أجرى الحوار لـ”يمن ديلي نيوز” محمد العياشي
: في ذكرى مرور 14 عامًا على اندلاع احتجاجات 11 فبراير الشبابية الشعبية السلمية التي شهدتها اليمن يلتقي “يمن ديلي نيوز” نادية عبدالله وكيلة قطاع المرأة في وزارة الشباب والرياضة.
برزت “نادية عبدالله” في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء خلال العام 2011 كمصورة تحمل على عاتقها هم توثيق المظاهرات والانتهاكات التي رافقتها، متحدية المخاطر التي كانت تحيط بحاملي الكاميرا، بعد أن قادتها الصدفة لهذه المهنة.
عبر كاميرتها التقطت “نادية عبدالله” أكثر من نصف مليون صورة، نقلت من خلالها معاناة الشعب اليمني وروح النضال السلمي التي اتسمت بها 11 فبراير.
في هذا الحوار، تشاركنا “نادية عبدالله” بداياتها والتحديات التي واجهتها، ودور الشباب والمرأة في 11 فبراير، ودور الصورة والإعلام في تشكيل الرأي العام ودعم قضايا التغيير.
نص الحوار:
• كيف كانت بدايتك في توثيق أحداث 11 فبراير؟ وما الذي دفعك إلى تحمل مسؤولية توثيق هذه الأحداث التاريخية؟
طبعًا بالنسبة لي شخصيًا، أنا ما كنت مصوِّرة قبل الثورة، ولا كنت أحب التصوير ولا أحب أمسك الكاميرا نهائيًا. اللي حصل يمكن أقول إنه صدفة. حصل هجوم على بيتنا كان قريب من منطقة صغيرة، وكان لازم أصوِّر وأنزل الصور على صفحتي.
واحد من الشباب دلني على طريقة كيف أعمل إسمي على الصور عن طريق برنامج “فورمات فاكتوري”، كيف يسحب كَمًّا هائلًا من الصور بتكلفة، ويكتب الاسم على الصورة في أقل من ثواني. علمني كيف أستخدمه، كما علمني كيف أعمل ألبومات على الفيسبوك، وأنزل الصور.
كان هدفي شخصيًا أن أوثق كل يوم بيومه، كل مسيرة، كل اعتصام، وأنشرها بأكبر قدر ممكن كي نوصل رسالتنا للعالم بأن هذه الثورة سلمية ونحن مستمرين في دورنا. فتم التوثيق على هذا الأساس.
في البداية كانت فكرة أحد الأقارب “صوري وانشري”، وبعدها أصبحت هواية ورغبة حتى أصبحت أشعر أنه عمل إلزامي يحتم علي يوميا أقوم بالتصوير.
كانت من ضمن الأهداف نقل صورة الشهداء للعالم، وأن هؤلاء قُتلوا غدرًا من أجل الثورة السلمية.
الحمد لله، وثَّقت ما يقارب أكثر من نصف مليون صورة عن كل المسيرات والفعاليات والشهداء والجرحى، كل ما يمكن تصويره.
أنا فخورة جدًّا بهذا العمل وهذا النضال في الثورة الشعبية السلمية، وفخورة بالكاميرا وبكل صورة داخل ساحة التغيير. أعتبرها من أعظم الثورات اللي قام بها الشعب اليمني.
• واجهتِ العديد من التحديات أثناء توثيقكِ لأحداث 11 سبتمبر هل يمكن أن تشاركينا بأبرز المواقف التي واجهتِها وكيف تعاملتِ معها؟
طبعاً، من أهم التحديات وأبرز المشاكل التي تعرضنا لها أثناء الثورة هو إطلاق الرصاص الحي على المظاهرات. فقد تم الاعتداء على أكثر من مسيرة وكنتُ فيها، وسقط شهداء بسبب الرصاص الحي. فكانت هذه من أبرز التحديات، بمعنى أننا قد نتعرض في لحظة من اللحظات للشهادة، خاصة نحن أصحاب الكاميرات.
أذكر مرة في مسيرة كنا عند المستشفى الجمهوري، حيث قام الأمن المركزي بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.
كان معي طفل وقتها عمره حوالي 10 سنوات وهو ابن صديقتي. أول ما أطلقوا الرصاص، الطفل اختفى. التقيت به لاحقًا في الساحة، وقال لي: “أنا مجنون لأظل بجانبك وأنت معك الكاميرا؛ سيتم قنصك أول واحدة”.
