في ظل تصاعد غير مسبوق للتوتر بين القاهرة وواشنطن، رجحت مصادر دبلوماسية مصرية تأجيل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة إلى أجل غير مُحدد، على خلفية الخلافات حول خطة ترامب لتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، والتي رفضتها القاهرة بشكل قاطع. ومن المُتوقع أن يُرسل مكانه وزير الخارجية بدر عبد العاطي لمواصلة الحوار مع الإدارة الأمريكية، وذلك بعد أن لعب دورًا محوريًا في نقل الموقف المصري الرافض للخطة خلال اجتماعاته الأخيرة في واشنطن .
—
♦️أبرز تداعيات الأزمة :
1. العلاقات المصرية-الأمريكية في أدنى مستوياتها:
– وصفت المصادر المصرية التوتر الحالي بأنه “الأعلى منذ ثلاثة عقود”، خاصة بعد تهديدات ترامب بقطع المساعدات عن مصر إذا لم تستجب لخطة التهجير، وهو ما اعتبرته القاهرة تهديدًا مباشرًا لاتفاقية السلام مع إسرائيل (1979)، حيث أشار دبلوماسي مصري: “وقف المساعدات يعني أن الاتفاقية بلا معنى”.
2. موقف مصر الثابت تجاه غزة:
– أكدت مصر رفضها القاطع لـنقل سكان غزة، مشددة على دعمها لحق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم وإقامة دولة مستقلة. كما أعلنت عن خطة شاملة لإعادة إعمار القطاع دون تهجير سكانه، مع التركيز على مشاركتهم في عملية البناء .
– حذَّر وزير الخارجية المصري من أن تنفيذ الخطة قد يُعيد إحياء الجماعات الإسلامية المتطرفة، مما يهدد الأمن القومي المصري والإقليمي .
3. الردود الأمريكية وتصعيد التهديدات:
– هدد ترامب علنًا بوقف المساعدات عن مصر والأردن إذا رفضتا استقبال اللاجئين الفلسطينيين، بل وربط ذلك بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إذا لم تفرج حماس عن الرهائن الإسرائيليين .
– واجهت الإدارة الأمريكية انتقادات لـ”تجاهل العواقب الأمنية” لسياستها، وفقًا لتحليلات إعلامية أمريكية .
—
♦️التنسيق الإقليمي ومواجهة الضغوط:
– تنسيق مصري-سعودي:
بدأت مصر والسعودية في تعزيز التنسيق المشترك لمواجهة الضغوط الأمريكية، خاصة بعد تصريحات نتنياهو المسيئة لكلا البلدين، والتي اعتُبرت مدعومة بـ”ضوء أخضر أمريكي” .
– دعم شعبي وسياسي:
أكدت إعلامية مصرية بارزة أن مصر تمتلك “موقفًا قويًا وظهيرًا شعبيًا صلبًا” لمواجهة الضغوط الدولية، مع وجود أوراق تفاوضية فعَّالة مثل خطط إعمار غزة والدعم العربي الموحد .
—
♦️مستقبل المفاوضات:
رغم الدعوة المفتوحة المتبادلة بين السيسي وترامب للزيارة، إلا أن القاهرة تُصر على أن أي حوار يجب أن يراعي الخطوط الحمراء المصرية، خاصة فيما يتعلق بملف غزة والحقوق الفلسطينية. وفي المقابل، لا تزال واشنطن تُمارس سياسة “العصا والجزرة”، مما يُعمق الفجوة بين الحليفين التقليديين .
🛑 الخلاصة:
الأزمة الحالية تُعيد تشكيل التحالفات الإقليمية، وتكشف عن هشاشة السلام المصري-الإسرائيلي في ظل سياسات أمريكية متقلبة. بينما تُظهر مصر تصميمًا غير مسبوق بالوقوف ضد رغبة امريكا ، حتى لو أدى ذلك إلى تصادم مع الحليف التاريخي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news