رمضان ضيف ثقيل على اليمنيين نتيجة الأزمات

     
موقع الجنوب اليمني             عدد المشاهدات : 113 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
رمضان ضيف ثقيل على اليمنيين نتيجة الأزمات

الجنوب اليمني | العربي الجديد

حلّ شهر رمضان على اليمن في ظل استمرار تداعيات الأزمة المعيشية والأمنية التي تعصف بالبلاد منذ انقلاب الحوثيين على السلطة في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، ومن دون أي بوادر لانفراجة تلمّ شمل الأهالي، مع استمرار المعارك، وكذا حالة التشظي السياسي والعسكري والاقتصادي، ما ينعكس سلباً على أحوال اليمنيين التي تزداد سوءاً.

كان اليمنيون ينتظرون شهر رمضان بشغف وترحاب كبيرين، لكنه في السنوات الأخيرة بات ضيفاً ثقيلاً عليهم، في ظل غياب شبه تام لمظاهر استقباله، ما يظهر في الأسواق شبه الفارغة من المتسوقين، وغياب مظاهر الزينة نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية الذي أثقل كاهل المواطن، مع استمرار أزمة انقطاع الرواتب، وانهيار سعر صرف العملة الوطنية، وتدني قيمتها الشرائية، فضلاً عن التضخم الذي يؤثر على توفير مستلزمات المائدة الرمضانية، وعلى رأسها الدقيق والسمن والسكر والأرز.

تقول اليمنية منيرة سيف خالد، لـ”العربي الجديد”: “غابت في هذا العام مظاهر الاستعداد لشهر رمضان عن الأسواق نتيجة الفقر، وبات المواطن بالكاد يحصل على قوت يوم أسرته، وأصبح الوضع المعيشي متدنياً، خاصة أن راتب الموظف لا يكفي لشراء كيس دقيق، والأسعار كل يوم في ارتفاع، والريال بلا قيمة”.

ويواجه اليمنيون تحديات جسيمة في ظل زيادة الاحتياجات وقلة الدخل، بالتزامن مع ارتفاع تكلفة المعيشة، ما جعل كثيراً من الأسر تلجأ إلى تقليص عدد الوجبات، كما باتت أسر عديدة تعلق آمالها على الوجبات التي تقدمها الجمعيات الخيرية في رمضان، وهي وجبات بالكاد تكفي شخصاً واحداً، لكن تلك الأسر باتت مضطرة لتقاسمها في ظل العجز عن توفير الطعام اليومي.

وانعكس هذا أيضاً على التجار الذين تأثرت أعمالهم بحالة الركود، إذ يقتصر البيع والشراء على المواد الغذائية الأساسية، مع عزوف واسع عن شراء الكماليات. يمتلك مهيوب غالب محلاً لبيع المواد الغذائية، ويقول لـ”العربي الجديد”: “كانت الأسر اليمنية في السابق تقوم بتوفير مؤنة رمضان بشكل كامل من بداية شهر شعبان، إذ تقوم بشراء كميات كبيرة من الدقيق والسكر والسمن والأرز والبهارات والمواد الأخرى، وكانت الأسواق تزدحم من نهاية شهر رجب بسبب كثافة المتسوقين، والذين يصلون إلى المدينة من القرى والأرياف استعداداً لحلول رمضان، وفي وقت لاحق لتجهيز كسوة العيد، لكن هذه المظاهر غابت تماماً، وباتت المحال التجارية تعاني من كساد غير مسبوق بسبب الأوضاع المتردية والغلاء”.

ومع حلول شهر رمضان، برز العديد من الأزمات، ولاسيما أزمة انعدام غاز الطهي، وهي الأزمة التي يتم افتعالها في كل عام قبيل شهر رمضان، إذ يقوم عدد من التجار باحتكار الغاز، وبيعه في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، استغلالاً لزيادة الطلب عليه، إذ تستهلك الأسر اليمنية في رمضان أضعاف ما تستهلكه في الأشهر الأخرى.

