“لا رشوى ولا اعتقال”.. هكذا أصبح مطار دمشق بعد سقوط الأسد

     
سما عدن             عدد المشاهدات : 183 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
“لا رشوى ولا اعتقال”.. هكذا أصبح مطار دمشق بعد سقوط الأسد

 

نشر موقع “الجزيرة نت” تقريراً تحت عنوان “مطار دمشق كما لم تعرفه من قبل”، وجاء فيه:

 

أول ما يلفت انتباه القادمين إلى مطار دمشق هو غياب صورة حافظ الأسد – أو “القائد الخالد” كما يحلو لمؤيديه تسميته – التي ظلّت لعقود أول ما يستقبل المسافرين. واختفت أيضا صور ابنه، الرئيس المخلوع بشار الأسد، وحلّ محلها علم الثورة السورية الذي أصبح العلم المعتمد للدولة، في مشهد يختصر فصلا جديدا في تاريخ سوريا.

 

 

 

 

نقطة الجوازات، التي كانت يوماً محاطة بهالة من التوتر والخوف، لم تعد كذلك. ففي الماضي، كانت هذه البوابة كابوسا لبعض المسافرين، حيث لا يخلو الأمر من تمتمات بأدعية وآيات قرآنية تُردَّد بصوت خافت، وكأنها تعويذات للمرور بسلام. لطالما كنت تسمع مسافرين يتمتمون الآية القرآنية الكريمة “وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ” بصوت خافت.

 

كان مجرد وجود قريب مطلوب للأمن سببا لاستدعاء المسافر للتحقيق حول قريبه “المتواري عن الأنظار”، ناهيك عن التقارير الكيدية التي قد يكتبها “مواطنون صالحون” في حق المغتربين، فتجعلهم يتلقّون استدعاء إلى فروع المخابرات قبل أن يغادروا صالة الوصول.

 

أما الفارون من أداء الخدمة العسكرية الإلزامية، فلا يغامرون بالسفر إلى سوريا أصلا، حتى لا يتم القبض عن “المتخلفين عن السوق”، وتسليمهم إلى شُعب تجنيدهم التي تقوم بدورها بفرزهم إلى نقاط الخدمة. الخدمة هنا تعني تحولهم إلى “عبيد” لضباط الأسد في أفضل الأحوال، لكنها قد تعني توجيه بنادقهم صوب مواطنيهم في معظم الأحيان.

 

 

أما اليوم، فقد تبدد كل ذلك القلق. فلم يعد أحد يتمتم عند ضابط الجوازات، ولم تعد عبارات “شو جايبلنا معك يا حبيب؟” تُسمع. حلّ مكانها ترحيب رسمي بسيط ومباشر “أهلا وسهلا أستاذ.. تفضّل”.

 

اختفى أيضا مكتب “المحفوظات” -الأرشيف- ذاك المكتب الذي كان بمثابة البوابة الخلفية للمخابرات، حيث يستلم جواز سفرك من ضابط الجوازات، ليعيده إليك مرفقا بـ”ما تيسر” من استدعاءات أمنية.

 

في زمن الأسد، لم تكن هذه الاستدعاءات مجرد أوراق رسمية، بل كانت إشارات إنذار، فقد تعني تحقيقا شاقا، أو منعا من السفر، أو حتى الاعتقال.

 

وقد يتساءل غير السوريين: ماذا لو تجاهل المسافر هذه الاستدعاءات وقرر العودة من حيث أتى؟ الجواب بسيط ومخيف: لا يمكنه ذلك. فكل فرع أمني يستدعيك، لا بد أن يمنحك إذنا بالمغادرة، وإن لم تحصل على الموافقات كافة، فأنت ببساطة ممنوع من مغادرة ما أصبح يُعرف بـ”السجن الكبير”.

 

راحة نفسية رغم التأخير

 

بعد تجاوز نقطة الجوازات، يصل المسافرون إلى منطقة استلام الأمتعة. ولم تعد هناك نظرات التوجس أو الاستعجال للخروج من المطار كما كان الحال في السابق. روح جديدة من الراحة والمرح تملأ المكان، فالناس يضحكون ويتبادلون النكات حتى عندما تتأخر الأمتعة. الجميع يبدو متفهّما للوضع، فالبنية التحتية التي تركها النظام السابق منهارة تماما وبالكاد تعمل.

 

 

وداعا للرشاوى والإتاوات

 

في الماضي، كان قسم الجمارك بمثابة “نقطة التحصيل غير الرسمية” الأولى في البلاد بالنسبة للكثير من ضباط النظام الفاسدين، وذلك على عكس الجوازات التي لم تكن تقبل الرشى، لأن المسائل الأمنية “ما معها مزح”.

