ترامب يخسر أول معركة في 2025

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 258 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ترامب يخسر أول معركة في 2025

‏لقد بلغ عجز ميزانية الحكومة الأمريكية، يناير الماضي، 128.64 مليار دولار، وهو ما يمثل ارتفاعا بنحو ستة أضعاف مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي (21.93 مليار دولار).

ولا يعود ذلك فقط إلى انتقام بايدن، بل يعكس بشكل عام تدهور الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة وحول العالم. حيث يتدهور الوضع العام في الولايات المتحدة بسرعة، وسيستمر في التدهور حتما، بغض النظر عن الحزب الحاكم أو شخصية الرئيس.

‏ويتعلق هذا الأمر بكل نقاط الضعف المؤلمة: الأزمة الداخلية، وهزيمة الغرب في أوكرانيا، وخسارة المنافسة الاقتصادية أمام الصين، وفقدان السيطرة على حلفاء سابقين، مثل المملكة العربية السعودية، التي رفضت زيادة إنتاج النفط على حساب نفسها من أجل خفض أسعار النفط، وحتى مصر التي تقاوم تهجير الفلسطينيين في ظل ظروفها الاقتصادية الصعبة للغاية.

لقد خسر ترامب المعركة ضد الوقت حتى قبل توليه المنصب.

ولكن، كان إدراك الولايات المتحدة للتهديد الصيني متأخرا في نهاية المطاف، فقد أصبحت الصين قوية لدرجة أنها قررت، برغم الحذر الصيني التقليدي، الرد على الحرب التجارية الأمريكية بشكل استعراضي، حتى بعد أن أعلنت واشنطن بالفعل عن مكالمة هاتفية، ورفض شي جين بينغ الرد على مكالمة ترامب الهاتفية، وفرض، بصمت، ودون مساومة، رسوما جمركية انتقامية. لقد بدأ الصدام المباشر بين الولايات المتحدة والصين، وسيتطور تدريجيا من حرب تجارية إلى صراع عسكري.

وعلى الرغم من المكاسب التي حققتها إسرائيل في غزة ولبنان وسوريا، فإن الولايات المتحدة تخسر الشرق الأوسط. ومن خلال إدراكه لهذا الأمر، يحاول ترامب تعزيز مكانة إسرائيل باعتبارها حصنه الرئيسية في منطقة ستتحول حتما إلى ساحة معركة في حربه مع الصين. ويتضمن هذا التعزيز القضاء على الضعف الداخلي لإسرائيل متمثلا في الفلسطينيين، ومن هنا التسرع والإصرار على طردهم، حيث تلتقي هنا مصالح ترامب ونتنياهو.

وأتحفظ شخصيا على قدرات مصر والأردن في مقاومة هذا المشروع. فكلا البلدين يعتمدان اعتمادا كبيرا على رأس المال الغربي والتجارة الخارجية. وترامب قادر، إذا ما أراد، على تدمير اقتصادات هذه الدول بقرار واحد يتعلق بالعقوبات المالية، وقطع الوصول إلى قروض جديدة و/أو منع هذه الدول من تسوية مدفوعاتها بالدولار.

الأسوأ من ذلك هو أنه، وفي رأيي المتواضع، ليس للولايات المتحدة أي مصلحة في الحفاظ على الاستقرار في هذه البلدان أو في الشرق الأوسط ككل، وهو ما يعني أن العواقب الكارثية للعقوبات المحتملة ضد مصر من غير المرجح أن توقف ترامب. ولا يمكن للولايات المتحدة إلا أن تلاحظ الانجراف التدريجي للدول العربية، بما في ذلك دول الخليج، نحو الصين، في حين أن وقف تصدير النفط الخليجي إلى الصين (نتيجة الحرب مع إيران أو لأي سبب آخر) هو جزء من الخطة الأمريكية لمحاربة الصين. وقبل رحيلها عن المنطقة، ستضرم الولايات المتحدة النار فيها حتى لا تسقط في أيدي الصين.

ولعل الحجة الوحيدة ضد زعزعة استقرار مصر في الوقت الراهن هي الوقت! الوقت ينفد، وكان لا بد من إنجاز كل شيء بالأمس، والآن قد يؤدي ضيق الوقت إلى حرب متزامنة على جبهتين أو ثلاث أو أربع، ضد إيران، وضد روسيا، وضد كندا وغرينلاند، وضد مصر مع تهجير الفلسطينيين، وصراع مع الصين. حيث ستتجاوز هذه الصراعات، إذا ما حدثت في وقت واحد، قدرة الولايات المتحدة إلى حد كبير.

وفي ظل هذه الظروف، قد يكون لموقف مصر الصارم للغاية، والابتزاز العلني بإمكانية التحول إلى المعسكر الصيني وفتح جبهة أخرى ضد ترامب، بعض فرص النجاح. لكن، من المؤكد أن هذه ستكون خدعة بأوراق لعب ضعيفة ومقامرة محفوفة بالمخاطر للغاية، وستعتمد نتيجة لعبة "البوكر" هذه على احترافية اللاعبين.

