مشاهدات
بدأ فريق تقني تركي يضم 25 شخصاً أعماله في سورية لإعادة تأهيل وتطوير مطار دمشق الدولي وتدريب الموظفين على استخدام أجهزة جديدة أرسلتها تركيا. وذلك تلبية للطلب السوري وتحقيقاً لوعود تركيا، بالمساعدة بتأهيل البنى التحتية وخاصة بقطاع النقل.
وقال وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو إن بلاده أرسلت فريقاً تقنياً لإعادة تأهيل وتطوير مطار دمشق، مضيفاً خلال بيان أمس، أن الفريق التقني يضم خبراء وموظفي المديرية العامة لتشغيل المطارات الحكومية، دخل الأراضي السورية، عبر معبر "غيلوه غوزو" للمشاركة في تأهيل وتطوير مطار دمشق الدولي الذي أصيب بتهالك خلال السنوات الـ13 الماضية وعاد الشهر الماضي، بعد سقوط نظام الأسد، للعمل واستقبال الطائرات.
وكشف الوزير التركي أن بلاده أرسلت 6 شاحنات محملة بـ113 من المعدات والأجهزة، لضمان التشغيل الآمن للرحلات الجوية في المطار والمجال الجوي السوري، وأن الفريق التركي يقوم بتركيب الأجهزة الجديدة، بالإضافة إلى تدريب الموظفين السوريين على استخدامها".
وأكد الوزير التركي أن الفريق سجل جميع النواقص التي جرت ملاحظتها، ونفذ أعمال الصيانة بالتعاون مع الجانب السوري. وأن وحدة الملاحة الجوية تقوم بتحليل جميع عمليات الطيران في المجال الجوي السوري، ومراقبة عمليات الهبوط والإقلاع والعبور، مضيفاً أن بعض الأجهزة الملاحية، التي دمرت خلال الحرب أو ظلت معطلة لسنوات، خضعت للإصلاح، كما أنه جرى تركيب نظامين جديدين للمرسل والمستقبل في برج المراقبة الجوية.
وحول الأمن وحماية الطيران والمسافرين، يضيف الوزير أورال أوغلو أن الفريق التركي قام بتعزيز إجراءات الحماية داخل المطار، حيث "جرى تسليم عشرة أجهزة أشعة سينية، وأربعة كاشفات مواد متفجرة، وعشر بوابات كشف معادن، وثماني أجهزة أخرى للكشف عن المعادن"، مشيراً إلى أنه "جرى تركيب معظم هذه الأجهزة بالتنسيق مع السلطات السورية، وتركيب ستة أجهزة أشعة سينية، وخمس بوابات كشف عن المعادن، فيما يجري العمل على تركيب باقي المعدات الأمنية وإصلاح الأجهزة الموجودة. وذلك بعد أن جرى رفع مستوى أمن الحرائق في مطار دمشق، بإرسال مركبتين من طراز "فولكان ليون 8x8" المصنعة محلياً في تركيا، إضافة إلى معدات إطفاء متنوعة.
وتأتي المساعدات التركية لتأهيل المطار، بعد أن أكد الوزير التركي، بعد سقوط الأسد بنحو 15 يوماً، أن بلاده وضعت خطة عمل للنهوض بمطار دمشق الدولي، من خلال إرسال فريق لتقييم الوضع والنواقص. وكان المطار قد استأنف عمله سريعاً، بعد سقوط الأسد بعشرة أيام، بعد إعلان مدير مطار دمشق الدولي، أنيس فلوح، تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى مطار دمشق الدولي حتى تاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويعاني الأسطول السوري نقصاً كبيراً بعدد الطائرات وقدمها، إذ وبحسب تصريح سابق لمدير صيانة الطائرات في المطار سامر راضي، فإن الخطوط الجوية السورية تضم أسطولاً من 12 طائرة، بينها ثمان من طراز إيرباص ايه 320-20. ويعتبر مطار دمشق الدولي الذي يبتعد عن العاصمة لجهة الشرق بنحو 25 كلم، أكبر مطارات سورية المدنية وثاني مطار تأسس بسورية نهاية عام 1969 بعد مطار المزة الذي احتص بالطيران العسكري. ليبقى مطار دمشق الدولي الذي لم يتعرض لأي عمليات قصف وتهديم خلال سيطرة المعارضة على دمشق، المقر الرئيسي ومركز عمليات الخطوط الجوية السورية، وأجنحة الشام الخاصة.
وكان مطار دمشق الدولي وما حوله، قد تعرض مرات عدة، خلال العامين الأخيرين، لقصف الطائرات والصواريخ الإسرائيلية، إذ خرج عن الخدمة لمدة 12 يوماً في يونيو/حزيران عام 2022 قبل أن يعود في 22 من الشهر ذاته، وخروجه لساعات عن العمل جراء قصف إسرائيلي ثان في مطلع يناير/كانون الثاني 2023 وخروجه عن العمل هو ومطار حلب اللذيّن تعرضا معاً لقصف إسرائيلي في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قبل أن يعود بعد سبعة أيام من الشهر نفسه. كما خرج مطار دمشق عن العمل والخدمة في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، بسبب القصف الإسرائيلي، ليعود للعمل في 26 الشهر نفسه، لكن طيران الاحتلال الإسرائيلي عاود قصفه باليوم نفسه ليخرج عن الخدمة حتى 27 ديسمبر/كانون الأول العام الماضي.
يذكر أن حكومة نظام الأسد المخلوع قد طرحت، منتصف العام الماضي، مطار دمشق الدولي للاستثمار عبر شركة استثمارية خاصة، على أن يكون 51% من نصيب مؤسسة "الطيران السورية". لكن سقوط النظام وهروب بشار الأسد، أفشل تسليم المطار لشركة إيرانية، بحسب ما سرى وقتذاك، أنها ستستثمر بالمطار الأكبر في سورية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news