عدن توداي
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
في العاصمة عدن والمناطق المحررة، لم نعد نعيش الواقع، بل نعيش داخل مسلسل درامي طويل، لكنه ليس ممتعًا ولا يحمل نهاية سعيدة، بل هو دراما مأساوية لا تنتهي، حيث تتكرر نفس المشاهد والحوارات والوجوه، لكن الحبكة تزداد سخافة يومًا بعد يوم.
مقالات ذات صلة
أ. محسن سالم نصير يكتب : «الجامع».. حقائق لا ينكرها إلا جاحد!
حضرموت..بين الوطن و مواطن المهجر
كل من يملك المال صار “منتجًا” للمسلسل!
في هذا الزمن العجيب، من يمتلك المال والدعم ليس بحاجة إلى شهادة أو خبرة أو حتى ضمير، يكفي أن يكون لديه القدرة على شراء ولاءات الفقراء والمحتاجين، ليتحول إلى “منتج” يجند “ممثلين” جدد في مسرحيته الهزلية، حيث يُباع الولاء بالريال، ويُشترى الضمير بالدولار، بينما الكرامة تُرمى في سوق النخاسة بأبخس الأثمان.
الجميع يلعب دور الشرير!
لم يعد هناك مكان للأبطال، فالكل يريد دور المجرم، الفاسد، المتسلط، الظالم، وكأن السيناريو قد كُتب مسبقًا:
المسؤولون: يتقمصون أدوار الحكّام الجائرين الذين يبيعون الأوهام ويشترون الصمت.
التجار: يؤدون دور المضاربين الذين يتحكمون في الأسواق كأنها مزارعهم الخاصة.
المليشيات والجماعات المسلحة: يبدعون في دور القتلة المستأجرين الذين لا يفكرون إلا في أوامر المخرج المجهول.
الشعب المسكين: هو الكومبارس الذي يظهر في المشاهد البائسة، يُصفّق حين يُطلب منه التصفيق، ويُقتل حين تقرر حبكة القصة ذلك!
لا مكان للمصلحين في هذا السيناريو!
أي شخص يحاول إصلاح المشهد أو إعادة كتابة السيناريو ليكون أكثر عدلًا وإنسانية، يجد نفسه هدفًا للحذف، لأن وجوده يهدد مصالح صُنّاع المسلسل الذين لا يريدون أي تغيير.
كيف يسمحون بظهور شخصيات صادقة في رواية مكتوبة بأيدي الفاسدين؟
النهاية ليست سعيدة.. لكنها حتمية!
في العادة، لكل مسلسل نهاية، لكن في العاصمة عدن، لا أحد يريد إسدال الستار، لأن المخرجين والممثلين والممولين لم يشبعوا بعد من امتصاص دماء الفقراء واستنزاف خيرات البلاد.
لكن، كما تعلمنا من التاريخ، المشاهدين قد يثورون يومًا، ويرفضون متابعة هذا المسلسل الممل.
وعندها، لن يكون هناك تصفيق، بل سيكون هناك مشهد أخير سيُكتب بيد الشعب نفسه، وسيُحفر في الذاكرة كأعظم نهاية لمسلسل الفساد والعبث!
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news