يمن إيكو|أخبار:
أكدت تقارير أمريكية وروسية أن دعم واشنطن لكييف خلال الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في الـ24 من فبراير 2022م قرابة تريليون دولار، منها 300 مليار دولار أمريكي تكبدتها الشركات التي انسحبت من السوق الروسية، في محصلة دفعت بالإدارة الأمريكية إلى مراجعة مواقفها الداعمة للحرب، والجلوس إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب بين موسكو وكييف.
وحسب ما نشرته وكالة أنباء “تاس” الروسية، أمس الثلاثاء ورصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، فإن الشركات الأمريكية التي انسحبت من السوق الروسية تكبدت خسائر بلغت أكثر من 300 مليار دولار بعد مغادرتها السوق الروسية.
ونقلت الوكالة، عن المدير التنفيذي لصندوق الثروة السيادي الروسي، كيريل ديميترييف، اليوم الأربعاء، تأكيده أن الصندوق يتوقع عودة عدة شركات أمريكية للسوق الروسية في الربع الثاني من العام الجاري، في حال نجحت المباحثات الروسية الأمريكية في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وأشار إلى أن عملية العودة لن تكون سهلة بالنسبة للشركات الأمريكية لأن العديد من القطاعات تم شغلها بالفعل منذ مغادرتها.
ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، في الـ24 من فبراير 2022م، أعلنت أكثر من 1000 شركة عن تقليص عملياتها في روسيا، بما في ذلك العديد من الشركات الأمريكية التي انسحبت من السوق الروسية، وفقاً لتقرير من جامعة ييل الأمريكية، الأمر الذي دفع بواشنطن للجلوس على طاولة المباحثات مع موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا ومناقشة ترتيبات عودة العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
الخسائر التفصيلية على طاولة المباحثات
وفقاً لما نشره الصحافي البرازيلي بيبي إسكوبار، فإن المفاوضين الروس قدموا لنظرائهم الأمريكيين مخططاً تفصيلياً يبين الخسائر التي تكبدتها الشركات الأمريكية التي انسحبت من السوق الروسية، مؤكداً أن أكبر الخاسرين الأمريكيين هو قطاع تكنولوجيا المعلومات والإعلام بنحو (123 مليار دولار)، بينما خسرت شركات قطاع الاستهلاك والرعاية الصحية 94 مليار دولار، وخسرت الشركات المالية 71 مليار دولار، والصناعة 26 مليار دولار، والطاقة 10 مليارات دولار.
وفي مسار أكبر الخاسرين من الشركات، أكد إسكوبار أن شركة إكسون تكبدت خسائر بقيمة 4 مليارات دولار في أعمالها المرتبطة بروسيا.
فيما سجلت ماكدونالدز خسارة غير نقدية بقيمة 1.4 مليار دولار في عام 2022 بسبب خروجها من روسيا، وخسرت شركة جنرال موتورز 657 مليون دولار، كما أعلنت شركة جوجل الروسية التابعة لعملاق التكنولوجيا الأمريكية جوجل، إفلاسها في عام 2023 بديون إجمالية بلغت 587 مليون دولار. وغرّمت محكمة روسية الشركة 2.5 مليار دولار لتقييد القنوات الإعلامية الروسية على يوتيوب.
وحسب إسكوبار، فإن “ويرلبول” سجلت خسائر بقيمة 400 مليون دولار في روسيا، ومنيت كوكاكولا بخسارة بلغت 195.4 مليون دولار، فيما أعلنت شركة ديزني عن خسائر بقيمة 195 مليون دولار بسبب “استهلاك الأصول غير الملموسة” في روسيا في عام 2022م وسجلت شركة IBM خسائر بقيمة 300 مليون دولار في عام 2022، وتكبدت شركة ستاربكس خسائر غير معلنة بعد إغلاق 130 مقهى روسياً، والتي تمثل ما يقرب من 1% من المبيعات العالمية.
وبسبب انسحابها من السوق الروسية، خسرت مايكروسوفت 126 مليون دولار، فيما تكبدت فورد خسائر بقيمة 122 مليون دولار، وسجلت شركة آبل خسائر بقيمة 79.3 مليون دولار، وأدوبي أعلنت عن خسارة 75 مليون دولار بسبب المدفوعات المفقودة في روسيا وبيلاروسيا، وأوقفت شركة نتفليكس خدمة 700 ألف مشترك روسي (ما يعادل نحو 55.1 مليون دولار من الخسائر المحتملة، على الرغم من أن بعض الروس حولوا حساباتهم إلى مناطق أخرى).
اتجاه إجباري لوقف دعم أوكرانيا
هذه الخسائر الفادحة جراء موقف واشنطن الداعم لحرب مجهولة النتائج، وضعت الإدارة الأمريكية أمام حتمية التسليم بخسارتها في الحرب، لتذهب في اتجاه إجباري لوقف رحاها، ولو بالتخلي الكامل عن أوكرانيا، وهو ما ألمح إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عندما هاجم أوكرانيا في حملاته الانتخابية، مؤكداً- حينها- أن الولايات المتحدة أنفقت 200 مليار دولار أكثر من أوروبا، وأموال أوروبا مضمونة، في حين أن الولايات المتحدة لن تحصل على أي شيء.
وأمس الثلاثاء جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب- في مؤتمر صحافي عقده في منتجع مارالاغو الخاص به بولاية فلوريدا، عقب محادثات جرت في الرياض بين وفدين رفيعي المستوى أمريكي وروسي- هجومه اللاذع على الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، واصفاً إياه بـ”الديكتاتور”، الذي جر الولايات المتحدة إلى حرب لا يمكن الفوز بها، مضيفاً: “لقد أعطيناهم- الأوكرانيين -على ما أعتقد- 350 مليار دولار (…)، إنه مبلغ كبير وعلينا أن نعيد التوازن مع أوروبا، لأنّ أوروبا أعطت مبلغاً أقل بكثير من ذلك”.
واتهم ترامب أوكرانيا باختلاس قسم من المساعدات التي قدّمتها لها بلاده منذ بدء الحرب، وقال إنّ “الرئيس زيلينسكي أبلغني الأسبوع الماضي أنّه لا يعرف أين ذهب نصف الأموال التي قدّمناها لهم”، وقال ترامب إنّ محادثات الرياض كانت “جيّدة جداً”، مضيفاً “أعتقد أن لدي القوة لإنهاء هذه الحرب”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news