قال رئيس ملتقى الفنانين والأدباء اليمنيين، الفنان طه الرجوي إن الفن والأدب ليسا مجرد وسائل للتعبير، بل هما جزء أساسي من المعركة الوطنية ضد الفكر الحوثي المتطرف.
وأضاف الرجوي في تصريح لـ "الصحوة نت" أن الفن، سواء من خلال الكلمة أو الصورة أو الموسيقى، يمثل جبهة متقدمة في معركة الوعي، حيث يكشف زيف الادعاءات الحوثية، ويوثق جرائمهم، ويعزز الهوية الوطنية في مواجهة محاولات الطمس الثقافي والتزييف التاريخي.
وفيما يخص نوعية الأعمال التي يجب التركيز عليها في هذه المرحلة، شدد الرجوي على ضرورة أن تركز الأعمال الفنية والإبداعية على كشف الانتهاكات الحوثية وتعزيز الهوية الجمهورية وإحياء الروح الوطنية، مشيرا إلى أن الإنتاج في هذا المجال لا زال ضعيفا بسبب غياب الدعم الرسمي.
وأوضح أن دولاً أخرى تخصص ميزانيات ضخمة لدعم الإنتاج الثقافي المرتبط بالقضايا الوطنية، في حين لا يزال هذا المجال في اليمن يعتمد على المبادرات الفردية.
وفيما يتعلق بدور الفن في توحيد الصف الجمهوري أشار الرجوي إلى أن الفن قادر على تجاوز الانقسامات السياسية والمناطقية كونه يخاطب الوجدان بشكل مباشر، وسيبقى هذا التأثير محدوداً ما لم تتبنى الدولة سياسة ثقافية واضحة.
وأكد أن غياب الوزارة عن دعم الفنون والمهرجانات الوطنية يجعل دور الفن محدوداً، ويحول دون توحيد المجتمع حول قيم ومشاعر مشتركة.
وحول كيفية تمكين الأدباء والفنانين في المناطق المحررة، قال الرجوي إن هناك جهوداً فردية، لكنها ليست جزءاً من استراتيجية وطنية واضحة، مشددا على ضرورة إنشاء صناديق دعم للفنانين، بالإضافة إلى توفير قاعات عرض وإنتاج مشترك بين المؤسسات الثقافية، وهي أمور تكاد تكون غائبة في الوضع الحالي.
وفيما يتعلق بالتراث اليمني، قال الرجوي إن هناك كنوزاً أدبية وفنية في التراث اليمني يمكن استثمارها بشكل أكبر في مواجهة الحوثي، ولكن هذا يتطلب إنتاجاً إعلامياً وفنياً متطوراً، وهو ما تفتقر إليه الساحة اليمنية.
وفيما يتعلق بالإنتاج الفني شدد الرجوي على ضرورة تغيير استراتيجية الانتاج من الانتاج العشوائي والموسمي والانتقال إلى رؤية استراتيجية تضمن حضور الفن بشكل مستدام ومتواصل في كل مراحل المعركة الوطنية.
وأكد على أن الفن والأدب ليسا رفاهية، بل هما في صلب معركة الهوية والحرية، ودعم المبدعين تمكينهم يجب أن يكون جزءاً من مسؤولية المؤسسات الرسمية.
ونوه إلى أن الفن والأدب يمثلان لغة قادرة على تشكيل الوعي الشعبي ووعي الأجيال.
وقال إن الفن اليمني يعاني من نقص الدعم ، حيث يعتمد الفنانون على جهودهم الذاتية أو تمويلات محدودة من جهات غير حكومية، مما يحد من تأثيره واستدامته.
وانتقد الرجوي دور المؤسسات الرسمية، مثل وزارة الثقافة، في الاهتمام بهذه الجبهة، ولم تدرك أهمية هذه الجبهة، مشيرا إلى أن غياب الاستراتيجية الثقافية الوطنية جعلت جهود الفنانين تظل فردية وغير مستدامة".
وبخصوص دور ملتقى الفنانين والأدباء اليمنيين، قال إن الملتقى يعمل في تعزيز الهوية الوطنية وتوثيق الأعمال الإبداعية التي تدعم هذه الهوية".
وتحدث عن صعوبات كثيرة يواجهها الملتقى في الوصول إلى الجمهور الأوسع بسبب ضعف الدعم الحكومي، مؤكداً على ضرورة وجود شراكة حقيقية بين الملتقى ووزارة الثقافة، وتخصيص تمويلات للمشاريع الثقافية واسعة النطاق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news