هذا طفل صغير، لكنه فهم جيداً أن المصورين هم أكثر الناس استهدافًا، وكان حذرًا. هذا كان من أبرز التحديات. أذكر أيضاً في مسيرة مدارس الحياة التعرض لخراطيم المياه.
في تلك اللحظة كنتُ أحمل جهاز اللابتوب والكاميرا. كانت هناك الكثير والكثير من المواجهات التي تعرضنا لها في أيام الثورة الشعبية.
• كيف ترين دور الشباب في 11 فبراير، وهل تعتقدين أن الشباب اليوم يحملون نفس الروح التي كانت موجودة قبل 14 عامًا؟
الثورة قامت على الشباب، فهم كانوا الأبرز داخل الثورة الشبابية الشعبية السلمية، فهم وقود الثورة، وكانوا أساسًا من خرجوا إلى الساحات، وأغلبهم كانوا شباب المستقبل أو شباب الأحزاب وشباب المكونات الأخرى.
الشباب كان لهم دور عظيم داخل هذه الثورة وقدموا حياتهم من أجل ثورة 11 فبراير، واليوم الشباب يحملون نفس الهم ويقدمون حياتهم في جميع الجبهات دفاعا عن الجمهورية ضد الإمامة الحوثية يدافعون عن أهدافهم، أهداف ثورتهم الجمهورية. يحاولون استعادة الدولة.
تجد الشباب اليوم في جبهات مأرب، في جبهة مريس، في جبهة تعز، في كل الجبهات شباب يقدمون حياتهم، يناضلون من أجل الجمهورية، من أجل استعادة الدولة، من أجل الحرية والكرامة والدين والأرض.
روحهم في 2011 كانت مختلفة عن اليوم. في 2011، كنا نريدها سلمية، لا نريد إراقة الدماء، لكن للأسف مليشيات الحوثي مع تحالفها مع علي عبدالله صالح دفعت الناس وقتها في 2014 إلى الحرب والدفاع عن عرضهم، عن أموالهم، عن بيوتهم، عن جمهوريتهم ودولتهم.
دفعت الناس جميعًا إجباريًا لهذه الحرب الظالمة التي تسبب بها الحوثي وحلفاؤه. فتغيرت روح الشباب، لكنها تغيرت من السلمية إلى الحرب، لكن عزيمتهم لم تتغير، إرادتهم لم تتغير. بالعكس، ازدادوا إرادةً وقوةً ووعيًا، وأيقن الجميع.
نحن كشباب، ما كنا نستوعب كثيرًا مسألة الإمامة والحوثي في 2011. ما كنا نستوعب أهمية وقيمة ثورة 26 سبتمبر. ما كنا ندرك قيمة هذه الثورة العظمى ضد الإمامة.
كلنا كنا نقرأ عن الإمامة وما كانت تعنيه من جهل وفقر ومرض وغيرها من المفردات، لكنها كانت سطحية بالنسبة لنا.
اليوم، نحن الشباب عشنا خلال هذه السنوات العشر، والشعب اليمني عاش الإمامة بكل معانيها. ما معنى الإمامة التي يدعيها مجموعة أو سلالة، حقًا ما تعنيه.
اليوم الشباب تغيرت أفكار الشباب وأصبحوا أكثر وعيًا، وأصبحنا نعلم جميعًا كشباب والجيل الذي وراءنا، ماذا تعني الإمامة، وماذا تعني هذه الأفكار الظالمة الكهنوتية التي تخرج حتى عن الدين.
• كيف أثر توثيقك لأكثر من نصف مليون صورة على الرأي العام المحلي والدولي؟ وهل تعتقدين أن الصور كانت لها دور في تغيير مسار الأحداث؟
بشكل عام، التوثيق والتصوير لأي أحداث هو من أهم الخطوات لنقل أي حدث. لا يمكن أن يكون للحدث أثر كبير دون توثيقه ونشره. الحمد لله، فأنا فخورة جداً لأني ساهمت بشكل بسيط في نقل هذه الثورة الشبابية الشعبية السلمية ونقل صورتها السلمية للعالم، ونقل صور شهدائنا وجرحانا ليشاهد الجميع ما حدث.
