أثارت حلقة حديثة من برنامج "سين" الذي يقدمه الإعلامي السعودي الشهير أحمد الشقيري على قناة "MBC" جدلاً واسعًا في الأوساط اليمنية، بعد أن قدمت رؤية ترويجية للبن السعودي، متجاهلة دور اليمن التاريخي في زراعة وإنتاج البن.
وخصصت الحلقة للحديث عن زراعة البن، حيث أظهر الشقيري "جرافيكس" لما وصفه بـ"حزام البن"، وهو نطاق جغرافي يشمل المناطق التي تسمح ظروفها المناخية بزراعة البن. غير أن اللافت في العرض هو استبعاد اليمن تمامًا من هذا الحزام، رغم أن اليمن يُعرف عالميًا بأنه أحد أقدم مواطن زراعة البن وأحد أهم المصدرين له تاريخيًا، بينما ضمّ الشقيري كامل الأراضي السعودية ضمن هذا الحزام.
غضب يمني
وأثار الشقيري استياء واسعًا بين اليمنيين، حيث اعتبر كثيرون أن استبعاد اليمن من "حزام البن" تجاهل غير مبرر للحقيقة التاريخية والجغرافية.
وعلق الناشط اليمني عبدالرحمن النويرة قائلاً: "هذا الكلام غير دقيق.. من حقهم يروجوا لمنتجات بلادهم، لكن لماذا يتم استبعاد اليمن؟"
وأضاف النويرة: "الأمر لم يقتصر على البن، بل امتد ليشمل اللباس والتراث والأغاني والألحان والعادات والتقاليد، وبعضها واضح أنه في الأساس يمني".
وتابع متسائلًا بحسرة: "ما الذي نفعله نحن للحفاظ على تراثنا وتاريخنا وهويتنا اليمنية؟ إنه سؤال مؤلم والإجابة عليه تُحدث غصة ووجع في القلب".
اليمن.. موطن البن الأصلي
ويُعد اليمن موطنًا أصيلًا للبن، حيث تعود زراعته فيه إلى أكثر من 600 عام. وكانت مدينة المخا الساحلية اليمنية أحد المراكز الرئيسية لتجارة البن في العالم، ومن اسمها اشتُقَّ مصطلح "موكا" (Mocha) الذي يُستخدم عالميًا للإشارة إلى أحد أشهر أنواع القهوة. وقد ظل البن اليمني، المشهور بجودته العالية ونكهاته الفريدة، من أكثر أنواع البن طلبًا في الأسواق العالمية لعقود طويلة.
ويُزرع البن اليمني في المناطق الجبلية، مثل حراز، وبني مطر، ويافع، والحديدة، وريمه، وعمران، وصعدة، حيث تُنتج أصناف مميزة مثل البن الحمادي والمطري واليافعي، التي تُعرف بجودتها الاستثنائية.
ويطالب الكثير من اليمنيين بضرورة تكثيف الجهود للحفاظ على الهوية الثقافية اليمنية، والترويج عالميًا للإرث التاريخي للبن اليمني، الذي ظل لقرون رمزًا للجودة والتميز في عالم القهوة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news