عندما يُطربنا الماضي.. "واذي نسيت الود" نموذجًا

محسن كرد

هناك أغانٍ تبقى محفورة في الذاكرة، تعيدنا إلى أيام الصفاء والود، أيام الصحبة الجميلة والشباب والإبداع. من بين تلك الروائع التي لا تُنسى، تأتي أغنية "واذي نسيت الود"، التي كلما استمعنا إليها، غمرتنا مشاعر الحنين لجمال كلماتها، وسحر ألحانها، وعذوبة صوت من أداها.

هذه الأغنية هي من كلمات الشاعر والصحفي الراحل أحمد مفتاح عبدالرب، ابن مدينة الحوطة – لحج، الذي رحل عنا مبكرًا لكنه ترك بصمة في عالم الكلمة الصادقة. ولحنها هو إبداع الفنان محمد محسن عطروش، أحد القامات الوطنية في الموسيقى، الذي نتمنى له دوام الصحة والعافية. أما من أداها بصوته الدافئ والمليء بالإحساس، فهو بلبل وكروان لحج واليمن، الفنان القدير عبدالكريم عبدالله توفيق، رحمه الله.

في حديث سابق مع الفنان الراحل عبدالكريم توفيق، استرجع ذكرياته قائلاً: "هذه الأغنية من أعز ما غنيت، وما زلت أرددها بشغف.. هي كلمات أخي وصديقي أحمد مفتاح، وألحان أستاذنا العطروش.. وأغنية محببة إلى قلبي." ثم تنهد قائلاً: "آه يا زمان.."

وها نحن اليوم، نردد كلماتها ونستعيد عبق الماضي الجميل:

واذي نسيت الود من قلبك..

وصبحت من الدنيا عدم..

بعت الوفاء دين.. من صانك..

وسوى لك من النجمة علم..

يا لها من كلمات مؤثرة، تفيض بالشجن والصدق، وتحمل عبق الزمن الذي كان فيه الفن رسالة ومشاعر صادقة. رحم الله من رحل، وحفظ من بقي، ودامت لنا روائع الزمن الجميل.