في النهاية أعتبر أن الثورة حققت جزءاً كبيراً من أهدافها، بغض النظر عن الانقلاب المليشاوي، لكن الثورة في النهاية أدت إلى إسقاط رأس النظام وأنتجت المرحلة الانتقالية وأدت إلى مشاركة جميع المكونات على طاولة واحدة. الانتقال من الدولة المركزية إلى دولة اتحادية ولا مركزية هو من نتائج الثورة الشبابية الشعبية، وهذا كله غيّر وأسهم في تغيير طريقة الحكم.
أنا أشعر بالفخر لأنني كنت موجودة في هذه المرحلة وعملت على توثيق هذه الثورة الشعبية السلمية.
التصوير ونقل الأحداث من أهم الأعمال التي يجب أن تحدث في أي حدث أو في أي ثورة لتحقيق أهدافها. بالتأكيد، للتوثيق دور كبير بشكل عام، وليس فقط لتوثيقي أنا؛ فأنا نادية، مجرد مصورة فوتوغرافية.
كان هناك العشرات من القنوات والشباب الرائعين الذين نقلوا فيديوهات حصرية وقوية عن اعتداءات النظام السابق. لكن بشكل عام، التصوير مهم سواء كان فوتوغرافياً أو غير ذلك من أجل الأحداث والمساهمة في نجاحها.
• كامرأة، كيف كان دورك في احتجاجات 11 فبراير مختلفًا عن دور الرجال؟ وهل واجهتِ تحديات إضافية بسبب كونك امرأة؟
طبعًا للمرأة اليمنية دور كبير جدًا في ثورة 11 فبراير. قدمت وظهرت بشكل مختلف تمامًا، بالذات في ثورة فبراير التي كانت عملًا سياسيًا بامتياز.
في هذه التطورات، تمكنت المرأة اليمنية من البروز بشكل ملفت للنظر أكثر بكثير مما كان عليه في الفترات السابقة. كانت المرأة اليمنية، بالنسبة للقوى السياسية مثلًا، قبل 11 فبراير مجرد صوت انتخابي يتم الاحتياج له خلال فترة الانتخابات. لكن في 2011، ظهرت المرأة في الساحة بقوة، حيث شاركت في المسيرات الكبيرة وشاركت إعلاميًا، وفي المستشفى الميداني، وفي اللجان الأمنية والحراسة.
قامت بالكثير من الأعمال خلال ثورة 11 فبراير، حيث كانت الحقوقية، والمحامية، والطبيبة، والمشاركة السياسية والإعلامية في كافة المجالات.
بعد الثورة، حققت المرأة اليمنية إنجازات كبيرة، حيث دخلت الحوار الوطني بنسبة 30% لأول مرة، وأجبرت جميع الأحزاب على ترشيح 30% من قوائمها من النساء. كان تواجد المرأة اليمنية داخل الحوار الوطني ملحوظًا ولافتًا، حيث بلغت نسبة تمثيل النساء حوالي 29% من أعضاء الحوار الوطني. فكان عام 2011 حافلًا بالإنجازات للمرأة، حيث شاركت بقوة وحضور ملفت، وكأن الثورة ردت الجميل للمرأة اليمنية وحققت إنجازات كبيرة في تلك الفترة.
• بعد مرور 14 عامًا على 11 فبراير وبعد كل هذا المخاض الذي نعيشه، إذا عاد الزمان بك إلى 2011 هل ستذهبين لتوثيق أحداثها؟
نعم، بكل سرور. يعني، أنا فخورة بمشاركتي في هذه الثورة الشبابية الشعبية السلمية. فخورة بمشاركتي في الحوار الوطني الذي تم بعد هذه الثورة. خروجنا إلى الشارع لم يكن ترفًا، كان له أسبابه ومعطياته، وكان يجب أن نخرج قبل 2011 وليس في 2011.
ما وصلنا إليه اليوم من أحداث ليس بسبب 2011، وإنما 2011 سرعت بالأحداث فقط، والحوثي كان سينقلب على الدولة في 2014 أو بعده. السلالة الهاشمية كانت مخترقة للأسف نظام صالح بالكامل. من حول علي عبد الله صالح كانوا هم من حرّضوه على إقحام الجيش الوطني أو تفكيك الجيش الوطني الثوري الذي أُنشئ بعد ثورة 26 سبتمبر.
