يمن إيكو|أخبار:
كشف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن أكبر زيادة في إنفاق بريطانيا الدفاعي منذ «الحرب الباردة»، حيت تقدر الزيادة الإضافية بقرابة 7.6 مليار دولار أمريكي سنوياً، في خطوة وصفها المراقبون بالجريئة والخطيرة في آن واحد، حيت تأتي في ظلّ الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها المملكة المتحدة، وفقاً لما نشرته منصة “آرابيسك لندن”، ورصده موقع “يمن إيكو”.
وحسب المنصة، فإن ستارمر أكد اعتزام الحكومة رفع ميزانية الدفاع البريطانية إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول أبريل 2027، مع طموحها لرفع الزيادة إلى 3% في الدورة البرلمانية القادمة، مؤكداً أن هذا الإعلان لا يتعلق فقط بتوسيع القدرات العسكرية، بل يعكس أيضاً إعادة تموضع بريطانيا في مشهد جيوسياسي متزايد الاضطراب.
وأكدت الحكومة البريطانية أن قرار زيادة الإنفاق على “الدفاع لم يعد خياراً قابلاً للتفاوض”، مشيرة إلى أنها اختارت- لتحقيق هذه الزيادة- إعادة تخصيص الموارد عبر خفض ميزانية المساعدات الخارجية من 0.5% إلى 0.3% من الناتج المحلي الإجمالي.
وأفاد تقرير نشرته المنصة، بأن وزارة الدفاع البريطانية تعمل على وضع خطط لكيفية توزيع المبلغ الإضافي البالغ 6 مليارات جنيه إسترليني (7.579 مليار دولار أمريكي) في الميزانية، مؤكداً أنها تشمل زيادة مخزون الذخائر، والاستثمار في الأنظمة غير المأهولة المتطورة، وتعزيز العلاقة بين الدفاع والمجتمع.
وأثار هذا القرار حفيظة البعض من المعارضين والخبراء البريطانيين، ففيما يؤكد البعض منهم أنّ هذا يحافظ على توازن دقيق بين حماية ما أسموه “المصالح الوطنية وإدارة الموارد العامة”، بكونه استثماراً ضرورياً وفي الوقت المناسب في الأمن القومي، ينتقده آخرون باعتباره تراجعاً عن التزام لندن التقليدي بالتنمية الدولية، مرجحين أن يواجه الاقتصاد البريطاني تداعيات خطيرة وتحديات.
وأعرب المنتقدون عن مخاوفهم بشأن التأثير المحتمل على الخدمات العامة المحلية، خاصة إذا كانت هناك حاجة لمزيد من الأموال مستقبلاً للحفاظ على هذا المستوى المرتفع من الإنفاق العسكري، مؤكدين أن الاختبار الحقيقي يكمن في التنفيذ، حين يتعلق الأمر بالإجابة على سؤال إلى أي مدى سيتم تخصيص الأموال بشكل فعال؟ وهل ستؤدي الزيادة إلى تحسينات ملموسة في الجاهزية العسكرية، أم أنها ستضيع في التعقيدات البيروقراطية؟.
ويأتي هذا القرار في وقت يشهد العالم نهايات الأزمة في أوكرانيا، وتزايد الحضور العسكري للقوى الكبرى، والثورة التكنولوجية التي تعيد تشكيل طبيعة الحروب. ويرى الحكّام في بريطانيا أنّ عليهم السعي لضمان أن تظل قواتها المسلحة بين الأكثر تجهيزاً ومرونة في العالم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news