يتحدث البعض عن تعذيب للمياحي في معرض دفاعهم عنه.
لا تستخدم الأكاذيب في تضامنك مع سجين رأي، ذلك يضعف موقفنا تجاههم وكأننا بالأكاذيب نمنحهم تلك الراحة التي يحظى بها المخطئ عندما تفتري عليه مالم يقم به ،يشعرون بالأكاذيب انهم مستهدفين بالتزوير، وحتى أن تلفيق جرم يخفف عنه الجرم الحقيقي وهو المداهمة والاعتقال خارج القانون والسجن عقوبة لرأي.
السجن عذاب كامل بالنسبة لمن لم يقترف جرما غير الكلمات.
أخبرني أكثر من صديق رافق محمد في السجن أنه مامن تعذيب أو تعنيف جسدي ولفظي، ولقد أتصل محمد بزوجته أكثر من ثلاث مرات ولربما كان يضحك أثناء الاتصال ليخفف عنها لكنه كان يضحك على أية حال.
محمد رجال بطل ومتماسك، وهم وان تورطوا في جرائم تعذيب سابقة إلا أنهم لم يعذبوا محمد، ولم يتلكئوا في اطلاق سراحه كونه من إب وهذه اللهجة المناطقية والتحفيز وفقا لرواسب وعذابات واحساس بالمظلومية المناطقية ومفاقمتها امور غوغائية ولا تنقصنا أسباب الفرز المناطقي ولا أمراضه فترفعوا.
كاتبنا وصديقنا صاحب رأي ومتهم على أساسه وإن كان هناك من طريقة يفترض اتباعها فلتكن نيابة الصحافة والمطبوعات ولكن قبل السجن لخمسة اشهر، ولتبقى هذه التدابير بيننا ككتاب صحفيين وبينهم، فلسنا آلهة أو متلقيي وحي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لدي كلمة ورأي ولديك نيابة صحافة ومطبوعات فلتسائلني بشأن رأيي بعد استدعاء قانوني يتبع الاجراءات المعروفة وليس بعد مداهمة وترويع أسرة.
لتظل مؤسسات قانونية رسمية هي من تدير العلاقة بين المواطن والسلطة، وإلا فهي استقواء وتدابير عصابة لا دولة، شكل من أخذ الحق بسوط السلطة لا بسلطة القانون والمؤسسة، وفي الأولى أنت تعفي من اعتقدته مخطئا بحقك كسلطة تعفيه من أي تهمة اخلاقية بينه وبين نفسه حتى، وفي الثانية تبدو الأمور مطمئنة وان أحدنا بيد مؤسسات وقوانين ولو انها “عرفية”.
يكون الواحد يدي الصدق، لا تحمل خصمك ماليس فيه فذلك ادعى لتخففه من احساسه بالذنب ومن مسؤوليته تجاهك.
عملية المداهمة والترويع ثم التغييب لشهور، جريمة رسمية مكتملة الأركان، ونقولها للمرة الألف: نحن مواطنون ولسنا رهائن، وقعنا بيدك يا أخي لأي سبب، أعترفنا بك رسميا أو لم نعترف، في المحصلة أنت تدير حياتنا، وكما اتبعت قوانين الضرائب والجمارك وضاعفتها ودفعناها اتبع قوانين الحبس والنيابات والعقوبة للمجرم وليس لمن كتب رأيا.
آراؤنا لا تعجبكم على الجملة، ولقد حدث ويحدث أن الناس لا يحبون السلطات في الغالب ويتداولون بشانها كل الهجاء في كتاباتهم ومقايلهم، وان كانت هذه الآراء الآن بشانكم تحديدا تأخذ شكلا مضاعفا من الحدة والنقمة فليست مؤامرات وتفاهمات وتخادمات مع اي قوة خارجية عدوة او تنظيم تخريبي داخلي، هي هكذا آراء ضد سلطة منهمكة في الجباية ومتخففة تماما من وظائفها ومسؤولياتها تجاه مواطنيها ناهيك عن كونها سلطة تتصرف بأسلوب “الغالب المختلف” وليس الحاكم المشابه وإن ظلم وجار، وهذا مبعث النقمة المضاعفة وهو أس المسافة بينكم وبيننا، المسافة التي كل ما حاولت السنوات والاحداث تقصيرها قليلا كل ما وسعتموها بإصراركم على اتباع ذات المنهج وبنفس المزاج والعدائية، وعلى الزرة وكأن كل صبيحة لنا معكم هي صبيحة الحادي والعشرين من سبتمبر.
لم تسمحون لنا بتخطي أجوائها قيد أنملة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news