نعرف جميعًا والكثير يعلمون، أن هناك الكثير من الأفلام الوثائقية والأسرار التي خرجت من تلك المرحلة والحروب الست مع ميليشيات الحوثي. الدعم كان يصل لهذه الميليشيات من نظام صالح بشكل كبير جدًا.
كانت السلالة الإمامية مخترقة للدولة بشكل كبير جدًا، وموغلة في النظام وحتى حول علي عبد الله صالح ذاته. من كانوا حوله هم أكبر دليل على ذلك. تلك القيادات التي كانت حول علي عبد الله صالح كانت في النهاية قد وقفت مع الحوثي وانقلبت معه إلى اليوم. بالذات منهم ينتمون إلى السلالة الهاشمية.
الانقلاب كان سيحدث. 2011 هي التي كشفت وقربت الأحداث أكثر وأكثر. وفي النهاية ستنتصر هذه الثورة، حتى لو تأخرت. وحتى لو دخلنا في انقلاب وثورة مضادة للأسف دعمتها بعض القوى الخارجية، منها إيران، لكن هذه الثورة الشبابية العظيمة ستنتصر في يوم من الأيام.
رأينا جميعًا انتصار الثورة السورية، وسنرى بإذن الله انتصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن. ستعود اليمن أفضل بكثير مما كانت عليه قبل الثورة. لن أندم أبدًا على مشاركتي في هذه الثورة العظيمة، ولو عاد الزمن لكنا عدنا، لأنها كما قلت لها أسبابها ومعطياتها التي جعلتنا نخرج، ليس في 2011 وإنما قبل 2011.
• ما هي الرسالة التي تودين توجيهها لمن يحلمون الآن بالتغيير وبناء مستقبل أفضل للبلاد؟
الاستمرار في العمل من أجل الوطن. لا يمكن أن تأتي الحقوق بسهولة، فالحرية والتغيير يتطلبان بذل جهد كبير ويتطلبان تضحية ودفاع، وهذا يعني القتال. نحن اليوم في حرب منذ عشر سنوات ويجب أن ننتصر فيها. يجب أن نحرر صنعاء وصعدة، وعلينا أن نتخلص من هذه الميليشيات السلالية لتحقق البلاد التغيير نحو الأفضل.
لن يتغير الحال من الخارج، ولن يأتي أحد ليساعدك على تحرير وطنك. نحن أبناء الوطن ويجب أن تكون لدينا ثقة عالية بأنفسنا لنغير بلادنا ومستقبلنا ومستقبل أولادنا. لا سبيل سوى العمل الجاد لتجنب المعاناة والغربة. الغربة تعني الذل، فإذا كان لديك وطن محطم فستشعر بضعفك، حتى لو كنت في الغربة، وذلك لأن وطنك ضعيف.
يجب أن نستعيد وطننا ونعيش بكرامة، سواء كنا داخل الوطن أو خارجه. نحن الجيل الحاضر، ويجب أن نعمل من أجل أن يعيش أولادنا وأحفادنا بكرامة. يجب أن نستعيد وطننا وجمهوريتنا وأن نغير حال البلاد، وهذا بأيدينا نحن كشعب يمني وكشباب يمنيين، وليس بيد أي أحد آخر.
• هل ما زالت نادية عبدالله تؤمن بأن 11 فبراير ستحقق أهدافها؟
مهما طال الزمن، ودائمًا نقول الأيام أو السنوات من عمر الإنسان طويلة، لكنها من عمر الشعوب قصيرة. هذه ثورة عظيمة وستحقق أهدافها. اليوم شباب الثورة موجودون في جبهات القتال، جبهات المقاومة والكرامة والعزة، يدافعون عن اليمن وعن الجمهورية وعن اليمن الاتحادي وعن الأقاليم، وعن عرضهم وعن أنفسهم وعن دمائهم وعن أموالهم وعن دينهم أيضًا.
اليوم لا يزال شباب الثورة حاضرين. كنا نريدها سلمية، لكن أُجبرنا للأسف من قبل علي عبد الله صالح ومن تحالف معه، والحوثي ومن تحالف معه، أُجبرنا للأسف على حمل السلاح.
