اليوم .. مفاجأة كبرى للتحالف باليمن 

العربي نيوز:

سربت مصادر سياسية متعددة ومتطابقة معلومات عما سمته "مفاجأة كبرى"، قالت أنها "ستنفجر بوجه التحالف بقيادة السعودة والامارات" خلال الساعات القليلة القادمة من يوم الجمعة. مرجحة ان "تحدث فارقا في مسار الاحداث في اليمن، خلال الايام المقبلة".

وأصدرت لجنة الاعتصام السلمي بمديرية الغيضة في محافظة المهرة، دعوة لجميع المواطنين إلى المشاركة في مسيرة جماهيرية حاشدة، عصر اليوم الجمعة (21 فبراير)، رفضا لتدهور الاوضاع وتواجد قوات التحالف السعودية والاماراتية في المحافظة.

موضحة: "إن المسيرة تهدف لرفض تردي الخدمات الأساسية، وانهيار العملة الوطنية، وتفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي دفعت بالمواطنين إلى حافة المجاعة. كما تطالب برحيل التحالف السعودي الإماراتي المسؤول عن هذا الوضع الكارثي".

شاهد .. لجنة الاعتصام بالمهرة تدعو لمسيرة حاشدة

تتزامن المسيرة الشعبية الاحتجاجية، مع تحركات ولقاءات مكثفة يجريها رئيس لجنة الاعتصام السلمي بمحافظة المهرة، الشيخ علي سالم الحريزي، في مديريات المحافظة، لحشد الرفض القبلي لمساعي السعودية الى نشر مليشيات سلفية بالمحافظة.

وأكد الشيخ علي سالم الحريزي في لقاء مع مشايخ وابناء مديرية قشن، الثلاثاء (18 فبراير) أن "ميليشيات ‘درع الوطن‘ السلفية التي تمولها وتشرف عليها السعودية ليست سوى أداة لتنفيذ أجندات خارجية تهدف إلى فرض السيطرة على المهرة".

محذرا من "خطورة هذه المجموعات الطائفية المسلحة الساعية لفرض واقع جديد يخدم مصالح قوى أجنبية، على حساب استقرار المحافظة وأمنها". وقال: إن "أبناء المهرة لن يسمحوا بتمرير أي مخططات تريد زعزعة الأمن وإثارة الفوضى بمحافظتهم".

شاهد .. الحريزي يؤكد مواصلة النضال لتحرير المهرة

وشملت تحركات الحريزي لقاءات مماثلة مع المشايخ والوجهاء والاعيان في مديريات حصوين وسيحوت والمسيلة وأعضاء لجنة الاعتصام السلمي في كل منها "ضمن برنامج تصعيدي لإفشال سعي الرياض للسيطرة على المحافظة ونهب ثرواتها".

شاهد .. تحركات تصعيدية ضد التحالف بالمهرة 

كما يترافق تصعيد لجنة الاعتصام السلمي في محافظة المهرة، مع  وصول قوات أمريكية إضافية إلى المحافظة، رغم تصاعد تحذيرات اللجنة من "عواقب مخططات ملشنة محافظة المهرة واحتلالها على السلم والامن في المحافظة والمنطقة عموما".

في هذا السياق، أدان رئيس مجلس الحراك الثوري الجنوبي في محافظة المهرة، محسن شعجول، الاحد (16 فبراير)، وصول قوات أمريكية جديدة إلى مطار الغيضة، بالتزامن مع وصول دفعات من قوات "درع الوطن" السلفية المدعومة من السعودية. 

وقال شعجول عن دفعات قوات "درع الوطن" الواصلة للمحافظة: إنها "تضم عناصر متطرفة من المتشددين بهدف إغراق المحافظة بالفوضى والصراعات الدامية والعبث والنهب والإخلال بالسكينة العامة والنسيج الاجتماعي المهري". حسب تعبيره.

محذرا في بيان على حائط المجلس بمنصة "فيس بوك" من "عواقب التحشيد العسكري السعودي والأمريكي في محافظة المهرة، وخطورة تحويل المحافظة إلى ثكنة عسكرية لميليشيات تنفذ أجندات أجنبية تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المحافظة".

وجدد رئيس مجلس الحراك الثوري الجنوبي في محافظة المهرة، محسن شعجول "المطالبة بـرحيل كل القوات الأجنبية وميليشياتها المتطرفة من أرض المهرة وإعادة فتح مطار الغيضة الدولي كمطار مدني وإخراج كافة القوات والمليشيات من المحافظة".

