مراقبون:إيفاد طبيب إلى منتدى سياسي أظهر الانتقالي ضعيفا وكشف عن إقصاء للكوادر
> وجّه رئيس الهيئة السياسية بالمجلس الانتقالي الجنوبي د. ناصر الخبجي انتقادات حادة لمجلس القيادة الرئاسي، واصفًا إياه بالعاجز والفاشل في أداء مهامه، جاء ذلك خلال كلمته في منتدى اليمن الدولي، الذي ينظمه مركز صنعاء للدراسات، والمنعقد في العاصمة الأردنية عمان.
وقال الخبجي، إن مجلس القيادة "غير جدير بمهامه"، مشيرًا إلى افتقاده للرؤية السياسية والعسكرية والاقتصادية في التعامل مع جماعة الحوثي، وأضاف أن المجلس أُنشئ بقرار إقليمي وليس بإرادة محلية، ما أدى إلى فشله، على حد تعبيره.
وانتقد غياب بعض أعضاء المجلس في الخارج، متهمًا رئيسه رشاد العليمي بالتفرد في اتخاذ القرارات دون الرجوع إلى بقية الأعضاء.
وأشار الخبجي إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتحمل العبء الأكبر أمام قاعدته الشعبية بسبب شراكته في الحكومة، مؤكدًا أن الحل يكمن في "تمكين الجنوبيين من إدارة شؤونهم عبر تشكيل حكومة تنمية جنوبية، وأخرى للحرب في الشمال".
تصريحات الخبجي أثارت تباينًا في ردود الفعل بين المحللين والمراقبين السياسيين، فقد اعتبر د. يحيى الريوي الأكاديمي الجنوبي أن مشاركة الخبجي في المنتدى لم تكن موفقة، إذ ظهر بمستوى ضعيف في التعبير وفهم الأسئلة الموجهة له كما برز عندما أعيد توجيه السؤال إليه مرتين خلال الجلسة بسبب عدم وضوح إجاباته.
وأشار الريوي إلى أن مثل هذه الفعاليات تحتاج إلى متحدثين يتمتعون بالكفاءة والخبرة السياسية العميقة، مؤكدًا أن الأكاديمي د. خالد بامدهف كان الأنسب لتمثيل المجلس الانتقالي في المنتدى نظرًا لخلفيته الأكاديمية في العلوم السياسية.
وتساءل الريوي عن مدى إدراك الخبجي لمعاناة الحاضنة الشعبية الجنوبية، خصوصًا في ظل الرواتب المتعددة التي يتقاضاها من مناصبه المختلفة، مشيرًا إلى أن هذه الفجوة بين القادة والمواطنين قد تضعف مصداقية الخطاب السياسي للانتقالي.
من جانبه، رأى الناشط السياسي بسام أحمد عبدالله أن تصريحات الخبجي تكشف عن أزمات عدة داخل مجلس القيادة الرئاسي، أبرزها الصراع بين رئيس المجلس رشاد العليمي ورئيس الحكومة، مما أدى إلى تعطل مؤسسات الدولة.
وأضاف أن الخبجي أكد غياب رؤية واضحة لمواجهة الحوثيين، سواء على الصعيد السياسي أو العسكري أو الاقتصادي، وهو ما يعكس ضعف السياسات الحكومية في تحقيق الأهداف الاستراتيجية. كما أن دعوته لتمكين الجنوبيين تعكس رغبة الانتقالي في تعزيز الحكم الذاتي وإدارة الجنوب بشكل مستقل.
وأشار بسام إلى أن انتقاد الخبجي لتفرد العليمي بالقرارات يكشف عن مشاكل في التوازن بين السلطات داخل مجلس القيادة، معربًا عن اعتقاده بأن دعوة الخبجي لتشكيل "حكومة حرب في الشمال" تعكس توجهًا لتعزيز الأمن والاستقرار في المناطق المحررة.
تكشف تصريحات الخبجي عن خلافات عميقة داخل مجلس القيادة الرئاسي، وسط مطالبات بضرورة إعادة هيكلة السلطة وإصلاح مؤسساتها، كما أنها تعكس رغبة المجلس الانتقالي الجنوبي في تعزيز حضوره السياسي والإداري في الجنوب، في ظل المشهد اليمني المتأزم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news