• كيف تنظر نادية عبدالله إلى دور الصورة والإعلام في تشكيل الرأي العام ودعم قضايا الشباب والمرأة؟
بطبيعة الحال، لقد تناولت هذا الموضوع من قبل. دور الصورة والإعلام في تشكيل الرأي العام لا يمكن أن يحقق نجاحًا لأي فعالية أو ثورة أو أي شيء آخر دون وجود إعلام ينقل الأحداث. ما الذي دفع الناس للانضمام إلى الثورة إلا عندما نشرت في الإعلام أخبار تفيد ببدء الشباب بحراك فوري في ساحة التغيير، فتبعه الشعب بعد ذلك.
يُعتبر الإعلام عنصرًا أساسيًا ومهمًا جدًا في نقل الأحداث وتأييدها. بعد جمعة الكرامة، تصاعد الانضمام للثورة ليس من قبل الشعب فقط، بل حتى الجيش انقسم إلى نصفين، وهذا يعود لفضل الإعلام في نقل ما حدث في ساحة التغيير في ذلك اليوم المأساوي عندما قُتل الشباب بالرصاص. للإعلام دور مهم جدًا في دعم جميع القضايا، سواء كانت خاصة بالشباب، بالمرأة، أو بالشعب ككل.”
• صورة التقطتها نادية عبدالله وأحدثت حراكا وتأثيرا أوساط المجتمع؟
ما اذكر. صورت صور كثيرة ولا تسعفني الذاكرة الآن بعد عشر سنوات لاستذكارها. ما يقارب نصف مليون صورة. فكرت بتوثيق كل الصور التي صورتها لكن عاهدت نفسي ألا أعمل هذا العمل إلا بإذن الله بعد انتصار الثورة وتحقيق أهدافها وأنا على ثقة أن تنتصر الثورة وتحقق أهدافها ووقتها سأعمل على توثيقه هذه الصور صور اتوقع بكتاب يعني
• مالذي تخبئه نادية عبدالله للأيام القادمة في حياتها المهنية؟
الاستمرار يعني بالنسبة للحياة المهنية، لا زالت مستمرة في مهنتها الحالية كوكيلة لقطاع المرأة في وزارة الشباب والرياضة، ولا زلت أعمل جاهدة من خلال منصبي ووظيفتي الحكومية على تقديم ما يمكنني تقديمه للمرأة اليمنية.
• رسالة أخيرة للشباب والمرأة؟
رسالة أخيرة للشباب والمرأة: بالنسبة للشباب، يجب أن ندرك أننا جميعا شباب، ويجب أن نناضل من أجل استعادة دولتنا وسعادة الجمهورية. علينا أن نكافح من أجل بناء وطن ليس فقط من أجلنا، بل أيضا من أجل أبنائنا والأجيال القادمة، حتى لا ندخل قائمة العار. لقد مزقنا وطننا وتركناه في هذه المرحلة، فيجب أن نستعيد بلادنا ونعمل على استعادة الوطن والجمهورية وبناء اليمن الجديد.
أما رسالتي للمرأة اليمنية، فقد قدمت الكثير والكثير منذ عام 2011 ولا زالت تناضل حتى اليوم. رغم كل ما تعانيه، فإن المرأة اليمنية هي أكثر من يدفع الضريبة في هذه الحرب الظالمة. فهي تتحمل المسؤولية الاجتماعية والاقتصادية، حيث فقدت العديد من النساء عائلاتهن في هذه الحرب. حتى في مناطق سيطرة الحوثي، أصبحت المرأة تتحمل كامل المسؤوليات الأسرية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، بسبب غياب الرجال. تعاني المرأة اليمنية كثيرا، فهي اليوم نازحة وشهيدة وجريحة ومسجونة. هناك نساء بالعشرات في معتقلات الحوثي، وآلاف النساء في الخيام مشردات ونازحات. فالمرأة اليمنية تدفع ضريبة غالية جدا في هذه الحرب، ولا زالت تدفع. ولكن يجب ألا نيأس، ويجب أن يكون لدينا الأمل. لقد انتصرت الثورة السورية بعد 50 سنة من النضال ضد بشار الأسد وحافظ الأسد، وأنا على ثقة بأننا سننتصر على هذه السلالة الطائفية الكهنوتية الإمامية التي انتصر عليها أجدادنا في عام 1962. واثقون بأننا سننتصر عليها في الشهور والسنوات القادمة، بإذن الله. لن تستمر هذه الطائفة في حكم اليمنيين ودوس رقابهم، بل سنتخلص منهم قريبا.
مرتبط
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news