عدن توداي
: بقلم الدكتور قاسم الهارش.
في ظل التدهور المستمر للأوضاع المعيشية والخدمية في العاصمة المؤقتة عدن تزداد معاناة المواطنين يوما بعد يوم. الكهرباء تنقطع لساعات طويلة المياه شحيحة العملة المحلية تواصل الانهيار والأسعار تواصل الارتفاع الجنوني وتزيد من معاناة الموظفين الذين لم يعودوا قادرين على تأمين احتياجات أسرهم الأساسية. ومع قرب حلول شهر رمضان المبارك تتفاقم الأوضاع مع أزمة الغاز المنزلي تاركة آلاف العائلات في مواجهة صعبة مع الفقر والجوع.
مقالات ذات صلة
ليست لديك المؤهلات المطلوبه يا أديب ..!
لازال التعليم بخير يا هذا !
ورغم هذه الأوضاع الكارثية يبدو أن أولويات المسؤولين في عدن تسير في اتجاه مختلف تماما. فبدلا من البحث عن حلول واقعية وعملية للتخفيف من معاناة الناس فوجئ المواطنون بحفل افتتاح حديقة جديدة بتمويل من إحدى الشركات التجارية في مشهد استعراضي حضره وزراء ومسؤولون وسط تغطية إعلامية واسعة وكأنهم يحتفلون بإنجاز تاريخي يغير حياة الناس وليس مجرد مشروع تجميلي لا يلامس احتياجات المدينة الملحة.
في الوقت الذي غرق فيه كثير من أحياء عدن في الظلام بسبب أزمة الكهرباء، وتحولت الشوارع إلى برك من مياه الصرف الصحي وتدهورت البنية التحتية للطرق التي باتت مليئة بالحفر يخرج المسؤولون لالتقاط الصور في حديقة جديدة متناسين أن المدينة تعيش واحدة من أسوأ أزماتها منذ سنوات. كيف يمكن تبرير هذه الاحتفالات في حين أن المواطن بات عاجزا عن شراء أسطوانة غاز أو حتى تأمين لقمة العيش لأطفاله؟
هذا المشهد يعكس حالة الانفصال الواضح بين السلطات المحلية والشارع حيث يبدو أن هناك فجوة متزايدة بين احتياجات المواطنين الحقيقية وما يراه المسؤولون أولويات. فبينما يطالب الناس بأبسط حقوقهم مثل الكهرباء والمياه والغاز المنزلي يجد المسؤولون الوقت للاحتفال بالمشاريع الجانبية وكأن عدن لا تواجه انهيارا اقتصاديا وخدميا غير مسبوق.
إن المسؤولية اليوم تتطلب قرارات جريئة وجادة لمواجهة الأزمات لا المزيد من الاحتفالات والمهرجانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. على السلطات أن تتحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين وتدرك أن الناس لم يعودوا يحتملون المزيد من التجاهل واللامبالاة. ما لم تكن هناك حلول عاجلة وملموسة فإن انعدام الثقة في مؤسسات الدولة ستواصل الانهيار وسيظل المواطن هو الضحية الوحيدة لهذا الفشل الإداري المستمر.
ويأتي إلى السؤال الذي يطرح نفسه دائما..
هل هناك نية حقيقية لدى المسؤولين لمعالجة الأزمات أم أن إدارة الأوضاع ستظل تدور في حلقة مفرغة من التجاهل والوعود الفارغة؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news