مديرية أم محافظة

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 99 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الضالع مديرية أم محافظة

 

 

عدن توداي

:بقلم الدكتور قاسم الهارش.

في خضم المشهد السياسي الراهن، يبرز ملف التقسيم الإداري في الجنوب كاحدى القضايا التي تستدعي نقاشا هادئا ومسؤولا.

حيث تشهد الساحة السياسية في الجنوب تناقضا صارخا بين الخطاب السياسي والممارسات الفعلية، خاصة فيما يتعلق بالوضع الإداري للمحافظات الجنوبية وحدودها. ومن أبرز الأمثلة على ذلك وضع الضالع، التي كانت قبل عام 1990 مجرد مديرية ضمن محافظة لحج وفق التقسيم الإداري لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، لكنها أصبحت بعد الوحدة محافظة مستقلة وفق التقسيم الإداري للجمهورية اليمنية.

هناك تناقض صارخ عند الحديث عن استعادة دولة الجنوب، يجب أن يكون المنطق السياسي واضحا ومتسقا مع الواقع التاريخي، إلا أن بعض الأطراف السياسية تتعامل بازدواجية مع هذا الملف. فبينما يرفعون شعار استعادة دولة الجنوب، نجدهم في الممارسة العملية يعترفون بالتقسيم الإداري الذي أقر بعد الوحدة، ويتعاملون مع الضالع كمحافظة مستقلة، وهو أمر يتناقض مع فكرة استعادة الجنوب بحدوده السابقة.

إذا كان الهدف حقا هو استعادة دولة الجنوب، فإن المنطق يفرض التعامل مع الضالع كمديرية ضمن محافظة لحج، وليس ككيان مستقل. أما التمسك بتقسيم الوحدة من جهة، والمطالبة بالانفصال من جهة أخرى، فهو تناقض واضح وضحك على عقول الناس، كما يقول الشارع الجنوبي.

لا يمكن بناء مشروع وطني على أسس غير واضحة أو وفق معايير مزدوجة، فمن غير المنطقي المطالبة بالانفصال والعودة إلى ما قبل 1990، وفي الوقت نفسه تبني التقسيم الإداري الذي فرضته الجمهورية اليمنية بعد الوحدة. هذه الازدواجية لا تخدم القضية الجنوبية، بل تضعفها، وتكشف عن تخبط واضح في الرؤية السياسية، ما يجعل الشارع يتساءل: هل نحن أمام مشروع وطني حقيقي، أم مجرد شعارات تستخدم حسب الحاجة؟

إذا كان الهدف استعادة الجنوب كدولة مستقلة، فيجب أن يكون الخطاب السياسي متماسكا، وأن يتم التعامل مع الضالع وجميع المحافظات وفق التقسيم الإداري لما قبل 1990، وليس وفق التقسيم الحالي الذي فرضته الجمهورية اليمنية. أما إذا كان هناك قبول بالتقسيم الإداري الجديد، فإن الحديث عن استعادة الجنوب بنفس المفهوم التاريخي يفقد معناه الحقيقي.

لا يمكن تحقيق مشروع سياسي ناجح دون وضوح في الرؤية والتزام بالمبادئ، وإلا فإننا سنبقى ندور في دائرة الشعارات الفارغة والتناقضات التي لا تخدم القضية الجنوبية، بل تضعفها وتشتت أبناءها.

مقالات ذات صلة

تقاسم السلطة الكارثي على الجنوب والجنوبيين

عن إنشاء شركة اتصالات جنوبية

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : صدور قرارات سعودية مفاجئة وغير متوقعة

صوت العاصمة | 1430 قراءة 

ترتيبات غير معلنة لصياغة رئاسة جديدة لليمن

عدن تايم | 1187 قراءة 

استعدوا جيدًا .. الزبيدي يعد أبناء ‘‘ذمار’’ بمفاجأة وشيكة.. ويوجه تهمة خطيرة للشرعية!!

المشهد اليمني | 859 قراءة 

الداعري يكشف عن مراحل استعادة استقلال الجنوب ونوع العملة الجنوبية المتوقعة

مراقبون برس | 756 قراءة 

حشود قبلية من أبناء حضرموت تنضم إلى قوات درع الوطن وسط تصعيد عسكري

المجهر | 712 قراءة 

عاجل: اول تحرك أمريكي لدعم البنك المركزي بعدن

كريتر سكاي | 683 قراءة 

استنفار حوثي نحو الجنوب.. أنفاق وصواريخ ومعسكرات جديدة عقب قطع خطوط الإمداد

الأمناء نت | 624 قراءة 

طائرات حربية تحلّق في أجواء محافظة حضرموت وتطلق قنابل تحذيرية

كريتر سكاي | 604 قراءة 

خبراء القانون الدولي.. لا يستطيع المجلس الانتقالي الجنوبي إعلان الانفصال إلا عبر ثلاث خيارات كلها ضده

مأرب برس | 591 قراءة 

السعودية توقف سفيرها آل جابر عن مهامه على خلفية توترات المحافظات الشرقية

موقع الجنوب اليمني | 578 قراءة