عدن حرة / حسن العجيلي
لطالما كانت محافظة لحج منبعًا للعلم والثقافة، ومنطلقًا للكفاءات التي أثبتت جدارتها في مختلف المجالات، سواء في السياسة، الأدب، التعليم، أو الإدارة. فمنذ عهد السلاطين، ثم بعد ثورة الاستقلال، برز أبناء لحج في مراكز القيادة، ليس بالمحسوبية أو المناطقية، بل بالكفاءة والعلم، وكانوا جزءًا رئيسيًا من النخبة التي ساهمت في بناء الدولة الجنوبية.
لكن مع مرور الوقت، تعرضت لحج لتهميش ممنهج، وأصبحت بيئة خصبة للفشل والفساد، حيث تم استهدافها من قبل قوى دخيلة، سعت إلى إضعافها وزرع الانقسامات بين أبنائها. هذه القوى، التي لا تنتمي إلى نسيج لحج الحقيقي، نجحت في اختراق السلطة المحلية، مستغلة ضعف الولاء الوطني لبعض المنتفعين الذين باعوا مصلحة محافظتهم مقابل مكاسب شخصية.
ما تعانيه لحج اليوم ليس نتيجة نقص الكفاءات، بل بسبب إقصاء الشرفاء وإحلال الفاسدين مكانهم، بدعم من جهات لا تريد للجنوب أن ينهض، لأنها تدرك أن أي تحرك حقيقي نحو الاستقلال وبناء الدولة سيشكل خطرًا على نفوذها. ولتحقيق ذلك، يتم تمكين العناصر الضعيفة والفاسدة، التي تعمل لصالح أجندات خارجية، وتحول دون وصول أبناء الجنوب الأحرار إلى مواقع صنع القرار.
لكن رغم كل هذه التحديات، لا تزال لحج تمتلك القدرة على النهوض من جديد، شرط أن يتحد أبناؤها الحقيقيون، ويتجاوزوا الخلافات المفتعلة، ويعيدوا لمحافظتهم مكانتها الحقيقية. فكما كانت لحج منارة للعلم والثقافة، يمكنها أن تكون جسراً للتواصل والتكاتف بين أبناء الجنوب، حتى يتحقق الإصلاح الحقيقي، وتشرق شمس الحرية التي طال انتظارها.
النصر للجنوب، والحرية قادمة لا محالة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news