تحليل اقتصادي لاذع، كشف الخبير الاقتصادي وحيد الفودعي، الموالي لحكومة عدن عن فجوة كبيرة في المقارنات المُضللة التي يروجها مؤيدو التحالف السعودي-ا لإماراتي بين الأسعار في صنعاء وعدن، مؤكداً أن من يقارن بالريال السعودي يحرث في البحر، في إشارة إلى استحالة قياس الوضع المعيشي بعملة أجنبية وسط انهيار العملة المحلية في المناطق الخاضعة للتحالف.
وأوضح الفودعي في منشورٍ على “فيسبوك” أن سعر كيس الدقيق في عدن يُسجل 85 ريالاً سعودياً (ما يعادل 51 ألف ريال يمني)، بينما في صنعاء يصل إلى 100 ريال سعودي (بسعر صرف ثابت يُعادل 14 ألف ريال يمني فقط).
وأضاف: لو ارتفع سعر الريال السعودي في عدن إلى 2000 ريال يمني (بدلاً من 600)، فإن سعر الكيس سيصبح 170 ألف ريال يمني، بينما يظل في صنعاء 14 ألفاً فقط!.
وتساءل الفودعي: إذا كان الدقيق في عدن أرخص بالريال السعودي، فلماذا لا نعيش جميعاً بالسعودية؟، مُعلقاً بسخرية: لو صح هذا المنطق، لاعتزلت التحليل الاقتصادي وعُدت إلى بيتي!.
وأكد أن المقارنة الحقيقية يجب أن تكون بالعملة المحلية، لأن المواطن يُنفق ريالات يمنية، لا سعودية، مشيراً إلى أن التحالف يُدمر الاقتصاد عبر التضخم الجامح، بينما صنعاء تحافظ على استقرار نسبي رغم الحرب.
رغم الحصار الدولي والعدوان المستمر، تُظهر البيانات تَفَوُّقَ المناطق الخاضعة لـ الحوثيين (أنصار الله) في الحفاظ على قيمة الريال اليمني، حيث ظل سعر الصرف مستقراَ لسنوات عند نحو 534 ريالاً للدولار، بينما انهار في عدن إلى 2306 ريال، مما أدى إلى تضخمٍ كارثي في الأسعار.
وأشار الفودعي إلى أن هناك من يُصر على تزييف الوعي بإخفاء حقيقة أن اليمنيين لا يتقاضون رواتبهم بالريال السعودي.
وحذر الخبير من أن استمرار تجاهل تأثير سعر الصرف على القوة الشرائية للمواطن في مناطق التحالف سيؤدي إلى “ابتلاع ما تبقى من مدخرات اليمنيين”، مُستنكراً: حتى لو وصل سعر كيس الدقيق في عدن إلى مليون ريال يمني، سيظل البعض يُرددون أنه أرخص من صنعاء لأن سعره 85 ريالاً سعودياً.
وختم الفودعي منشوره بتوجيه رسالة قوية: نحن في اليمن، ولسنا في السعودية.. المُقارنة يجب أن تكون بالعملة التي نعيش بها، لا التي تُجهدون أنفسكم لترويج تبعيتها
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news