المهرة.. اجتماع موسّع يدعو إلى وحدة الصف ورفض عسكرة المحافظة والتدخلات الخارجية

عقد في محافظة المهرة، اليوم الثلاثاء، اجتماع موسع  برعاية السلطان محمد آل عفرار، رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى، بحضور مشايخ وأعيان وشخصيات اجتماعية وسياسية، لمناقشة الأوضاع الراهنة في المحافظة والتحديات التي تواجهها. 

وفي اللقاء الموسع أكد رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى السلطان محمد عبدالله آل عفرار على أهمية وحدة الصف والكلمة بين أبناء محافظة المهرة، ورفض أي مشاريع أو مخططات تستهدف أمنها واستقرارها.

وقال السلطان آل عفرار  إن هذا اللقاء يجسد قيمنا الأصيلة في التكاتف والتعاون والتضامن، وحرصنا المشترك على حماية أرضنا وهويتنا، والحفاظ على أمننا واستقرارنا.

وأضاف"إننا في هذه اللحظات المهمة نؤكد على موقفنا الثابت تجاه القضايا المصيرية التي تهم المهرة وأهلها، ونعبر عن تطلعاتنا وآمالنا في مستقبل أكثر إشراقًا، يسوده البناء والتنمية والتكافل، ونرفض كل أشكال الطائفية وما تؤدي إليه من منزلقات خطيرة تؤجج الفوضى والانقسام، وتهدد النسيج الاجتماعي، وتنشر التطرف والإرهاب، وإن هذه الظواهر الخطيرة يجب علينا جميعًا التيقظ لها، والاحتراز منها، والوقوف بإرادة مهرية خالصة لمواجهتها، والتصدي لكل القوى التي تحاول النيل من ارضنا.

وخاطب السلطان الحاضرين بقوله "وإنني أخاطبكم اليوم، ومن خلالكم أوجه رسالتي إلى المجتمع المهري بكل أطيافه الاجتماعية والسياسية والثقافية، لأعبر عن بالغ تقديري واعتزازي بتفاعلكم المستمر، ونضالكم الدؤوب من أجل رفعة وعزة وكرامة كل مهري حر شريف، يرفض التدخلات السافرة في الشأن المحلي، ولا يقبل بملشنة الحياة وعسكرتها بتوجيهات وإملاءات خارجية، تسعى للسيطرة على مقدرات المهرة واحتلالها بأساليب ملتوية، بعد أن فشلت تلك القوى الغاشمة في احتلالها بشكل مباشر.

وتابع: ومن هنا، نبعث برسالتنا صريحة وقوية وواضحة: لن نقبل المساس بذرة من تراب أرضنا، ولن نسمح أن تكون المهرة موطئ قدم لغرباء يسعون لنشر خطاب التطرف والإرهاب، الذي يعد الخطر الداهم الذي يجب إخماده في مهده.

وأكد آل عفرار  على رفض أبناء المهرة القاطع لأي مشاريع تجنيد ذات طابع طائفي أو فئوي، تسعى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي. 

وحمّل آل عفرار المجلس الرئاسي والتحالف السعودى والإماراتي والسلطة المحلية المسؤولية الكاملة عن تبعات هذه الممارسات التي لن ينتج عنها سوى الفوضى والانقسام، مؤكدًا أن المهرة ليست ساحة لتجارب والفتن ولا ساحة لتصفية الحسابات.

وأضاف رئيس المجلس العام أن محافظة المهرة، بقبائلها العريقة، ووجاهاتها الاجتماعية، ومشايخها وأعيانها، هي الركيزة الأساسية في الحفاظ على التلاحم والتكاتف لتحقيق الأمن والاستقرار، وجعل أرضنا المهرية خالية من أي قوى إرهابية تسعى للنيل من لحمتنا ووحدتنا. 

ودعا الجميع إلى توحيد الصفوف، والعمل يدًا بيد لمواجهة كل من يحاول زعزعة أمن واستقرار محافظتنا، أو المساس بتماسك نسيجها الاجتماعي.

وأكد السلطان محمد على رفض أي وجود عسكري أجنبي داخل المحافظة، باعتبار المهرة أرضًا يمنية ذات سيادة. كما أكد على ضرورة احترام إرادة أبناء المهرة في إدارة شؤون محافظتهم، ورفض أي تدخلات من أي جهة كانت تسعى لفرض واقع جديد لا يتماشى مع تطلعات أبناء المهرة.

كما دعا السلطان محمد آل عفرار إلى انعقاد مؤتمر وطني جامع لكل أبناء المحافظة، للوقوف أمام الواقع، ومناقشة التحديات التي تواجه المهرة نتيجة التدخلات الخارجية.

وأكد على ضرورة العمل المشترك من أجل تجاوز معوقات البناء والتنمية، والسعي لرفع المعاناة عن كاهل المجتمع المهري، داعياً جميع أبناء المحافظة إلى تحمل المسؤولية بروح وطنية صادقة، والعمل يدًا بيد لبناء مستقبل مشرق لأبناء المهرة، بعيدًا عن التدخلات الخارجية والصراعات التي لا تخدم إلا أجندات مشبوهة.

و أكد المجتمعون في بيانهم على وحدة الصف بين أبناء المهرة، ورفض أي مشاريع تستهدف أمن واستقرار المحافظة أو النيل من نسيجها الاجتماعي.

كما شدّدوا على رفض أي وجود عسكري أجنبي داخل المهرة، مؤكدين على أنها أرض يمنية ذات سيادة، ورفض أي محاولات لفرض أجندات خارجية لا تخدم أبناء المحافظة.

ودعا البيان إلى عقد مؤتمر جامع لأبناء المهرة تحت رعاية المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى، بهدف تعزيز الوحدة وتوحيد المواقف تجاه القضايا المصيرية. 

كما أكد على أهمية الدور المحوري للمجلس العام كمرجعية لأبناء المهرة، ودعا جميع الأطراف إلى الالتفاف حوله.

وندد المجتمعون بالخطاب الديني الطائفي والمذهبي المتشدد، وحذروا من مخاطره على السلم المجتمعي، ودعوا إلى تعزيز ثقافة التسامح والاعتدال.

وطالب المجتمعون بتحسين الأوضاع الاقتصادية والخدمية في المحافظة، والضغط على الجهات المعنية للوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين.

وشدّد البيان على ضرورة احترام إرادة أبناء المهرة في إدارة شؤون محافظتهم، ورفض أي تدخلات خارجية، وأكد على أهمية احترام العادات والتقاليد القبلية الراسخة، ودعا الجميع للالتزام بها وتعزيزها.

وفي ختام بيانهم، أكد المجتمعون على أهمية تكاتف جميع أبناء المحافظة لحماية المهرة من أي تهديدات، والعمل بروح المسؤولية الوطنية للحفاظ على السلم المجتمعي وتحقيق التنمية والاستقرار.