 

فتح الحقائب، والنبش في محتوياتها، ومصادرة السلع بحجة “مخالفة الأنظمة”، كل ذلك كان مشهدا مألوفا. كانت العطور والسجائر على رأس قائمة “الغنائم،” حيث إذا كان بحوزة المسافر عدة علب عطر، يُصادر إحداها ضابط الجمارك بحجة “حاجتك هدول، بيكفّوك”، بينما كان بعض المسافرين من غير المدخنين، يشترون “كروزات الدخان” ويحشرونها بين أمتعتهم، ليقدموها طوعا كإكرامية لضمان المرور السلس.

 

أما الأجهزة الكهربائية، من تلفزيونات ومكانس كهربائية وغيرها من السلع الأجنبية غير المتوفرة في سوريا، فكانت الصيد الثمين “لك هي بدّا جمارك!”. عبارة مفتاحية تفتح أمامك خيارين، إما أن تدفع قيمة الجمارك بالعملة الصعبة لخزينة الدولة، أو أن تخضع لتسعيرة “جمارك جيب الضابط” الذي سيتغاضى عن الأجهزة مقابل رشوة.

 

وحتى لو اخترت الخيار الأول، سيستوقفك الضابط لينصحك بكل براءة بأن تدفع الرشوة له بدلا من أن تذهب أمواله لـ”جيب الدولة.. لك عندي أرخصلك!”.

 

كل ذلك انتهى اليوم، ولم يعد مطلوبا سوى تمرير الحقائب عبر جهاز التفتيش كما هو الحال في باقي مطارات العالم.

 

عند الخروج من مبنى المطار، تستقبل “العراضة الشامية” بعض القادمين، حيث يلجأ أقاربهم للاحتفال بقدومهم بعد غياب قسري دام عقودا في بعض الحالات، بل إن منهم من وُلدوا في الغربة ولم يروا سوريا من قبل.

 

أما مبنى المطار من الخارج، فقد تغيّر كثيرا، إذ اختفت كل اللافتات التي كانت تمجّد الأسد الأب (حافظ) والابن (بشار) والأخ (باسل الأسد)، وحلّ محلها علم الثورة الجديد.

 

الطريق إلى دمشق.. ندوب الحرب لم تندمل بعد

 

على الرغم من المظاهر التي توحي ببداية جديدة، فإن آثار الحرب ما زالت حاضرة في بعض الأماكن. ففي الطريق من مطار دمشق إلى العاصمة، ستجد ندوب الحرب على جدران مناطق مثل عقربا وبيت سحم، وستلحظ البنايات التي أصابها الدمار وقد هجرها سكانها منذ سنوات.

 

دمشق، التي أنهكتها قبضة النظام الأمنية ودمرت بعض أحيائها ومعظم ريفها، عادت لتنبض بالحياة من جديد بعد أن طُويت صفحة نظام البعث وعائلة الأسد، وبدأت تظهر ملامح دولة جديدة يقودها “أناس مننا وفينا ويشبهوننا”، كما قال سائق التاكسي الذي أقلني من المطار إلى العاصمة السورية. (الجزيرة نت)


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

أول تعليق حوثي بعد القبض على القيادي البارز في الجماعة ”الزايدي” أثناء محاولته تهريبه إلى سلطنة عمان

المشهد اليمني | 683 قراءة 

الكشف عن هوية القيادي الحو ثي الذي حاول الدخول من المهرة الى عمان وتسبب باشتباكات(صورة)

كريتر سكاي | 658 قراءة 

توتر الأوضاع بهذه المحافظة ودولة كبرى تتدخل

كريتر سكاي | 608 قراءة 

وفاة شاب عقب ساعات من وصوله عدن قادما من أمريكا

كريتر سكاي | 586 قراءة 

بحوزته وثائق سرية وأجهزة .. القبض على قيادي بارز في المجلس السياسي الحـ.ـوثي خلال محاولته الهروب عبر منفذ صرفيت بالمهرة

صوت العاصمة | 574 قراءة 

الشرعية تكشف عن تطور خطير ‏

كريتر سكاي | 517 قراءة 

اغتيال القائد عبدالله زايد في المهرة... هل آن أوان اجتثاث ميليشيات الحريزي؟

عدن تايم | 475 قراءة 

عاجل:الاعلان عن قرار جمهوري قبل قليل

كريتر سكاي | 449 قراءة 

اشتباكات مسلحة في منفذ صرفيت الحدودي بالمهرة تسفر عن مقتل ضابط وقطع مؤقت للخط الدولي مع سلطنة عمان

موقع الجنوب اليمني | 396 قراءة 

قبل القبض عليه بالمهرة.. شاهد القيادي الزايدي يحرض على غزو مأرب ويدعو للولاء لعبدالملك الحوثي

المشهد اليمني | 331 قراءة