صالح العولقي، ابن شبوة، لم ينل الإنصاف الذي يليق به في حصوله على فرصٍ لأداء أدوارٍ بطولية تتناسب مع هيبته وشخصيته، تلك الشخصية التي تؤهله لأن يُسنَدَ إليه أدوارٌ ترفع من حضوره الفني، وتسلّط عليه مزيدًا من الأضواء، خصوصاً من معجبيه الذين لا يتوقفون عن الإشادة به عبر وسائل التواصل الاجتماعي. إنه فنانٌ ملفتٌ بالفعل، لكن الغريب أن المخرجين الذين عرفوه عن قرب في مسلسلات كثيرة، وخاصة “دروب المرجلة” لم يمنحوه الاهتمام الذي يستحقه.
يبدو أن العولقي لا يحب الاستجداء للحصول على أدوارٍ تتناسب مع مهابة رجلٍ كان من المفترض أن يحظى بفرصٍ أكثر، فهو يتمتع بحضورٍ مميزٍ وقدرةٍ على تقديم أدوارٍ بعيدةٍ كل البعد عن التصنّع. شاهدتُ هذا الفنان كثيراً، ولم أرَ فيه ما ينقصه إبداعاً درامياً، بل على العكس، لديه ما يؤهله ليكون في مقدمة نجوم الدراما.
وربما تكمن مشكلته في أنه يرفض الانخراط في لعبة العلاقات التي تحكم الوسط الفني، تلك التي كثيراً ما تصنع نجوماً على حساب الموهوبين الحقيقيين. أو ربما لأنه ينتمي إلى جيلٍ لم يعد السوق يمنحه الأولوية وسط سطوة الأسماء الجديدة. ومع ذلك، فإن الأدوار التي قدّمها، حتى وإن لم تكن بالكم الذي يستحقه، أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنه ممثلٌ من طرازٍ خاص.
لعل الزمن ينصفه في قادم الأيام، أو ربما يظهر مخرجٌ جريء يدرك أن هناك نجماً حقيقياً لم يُستثمر كما ينبغي. ولو كان صالح العولقي في إحدى الدول الخليجية، حيث تُمنح الدراما اهتماماً أوسع وإنتاجاً أكثر سخاءً، لكان اليوم واحداً من أشهر ممثليها وأكثرهم حضوراً في الأعمال الكبرى. فالموهبة وحدها لا تكفي، بل تحتاج إلى بيئةٍ داعمةٍ تدرك قيمتها وتستثمر فيها بالشكل الصحيح.
لكن الأهم، أن يبقى العولقي ثابتاً على مبدئه، وواثقاً بأن القيمة الحقيقية للفن لا تُقاس بعدد الأدوار، بل بجودتها وبصمتها في ذاكرة الجمهور.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news