يقول مصطفى التويتي لـ”العربي الجديد”: “نعاني من غياب الرقابة الحكومية، وفي كل عام يقوم التجار بافتعال أزمة الغاز، وبيعه في السوق السوداء. بحثت في كل محطات المدينة، ولم أستطع توفير الغاز، وفي النهاية اضطررت أن أشتريه من السوق السوداء بثلاثة أضعاف الثمن الرسمي، إذ اشتريت القارورة بـ30 ألف ريال (الدولار يساوي 2315 ريالا في مناطق الحكومة الشرعية). وهذا يزيد من حجم معاناتنا خلال رمضان الذي بتنا نخاف من قدومه بسبب زيادة الالتزامات والاحتياجات”.

ومن الهموم الإضافية الملقاة على عاتق اليمنيين في رمضان توفير كسوة العيد، والتي شهدت أسعارها ارتفاعاً يفوق الضعف مقارنة مع العام الماضي، ما تسبب بحالة كساد غير مسبوق في محال بيع الملابس، والتي بات أصحابها يخشون الخسائر في شهر رمضان الذي كان يمثل موسماً سنوياً للربح.

وقبل سنوات الحرب، كانت محال بيع الملابس تعج بالمتسوقين الذين يشترون كسوة العيد منذ بداية شهر شعبان وخلال شهر رمضان، وكانا موسماً خاصاً لبائعي الملابس يجنون فيهما أرباحاً طائلة بسبب ارتفاع مبيعاتهم، لكن الوضع اليوم لم يعد كذلك.

يقول ضيف الله المعمري، وهو صاحب محل لبيع الملابس، لـ”العربي الجديد”: “كنا في كل عام نستعجل استيراد عدة طلبيات من الملابس من أجل الموسم الذي يبدأ في شهر شعبان، وكان هناك طلب كبير من الزبائن، وكنا نجني أرباحاً في رمضان أكثر مما نجنيه طوال العام، لكن في هذا العام هناك ركود كبير، وحتى الآن لم ننجح في تصريف بضاعة العام الماضي بسبب عدم الإقبال على الشراء”.

وتقول الأمم المتحدة إن اليمن تعيش أزمة إنسانية هي الأسوأ على الإطلاق، تفيد التقارير بأن 17,6 مليوناً من السكان يواجهون انعدام الأمن الغذائي. وبحسب صندوق النقد الدولي، فقد أدى النزاع القائم إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، كما أدّى التراجعُ في تقديم المساعدات، وتعطيل تنفيذ العمليات الإنسانية إلى ترك أكثر من 17 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي، وانتشار سوء التغذية على نطاق واسع، وازدياد تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها.

مرتبط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

القبض على فتاة تستدرج الرجال وتبيع خصياتهم بمبالغ مالية باهضة.. تنبيه هام لليمنيين .. صور

جهينة يمن | 1157 قراءة 

اكتشاف نفطي ضخم يهز خارطة الثروات اليمنية: محافظة واحدة تتفوق على حضرموت وشبوة ومأرب

المرصد برس | 964 قراءة 

انقلاب واسع يجتاح هذه المحافظات

جهينة يمن | 452 قراءة 

طهران: إصابة الرئيس الإيراني في هجوم إسرائيلي استهدف اجتماعًا أمنيًا رفيعًا

يمن فيوتشر | 432 قراءة 

صلاح باتيس يفضح هادي وخيانة وزير دفاعه محمد ناصر أحمد قبيل سقوط صنعاء وماذا قالا له عندما طلب منهم إعلان النفير ضد الحوثيين وقصة الـ10 آلاف مقاتل

مأرب برس | 423 قراءة 

جريمة غير مسبوقة.. امرأة شاذة تسبب في ‘‘فقدان عذرية’’ طفلة في عمران

المشهد اليمني | 415 قراءة 

السعودية تعيد تنظيم قطاع البقالات ضمن رؤيتها لسوق العمل… وهذه الجنسيات المسموح لها

المرصد برس | 378 قراءة 

تأشيرة عمل مجانية تدخل التنفيذ...اشتغل في السعودية بلا ريال واحد

جهينة يمن | 353 قراءة 

ليلة حزينة في عدن عقب وفاة طفل بسبب قشرة الموز.

كريتر سكاي | 322 قراءة 

ماذا وراء اختيار الحوثيين “مسجد العيدروس” لعملة الـ50 ريالا؟

جهينة يمن | 293 قراءة