من هي رحمة الغيلي، التي تدعي حسب صفحتها على وسائل التواصل الاجتماعي مثل انستجرام أنها طبيبة ولديها ماجيستير في طب السكري بالإضافة إلى درسات عليا في القلب والاوعية الدموية من جامعة كارديف.
بحثت منصة فرودويكي، في موقع جامعة كارديف وجدنا أنه لا يوجد لدى رحمة الغيلي أي سجل أكاديمي أو أوراق علمية منشورة.
تدعي رحمة كذلك أنها خريجة ساوث ويلز بحسب حساب الفيسبوك الخاص بها ، وبالبحث في موقع جامعة ساوث ويلز البريطانية وجدنا التخصص في الجامعة إلا أن بعض الطلبة في الجامعة تواصلوا مع الإدارة للتأكد من ذلك ونفت الجامعه أنها درست فيها.
هذا مع الأخذ في الاعتبار أن في بريطانيا، الحصول على ماجيستير في حد ذاته لا يؤهل للعمل كاختصاصي في الطب مالم يحصل على رخصة عمل من المجلس الطبي. وعندما فتشنا في سجل الأطباء الاخصائيين في بريطانيا لم نجد لرحمة أي سجل. مما ينفي تماماً حقيقة كونها طبيبة كما تدعي حيث أنها تدعي في صفحتها على لينكدان أنها أخصائية أمراض السكري والسمنة في رحمة لايف وليس لديها أي مؤهل يذكر.
لا يوجد لرحمة الغيلي أي سجل أكاديمي كخريجة ساوث ويلز أو تخصصها في أمراض السكري والسمنة
و بالبحث عن رحمة لايف وجدنا أنها ليست عيادة أو مركز طبي ، بل شركة تجارية في بريطانيا يملك أسهمها رحمة نفسها وشخص آخر يدعى أحمد محمد عبدالله، بواقع سهم واحد لكل منهما وقيمة السهم هو جنيه أسترليني واحد.
على هذا الفيديو ، يعلق الدكتور محمد الصبري ، الباحث في علم الأدوية في جامعة اوبسالا السويدية على حديث رحمة الغيلي، عن التوقف عن تناول دواء الكوليسترول، رغم أن الدراسة التي استشهدت بها مختلفة تماماً عن ما ذكرته. فمن يتوقف عن تناول دواء الكوليسترول وهو مصاب بأمراض القلب والشرايين، فإنه يزيد من خطر إصابته بالجلطات بنسبة 50%. حسب أحدث الدراسات.
أدوية الستاتين هي من أكثر الأدوية استخداماً في العالم لخفض الكوليسترول، وقد أنقذت ملايين الأرواح، وتعد اكتشافاً ثورياً في مجال الأدوية. كما أنها تعتبر المعيار الذهبي في علاج أمراض القلب وفقاً للبروتوكولات العالمية، وقد أجريت حولها آلاف الأبحاث. لكن نجدها تدعو إلى عدم استخدام أدوية الكوليسترول، وتزعم أن الكوليسترول الضار مفيد للصحة ويطيل العمر، دون أن تقدم أي بحث علمي أو دراسة منشورة لدعم ادعاءاتها. فضلا عن أنها لا تملك أي بحث علمي واحد أو حتى دراسة أو رسالة ماجستير منشورة. لا في المجالات الطبية و لا في غيرها.
عدد متابعيها مئات الألوف، مما يسبب تأثيراً كبيراً على فئة واسعة من مرضى السكري وأمراض القلب، وقد استطاعت أن تضلل العديد من الناس فقط من أجل الترويج للمنتجات التي تبيعها.
وحسب إفادة الدكتور محمد صويلح المقيم في بريطانيا، أولاً لا تخولك شهادات الماجستير و الدكتوراة العمل كأخصائي في أي مجال طبي و إنما عبر إنهاء برنامج التدريب الطبي في الاختصاص المقصود و الذي لا يقل عن ٦ سنوات في أي اختصاص بعد دراسة الطب. عندي ماستر في الأعصاب .. هذا لا يجعلني إخصائي أعصاب..
