يشهد المواطنون في مدينة تعز هذا العام معاناة متزايدة نتيجة للارتفاع المفاجئ في الأسعار وجشع التجار، مما يجعلهم غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الرمضانية الأساسية.
ويقول المواطن عبد سعيد: “ذهبت إلى السوق المركزي في شارع التحرير اليوم لشراء مستلزمات أسرتي التي تتكون من ستة أفراد، لكنني صُدمت بالأسعار ولم أتمكن من شراء ما أحتاجه”.
أما مروان المقطري فيشير إلى أن ارتفاع الأسعار قبيل رمضان يضيف عبئًا ثقيلًا على معاناة المواطنين اليومية، مما يؤثر سلبًا على فرحة الأطفال في الشهر الفضيل. ويضيف: “رمضان هذا العام لن يكون كالأعوام السابقة بسبب الأسعار الجنونية، وقد لا أتمكن من شراء مستلزمات أسرتي الضرورية”.
خلال جولة استطلاعية في أسواق المدينة، أبدى العديد من المواطنين قلقهم من أن رمضان هذا العام سيكون الأسوأ على الإطلاق، وطالبوا الجهات المختصة باتخاذ إجراءات تخفف من معاناتهم.
وفيما يتعلق بشراء الملابس، يلاحظ الكثيرون أنهم قد يضطرون هذا العام للاستغناء عن الملابس الجديدة لأطفالهم، والاكتفاء بما لديهم من ملابس قديمة.
تقول نوال، أم لثلاثة أطفال: “منذ أسبوع وأنا أبحث عن ملابس لأطفالي، لكن الأسعار كانت صادمة، فتكلفة كسوة ابنتي فقط قاربت 100 ألف ريال، بينما كلفت كسوة الأولاد حوالي 80 ألف ريال لكل واحد”.
ماجد الأغبري يضيف معاناته قائلاً: “في كل عام تزداد الأسعار، لكن هذا العام يبدو أن رمضان سيكون الأكثر صعوبة بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار، رغم أن دخلنا لم يتغير”.
أما ماهر يوسف فيشير إلى أنه يضطر للاستدانة لتوفير مستلزمات رمضان لأطفاله، ويقول: “راتبي لا يكفي لتغطية احتياجات أسرتي الأساسية، لذا اضطررت للاقتراض من صديقي لشراء ما تحتاجه أسرتي، بالإضافة إلى الديون الأخرى”.
فيما يتعلق بالطلاب، يشكو الطالب الجامعي أنور من ارتفاع أسعار الملابس، حيث يقول: “رأيت أن البنطال يصل سعره إلى 25 ألف ريال، بينما تصل تكلفة الثوب إلى 15 ألف ريال، مما يجعلني بحاجة إلى مبلغ يتراوح بين 40 و50 ألف ريال لشراء كسوة واحدة”.
أما وفاء، التي كانت تأمل في شراء ملابس جديدة لمناسبة تخرجها، فتقول: “تفاجأت بالأسعار المرتفعة التي تجاوزت قدرتي على الشراء، حيث تكلف الملابس الجديدة حوالي 70 ألف ريال”.
من جانبهم، أرجع تجار الجملة في السوق ارتفاع الأسعار إلى زيادة الرسوم الجمركية وارتفاع قيمة الدولار إلى 2250 ريالًا، مؤكدين أن الإقبال على شراء المستلزمات الرمضانية هذا العام ضعيف مقارنة بالسنوات السابقة. كما أشاروا إلى غياب الرقابة الفعالة على تسعير السلع، حيث تقتصر الحملات الرقابية على عمليات استثمارية غير مجدية للمواطنين.
في هذا السياق، لا يمكن إغفال دور الجمعيات والمؤسسات الخيرية في توفير المستلزمات الرمضانية للعائلات الفقيرة.
ومع ذلك، تظل هذه المساعدات محدودة النطاق، حيث يتم توزيعها بناءً على أسس حزبية أو مناطقية، مما يحرم العديد من الأسر المحتاجة من الدعم اللازم.
في النهاية، يبدو أن رمضان هذا العام في تعز سيكون مليئاً بالتحديات الاقتصادية، مما يحول دون تحقيق الفرحة المعتادة للكثير من الأسر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news