من بين الخطوات القوية للغاية في مثل هذه اللعبة قد تكون (على الرغم من أنها قد تكون غير متوقعة وغير قابلة للتصديق) بيان مشترك محتمل من جانب زعماء مصر وإيران والمملكة العربية السعودية حول نيتهم منع تهجير الفلسطينيين بأي ثمن. وبطبيعة الحال لن يمنع ذلك الحرب، ولكنه ربما يؤخرها. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يصدر مثل هذا البيان. على الأرجح، ستتطور الأحداث وفقا للأنماط التاريخية، أي أن الجميع سيؤجلون دخول الحرب، بالتالي سوف يدخلونها في أسوأ لحظة وفي أسوأ الظروف.

على أية حال، وفي ظل هذه الظروف، فإن التسرع المذهل من جانب ترامب لتسوية الوضع في أوكرانيا أمر مفهوم وطبيعي، فهذه القضية تحرق يدي ترامب كفحم ساخن في راحة يده، ويسعى للتخلص منها بأي ثمن تقريبا. لذا كان ترامب هو من اتصل ببوتين، الذي لم يرفض إجراء محادثة أو حتى لقاء، لكن استنادا إلى تعليق الكرملين، فإن بوتين كرر خلال هذه المحادثة ببساطة مطالبه السابقة. ومن الواضح أن ترامب هو من يحتاج إلى اتفاق لا بوتين، ليحصل الأخير على فرصة للمطالبة بثمن مضاعف مقابل تنازلاته المحتملة.

ومع ذلك، فأنا متشكك للغاية بشأن إمكانية التوصل إلى تسوية طويلة الأمد بأوكرانيا في المستقبل القريب. والمقترحات التي طرحها ترامب لا تقضي على أسباب الحرب، كما أن تجميد العمليات العسكرية الناجحة على المدى الطويل ليس في مصلحة روسيا.

وبطبيعة الحال، هناك بعض المزايا التكتيكية للتجميد المؤقت بالنسبة لروسيا، لكن هذا التجميد لديه فرصة لأن يصبح مستداما، وهو ما يتعارض بشكل قاطع مع مصالح روسيا.

إلا أن هناك فخ بالنسبة لترامب، فقد كانت الحرب ضد روسيا تؤخر الانهيار الجليدي في شكل تفعيل عدد من الصراعات الأخرى في وقت واحد. وفي حال التجميد المؤقت لأحداث أوكرانيا، فإن المهمة الرئيسية لترامب ستكون الفصل زمنيا بين طرد الفلسطينيين والحرب مع إيران، وتجنب الحرب على جبهتين.

وبناء على سلوك إيران منذ أكتوبر 2023، فإن لدى ترامب فرصة جيدة لتأجيل الحرب الإسرائيلية الإيرانية حتى اكتمال تهجير الفلسطينيين، حيث كانت طهران حتى الآن ثابتة ومثابرة في جهودها لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة.

بالنسبة لخصوم الولايات المتحدة، فإن الهدف الرئيسي هو مضاعفة عدد الصراعات التي تشترك فيها الولايات المتحدة. فلا ينبغي لنا أن نسمح لترامب بالفصل بين الصراعات زمنيا، وحل المشكلات على التوالي. نحن بحاجة إلى جرّ الولايات المتحدة إلى أكبر عدد ممكن من الصراعات على التوازي. وفي هذا الصدد، سيعتمد كل شيء في الوقت الراهن على موقف مصر وإيران. وقد قدمت روسيا مساهمتها بالفعل. إن عنصر الوقت الآن هو السلاح الرئيسي والعامل الرئيسي في الحرب، والحكيم من يجيد استخدامه.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

هوية زوجة أحمد الشرع تُكشف أخيراً.. مفاجأة من محافظة يمنية غير متوقعة!

المرصد برس | 733 قراءة 

أمطار غزيرة وسيول جارفة تضرب عدن… تحذيرات رسمية للمواطنين

حشد نت | 483 قراءة 

محافظتين تمتنعان عن توريد الإيرادات إلى مركزي عدن

نافذة اليمن | 457 قراءة 

هجوم سيبراني جديد على مؤسسة تابعة للحوثي والإعلان عن تعطيل النظام بشكل كامل

تهامة 24 | 453 قراءة 

رفض الشعبي من أبناء المناطق الوسطى للمكون الجديد الذي أعلن عنه و يؤكدون عدم علاقتهم به

يمن فويس | 406 قراءة 

الريال يثبت أقدامه في عدن وسط إجراءات مشددة من المركزي.. سعر مفاجئ

مساحة نت | 372 قراءة 

عاجل.. حزب المؤتمر بصنعاء يجدد الولاء لعبدالملك ويعلن أنه لن يقيم أي احتفالية بمناسبة ذكرى التأسيس (بيان)

مأرب برس | 365 قراءة 

ابتداءا من اليوم الثلاثاء.. اسعار الرحلات البرية الى السعودية بالريال اليمني (ننشر الأسعار)

نيوز لاين | 360 قراءة 

سعر الريال السعودي في عدن وحضرموت اليوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025

المشهد العربي | 331 قراءة 

عاجل:انهيارات ارضية لاهم شارع بعدن(صور)

كريتر سكاي | 263 قراءة