عجبا للباش مهندس شاهين لم يتألم لموت أبناء حارته الذاهبين لحج بيت الله الحرام بذبحهم على أيدي قطاع الطرق بقدر تألمه وبكائه لضياع الجنيهات الذهبية التي سيستكمل به مشروعه ، و لأجلها فقط تحمل بندقيته وخرج للقتال. وبحكم خبرته بقطاع الطرق كيف يخرج لوحده لقتالهم؟ ألا يخجل من حاله! لا أشك قيد أنملة في عودة الشيخ شاهين برأس اللص فزاع كونه يريد أن يثبت وعده الذي قطعه على نفسه أمام الشيخ رعاد، ولكي لا تفوته الشيخة رشة فالحبّ كفيل بصناعة المعجزات ، لكني في حيرة من أمر اصطحابه الطفلة “قمر” إلى أين سيذهب بها؟ إلى حديقة ما، أم للصيد والتنزه ، ألا يعلم أن الموت ينتظرهما معا ؟ أذهبت الرحمة من قلبه؟ ولو كانت ابنته حقيقة هل سيأخذها؟.
يا لسذاجتك أخي شاهين، ألا تعلم أن الحبيبة “رشة” متخفية في المقعد الخلفي للسيارة التي تقلكم الآن إلى الجحيم، إلى الموت، إلى وحوش ضارية لا ترحم، أأنت في غزوٍ؟ أم في ضيافة . أهذه شجاعة، أنت تلقي بنفسك إلى التهلكة في محاولة انتحار فاشلة، يا صديقي يا شاهين سئل عنترة بن شداد ذات يوم أأنت أشجع العرب؟ قال : لا. قيل : فلماذا شاع لك في هذا الناس؟ قال : كنت أقدم إذا رأيت الإقدام عزما، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزما، ولا أدخل إلا موضعا أرى لي منه مخرجا، وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة يطير لها قلب الشجاع فأثنى عليه فأقتله.
قمر ستجرح جرحا شديدا إن لم تمت، وشاهين سيكون في الآسر، وحدها رشة ستقتل الشيخ فزاع قاطع الطريق كما قتلت بالأمس حابس ، لكن ليس الآن، سيكون ذلك في الحلقات الأخيرة، جميعهم الآن في قبضة اللصوص يتسلون بهم ، ليلحق بهما الشيخ صقر ورجال القبيلة ومقناص لينقذونهم إن استطاعوا .
ليس في هذا الجزء أي جديد عن العام الماضي، ففكرة السيناريو والإخراج واحدة، فدوافع خيانة الشيخ رعاد للقبيلة وبغضه شاهين هي نفسها دوافع حابس ، ولهذه الأسباب قد نعزف عن مشاهدة بقية حلقات المسلسل كما عزفنا قبلا عن قيامة أرطغرل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news