شهادات الماجستير و الدكتوراة في المملكة المتحدة في مجال علوم الأعصاب او القلب وغيرها لا تخول الشخص وصف الأدوية بالذات الأدوية الاختصاصية.
لست أفهم، عندما تقول ماستر و دكتوراة، وهذه مراتب (أكاديمية) لا علاقة لها بالاختصاصات الطبية في بريطانيا، فهل يعني هذا بأنها غير مسجلة في المجلس الطبي البريطاني لممارسة المهنة؟ هذا أمر يمكن التحقق منه. إذا اكتفت الدكتورة بالماستر و الدكتوراة دونما تسجيل، وهي إذاً ليست طبيبة و لا يحق لها وصف الأدوية أصلا.
ادعاءات رحمة الغيلي تعد تزويرًا واحتيالًا طبيًا يقتضي محاكمتها ومعاقبتها بالقضاء البريطاني والسويدي
نقطة أخرى، الدراسة على النفقة الشخصية في بريطانيا تعني أمر واحد بأنك شخص غني لأن دراسة البكالوريوس [الذي أفترض بأنه في الطب هنا] ما يقارب ١٠ الف جنية استرليني في السنة! طبعا أبناء البلد يحصلوا على قرض و يدفعوه لسنوات طويلة ناهيك عن تكلفة الماستر و الدكتوراة وفي جامعات أحسن من غيرها يظل المبلغ غالي. بصراحة لم أفهم عندما تقول تدرس اختصاصين مع بعض.
الغيلي تروج لاستخدام الأعشاب كبديل عن الأدوية ماقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياة المرضى
أمر آخر هو التضليل باستخدام كلمة “اختصاص” فهي توحي بأنه اختصاص طبي يعني خلصت طب، و خلصت امتياز، و قدمت على التدريب الاختصاصي و نجحت في الامتحانات و بعدها اشتغلت في الاختصاص لما لا يقل عن فترة التدريب ٦ سنين مثلا فكيف بإمكان أي أحد أن يعمل اختصاصين مع بعض إلا لو يقصد بالاختصاص الحصول على دبلومات و كورسات قصيرة.
بعد الحملة التي أطلقها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن ادعاء رحمة الغيلي بالتخصص في مهنة الطب، وزعمها أنها أخصائية قلب وتحمل ماجستير في تخصص القلب والسكري، لاحظنا حذف هذه الادعاءات من ملفاتها الشخصية على منصات “لينكدإن” و”فيسبوك” و”إنستغرام” و”تيك توك”.
مع ذلك، لا تزال فيديوهاتها تُنشر وتُتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يستوجب التنبيه إلى أن المعلومات الطبية التي تقدمها غير دقيقة ومضللة. كما أنها تخالف جميع البروتوكولات العلاجية المعترف بها من قبل جمعيات الطب العالمية، وتروج لاستخدام الأعشاب كبديل عن الأدوية لعلاج أمراض مثل القلب، والسكري، والسرطان، وهو أمر قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياة المرضى في حال توقفهم عن الأدوية الموصوفة من قِبل الأخصائيين.
حيث تروج لمنتجات عشبية تدعي أنها تعالج جميع الالتهابات، وتوقف السرطان، وتقضي على الكوليسترول، وتدمر السكري خلال أيام. هذا يعد تزويرًا واحتيالًا طبيًا، مما يزيد من خطر تعرض المرضى لمضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة إذا توقفوا عن تناول أدويتهم المعتمدة.
المشكلة تكمن في أن عدد متابعيها بالآلاف، كما هو موضح في الصور المتداولة على تطبيق “تيليغرام”، مما يزيد من تأثيرها السلبي وانتشار المعلومات المغلوطة.
لذلك، من الضروري إبلاغ السلطات القانونية في السويد وبريطانيا للتحقيق في هذه الإدعاءات واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذا النشاط الضار بالصحة العامة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news