يصادف غدا الذكرى الرابعة عشرة لما يسمى “ثورة 11 فبراير” أو كما يصفها كثيرون بـ”نكبة اليمن” عقب انقلاب الإخوان على أحلام الشباب وهدم البلاد.
فبعد 14 عاما على انتفاضة الشباب بحثا عن واقع أفضل يحقق تطلعاتهم، مرت هذه الذكرى باهتة وعض الكثيرون أصابع الندم لما آل إليه وضع اليمن من كارثة إنسانية أدخلت البلد في حرب طاحنة إثر أطماع الإخوان ومليشيات الحوثي الإرهابية وأجنداتهم الخارجية.
ورغم أن مليشيا الحوثي كانت أكثر المستفيدين من هذه النكبة التي عصفت بالنظام الجمهوري إلا أنها تجاهلت إحياءها كعادتها وذهبت للتهنئة والاحتفال بالذكرى الـ46 لثورة الخميني الإيرانية، التي تتزامن مع 11 فبراير/شباط باليمن وذلك ضمن مساعيها لتكريس التبعية لطهران.
أما إخوان اليمن الذين جنوا ثمار 11 فبراير، وتسببوا بنهر من دماء الشباب فأحيوا المناسبة من عقاراتهم واستثماراتهم الخاصة خارج البلد، وبعضهم خرج يلوك خطابات الكذب والوعيد كالناشطة الإخوانية توكل كرمان المقيمة في تركيا، والتي ما زالت تبث سموم الفرقة والكراهية وتتجاهل مآلات ومآسي بلدها.
حيث خرجت عشية الذكرى في خطاب يهاجم “النادمين على الثورة” وآخر ضد ما تسميه “الثورة المضادة” وهي ثورة لا توجد إلا في مخيلة كرمان التي لا تزال بعد 14 عاما ترفض الاعتراف أنها وجماعتها كانت سبب الحرب وإشعال الحرائق وتعبيد الطريق أمام مليشيات الحوثي.
وعلى النقيض من ذلك، درج الكثير من اليمنيين على توصيف 11 فبراير بـ”النكبة”، لتضرر وتشرد الملايين إثر سقوط النظام، وتهاوي مؤسسات الدولة، وتحول الحياة إلى جحيم لا يطاق تحت تأثير انهيار الاقتصاد والحرب الحوثية المتواصلة لأكثر من عقد.
وهناك قسم ثالث ينظر لـ11 فبراير باعتباره درسًا لنسيان الماضي بين المكونات والقوى اليمنية الفاعلة على الأرض، والتي يستدعي منها الاصطفاف لاستعادة الدولة من قبضة الانقلاب المدعوم إيرانيًّا.
أما جنوبًا، فخص الجنوبيون، وتحديدًا المجلس الانتقالي، الرافعة السياسية للقضية الجنوبية، يوم 11 فبراير كمناسبة من كل عام لإحياء يوم الشهيد الجنوبي والتعهد بأن تضحياتهم لن تذهب سدى.
نكسة كبرى
ويقر الكثير من الشباب الذين شاركوا في أحداث 11 فبراير/شباط 2011، أن ما بات يعرف بـ”ثورة الشباب” كانت نكسة كبرى أسقطت النظام وفشلت في إدارة الدولة، ودفعت البلاد نحو حرب طاحنة لا تزال مليشيات الحوثي تجني ثمارها الكاملة.
ولهذا، أصبح الكثير من الشباب ينظرون لـ11 فبراير كمناسبة لمراجعة أخطاء الماضي، والعمل من أجل استعادة البلاد من قبضة المشروع الإيراني، باعتبارها النقطة الحاسمة التي يجمع عليها اليمنيون.
وهذا ما كتبه متحدث المقاومة الوطنية العميد الركن صادق دويد، من ضرورة تجاوز حالة الانقسام والتشظي الذي تسببت بها أحداث 11 فبراير/شباط 2011.
وقال دويد على حسابه بمنصة “إكس” للتواصل الاجتماعي: “من يسعى لاستمرار حالة التشرذم والتشظي في اليمن، وبقاء العاصمة صنعاء تحت سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية، فعليه التمسك بالماضي والبقاء أسيرًا للانقسامات”.
وأضاف: “من يستسيغ مشاهد الشتات والتشرد التي يعيشها ملايين اليمنيين في شتى أصقاع الأرض، فما عليه سوى التشبث بالماضي، والبقاء أسيرًا لخنادق الانقسام الجمهوري التي أضاعت الدولة وسلّمتها ومؤسساتها لكهنة العصر”، في إشارة للحوثي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news