شاهد .. الحراك الثوري بالمهرة يدين ملشنة المحافظة

بالتوازي، تتواصل على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، حملة الكترونية واسعة، انطلبت الثلاثاء (19 فبراير)، تحت هاشتاق #المهرة_عصية ، تندد بمساعي السعودية للسيطرة على محافظة المهرة عبر نشر مليشيات سلفية (درع الوطن)، وقوات اجنبية. وتطالب باستعادة السيادة الوطنية.

يأتي هذا بعدما بدأت السعودية، ضمن قيادتها التحالف العربي لدعم الشرعية، وتوجهاتها الجديدة، تمويل انشاء وتجنيد وتسليح قوات جديدة من عناصر تنتمي الى المحافظات الجنوبية والتيار السلفي، لتكون بموازاة مليشيا الامارات، في محافظة المهرة، امتدادا لسيناريو باقي المحافظات الجنوبية.

تفاصيل: 

السعودية تمول قوات جديدة في اليمن

وسبق للإمارات عقب وصول قواتها الى المهرة، ثم السعودية، إنشاء معسكرات ونقاط أمنية في مختلف مديريات المحافظة، اثارت حفيظة السكان واحتجاجاتهم وتنفيذ اعتصامات مناهضة، ما اضطر السعودية لسحب قواتها تدريجيا من المواقع والنقاط والاحتفاظ بها في مطار الغيظة، الذي يضم قوات امريكية وبريطانية.

وتجسيدا لصراع بسط النفوذ المحتدم بين السعودية والامارات في اليمن، عمد الإعلام الاماراتي الى السعي لتأجيج الخلافات بين السعودية والاطراف المحلية في المهرة، زاعما تصدي حزب الاصلاح لتشكيل القوات السلفية في المهرة. في حين يؤيد الحزب السياسة السعودية في اليمن ويتقاطع مع السلفيين.

من جانبهم، ابرز مراقبون تداعيات خطيرة لانشاء السعودية هذه القوات من العناصر السلفية في محافظة المهرة، "تتجاوز المحافظة الى سلطنة عُمان الواقعة على الحدود معها". مشيرين إلى أن "وتصدير هذا التيار السلفي إلى حدود سلطنة عمان من شأنه أن يثير حساسية كبيرة لدى مسقط".

وعمَّدت الامارات إلى تمويل انشاء وتجنيد تشكيلات عسكرية في جنوب اليمن من ذوي الانتماء السلفي تمثلت في "الوية العمالقة الجنوبية" و"كتائب أبي العباس" في تعز، والوية مليشيات "الانتقالي الجنوبي"، ودفعت باتجاه سيطرتها على شبوة وحضرموت والمهرة، ما اعتبرته السعودية "تهديدا يمس امنها القومي".

بدورها، سعت السعودية، في مقابل تحركات الامارات ومليشياتها في اليمن، الى اتباع النهج الاماراتي نفسه، وعمدت مع بداية العام 2022 الى تمويل إنشاء ما بات يعرف باسم "قوات درع الوطن"، من سلفيي الجنوب لتكون قوات موازية لمليشيات الامارات السلفية باختلاف مسمياتها وتشكيلاتها المتعددة في جنوب اليمن.

وظلت السعودية تجاهر بمساعيها، منذ ما قبل بدء الحرب وتدخلها العسكري في اليمن بعمليات "عاصفة الحزم"، إلى مد انبوب إلى البحر العربي لتصدير النفط من منطقة خرخير الحدودية مع اليمن في الربع الخالي. وقد تصدت قبائل المهرة لعمليات مد الانبوب في نوفمبر 2018م وقابلتها القوات السعودية بإطلاق الرصاص الحي موقعة قتلى وجرحى.

شاهد .. تفاصيل اطلاق النار على المواطنين بالمهرة 

يشار إلى أن محافظتي المهرة وسقطرى ظلتا بعيدتان عن الانقلاب الحوثي العفاشي، وبالمثل محافظة حضرموت، لكن قوات التحالف السعودية الاماراتية سارعت للانتشار في المحافظات الثلاث، وانشاء قواعد عسكرية تضم قوات امريكية وبريطانية، على نحو دعا سياسيين بارزين في الشرعية اليمنية، الى الاعلان عن "اطماع التحالف في اليمن، موقعا وثروات".