رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تعصف باليمن، يواصل عدد من العقول اليمنية النابغة إبهار العالم باختراعاتهم وإنجازاتهم العلمية، متجاوزين العقبات ومثبتين أن الإبداع لا تحده الظروف.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على أبرز هؤلاء المخترعين الذين نجحوا في تسجيل براءات اختراع، وابتكار حلول تقنية وعلمية أثرت في مجالات متعددة.
بصمة في التكنولوجيا الدقيقة
يعد الباحث فائز باتيس، المقيم في كندا، أحد أبرز العقول اليمنية في مجال الهندسة الدقيقة، حيث سجل سبع براءات اختراع في مجالات متنوعة، تشمل المحركات الدقيقة وكاميرات الهواتف المحمولة سريعة التركيز التلقائي، إلى جانب تقنيات تثبيت الصورة، ومجسات التعجيل فائقة الحساسية، ومجسات القوة الدقيقة، ولوحات اللمس ثلاثية الأبعاد. إنجازات باتيس تعكس تفوقًا علميًا ساهم في تطوير تقنيات تستخدم يوميًا في الأجهزة الحديثة.
"أديسون اليمن"
لا يمكن الحديث عن الاختراعات اليمنية دون التطرق إلى اسم محمد العفيفي، الذي اشتهر بلقب "أديسون اليمن". يعد العفيفي مبتكرًا في المجال التكنولوجي، ومن أبرز إنجازاته اختراع جهاز "الأوتوكيو"، الذي يُعتبر أول جهاز في العالم لقراءة النشرات الإخبارية، وأصبح أداة لا غنى عنها في جميع القنوات الفضائية.
تطوير المحركات الداخلية
أما المخترع محمد إسماعيل الأكوع، فقد سجل إنجازًا نوعيًا في تطوير محركات الاحتراق الداخلي، حيث ابتكر محركًا جديدًا يعتمد على الحركة الترددية الدائرية المحورية، وهو تطوير لابتكار سابق له، ما يعكس شغفه في تحسين كفاءة الطاقة.
طبيب وسّع الشرايين دون جراحة
لم تقتصر الابتكارات اليمنية على المجال التقني فقط، بل شملت الطب أيضًا. الطبيب والمخترع خالد نشوان، المقيم في المجر، سجل اسمه في التاريخ الطبي بابتكاره "نشوان باراسوند"، وهو جهاز يتيح توسيع الشرايين المتصلبة دون الحاجة إلى تدخل جراحي. حصل اختراعه على أكثر من ثلاثين جائزة دولية، مما جعله واحدًا من أهم المخترعين في المجال الطبي.
مساعدة ذوي الإعاقة بالتكنولوجيا
لم ينسَ المخترعون اليمنيون الفئات التي تحتاج إلى دعم خاص، حيث قدم يحيى الغرباني اختراعًا فريدًا يتمثل في كرسي كهربائي متحرك مع بدلة داعمة ذكية، يمكن التحكم فيه بواسطة حركة الرأس أو الهاتف الذكي، مما يمنح المصابين بالشلل الكلي فرصة أكبر للاستقلالية في الحركة.
يد روبوت تحاكي الإنسان
وفي مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، تألق عبد الخالق الجبوبي باختراعه "يد روبوت"، التي تحاكي يد الإنسان في أداء المهام المتعددة، ويمكن التحكم بها عن بعد عبر الإنترنت، مما يفتح آفاقًا جديدة في مجالات مثل العمليات الجراحية عن بعد وتفكيك القنابل.
تحديات كبيرة وإبداع لا يتوقف
ورغم هذه الإنجازات اللافتة، يواجه المخترعون اليمنيون تحديات كبيرة، تتراوح بين نقص الدعم والتمويل، وغياب بيئة حاضنة للبحث العلمي. ومع ذلك، لم تمنعهم هذه العقبات من مواصلة الإبداع، بل دفعتهم للبحث عن آفاق جديدة في دول تحتضن المواهب العلمية.
إن ما يقدمه هؤلاء المخترعون اليمنيون من ابتكارات هو دليل واضح على أن العقول المبدعة قادرة على إحداث تغيير، حتى في ظل أصعب الظروف. إنهم نماذج مشرقة تستحق الاحتفاء والدعم، ليكون لهم دور أكبر في بناء مستقبل أكثر تقدمًا لليمن والعالم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news