الجنوب اليمني | خاص
شهدت مدينة الغيضة، مركز محافظة المهرة شرقي اليمن، تصعيدًا لافتًا في وتيرة الاحتجاجات الشعبية الرافضة للتواجد العسكري الأجنبي، حيث انتشرت يوم السبت الماضي ملصقات جدارية في مختلف شوارع وأحياء المدينة تعبر بشكل صريح عن رفض أبناء المهرة لأي شكل من أشكال التواجد العسكري الأجنبي والفصائل المسلحة المدعومة من الخارج.
وتأتي هذه الملصقات الجدارية في سياق حملة شعبية متواصلة في المهرة تهدف إلى إنهاء الوجود الأجنبي الذي يعتبره السكان تهديدًا لأمن واستقرار المحافظة، خاصة بعد استقدام السعودية لفصائل “درع الوطن” السلفية إلى معسكر قشن في مطلع فبراير الجاري، الأمر الذي أثار موجة غضب واستياء واسعين في أوساط المجتمع المهري.
وتحمل الملصقات الجدارية عبارات قوية اللهجة تندد بالتواجد العسكري الأجنبي وتطالب برحيله الفوري وغير المشروط من المحافظة.
كما تعبر عن رفض قاطع للفصائل السلفية التي يُنظر إليها في المهرة على أنها أدوات لتنفيذ أجندات خارجية لا تخدم مصالح المحافظة وسكانها، بل تزيد من المخاوف الأمنية وتقوض الاستقرار المحلي.
ويعكس هذا التحرك الشعبي المتصاعد عمق الغضب الشعبي في المهرة تجاه السياسات التي يتبعها التحالف في المحافظة، حيث يرى أبناء المهرة أن هذه السياسات تمثل محاولة لفرض الوصاية على المحافظة الغنية بمواردها وتقويض استقلاليتها وخصوصيتها.
كما يرى السكان في التواجد العسكري الأجنبي والفصائل المدعومة تهديدًا مباشرًا لأمنهم واستقرارهم، ويطالبون بإنهاء كافة أشكال هذا التواجد وتمكين أبناء المهرة من إدارة شؤون محافظتهم بأنفسهم.
وتداول نشطاء صورًا واسعة النطاق للملصقات الجدارية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعكس حجم الانتشار والتأثير الذي أحدثته هذه الخطوة الشعبية.
ويشير مراقبون إلى أن هذه الملصقات تمثل تطورًا نوعيًا في أساليب التعبير عن الرفض الشعبي في المهرة، حيث انتقلت الاحتجاجات من مجرد المظاهرات والبيانات الشفهية إلى أشكال أكثر تأثيرًا ووضوحًا مثل الملصقات الجدارية التي تترك بصمة مرئية وملموسة في الشوارع والأحياء.
ويُثير هذا التصعيد الشعبي في المهرة قلقًا متزايدًا لدى التحالف والقوى الإقليمية والدولية المعنية بالوضع في اليمن، حيث يضع التحالف أمام تحديات جديدة في إدارة الأوضاع في المحافظة، ويطرح تساؤلات جدية حول مستقبل التواجد العسكري الأجنبي في المهرة واستدامة السياسات المتبعة في المنطقة في ظل تنامي الرفض الشعبي وتصاعد المطالب بإنهاء التدخلات الخارجية وتمكين أبناء المهرة من حكم أنفسهم بأنفسهم.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news