يبدو أن هناك صراع خفي بين شركتي بترومسيلة الوطنية باليمن، وجنة هنت الأمريكية للسيطرة على القطاع النفطي 5 في محافظة شبوة، على الرغم من البيانات الإعلامية بإنهاء القضية وتسليم القطاع للمشغل الأمريكي كطرف بديل.
وشهدت الأيام الماضية صراع محتدم بين الشركتين للسيطرة على إدارة القطاع، حيث يسعى كل طرف لفرق قراراته باعتباره المشغل الرسمي.
وكشف الخبير الجيولوجي والنفطي عبد الغني جغمان عن صراع محتدم بين شركتي بترومسيلة وجنة هنت شهدته الأيام القليلة الماضية، حول السيطرة على القطاع النفطي رقم 5 في محافظة شبوة، محذرا من الزج بالمهندسين والفنيين وموظفي القطاع في أي تجاذبات سياسية أو إدارية.
وقال جغمان في منشور على صفحته في فيسبوك: إن “الأيام الماضية شهدت معركة كبرى بين شركتي بترومسيلة وجنة هنت، حيث يسعى كل طرف لفرض قراراته باعتباره المشغل الرسمي للقطاع 5”.
وأضاف أنه “بينما تتخذ بترومسيلة إجراءات انتقامية بحق بعض الموظفين، شملت الفصل والتهديد، تحاول جنة هنت التعامل دبلوماسيًا دون إجراء تغييرات جوهرية، مستندة إلى نجاح كادرها الفني والهندسي في إدارة القطاع (5) على مدار السنوات الماضية”.
ودعا جغمان إلى “ضرورة تجنيب المهندسين والفنيين وموظفي القطاع أي تجاذبات سياسية أو إدارية، وترك الناجحين يؤدون عملهم بعيدًا عن التدخلات غير المهنية”، مشيرا إلى أن استبدال الكفاءات بموظفين غير مؤهلين ذوي خبرات محدودة، في إدارة قطاعات أخرى لن يؤدي إلا إلى تدمير القطاع وإرباك عمليات الإنتاج الذي قد بدأت بوادرة تظهر على السطح وبقوة”.
وختم منشوره بالقول: “يبقى القانون والاتفاقيات السارية أقوى من أي محاولات فرض الأمر الواقع. وإن لم تُحترم هذه الأطر القانونية، فقد يكون مصير القطاع التوقف التام، وحينها سيكون الفصل في المحاكم الدولية”.
وكان من المقرر أن تتسلم شركة جنة هنت مع مطلع العام القادم 2025 القطاع النفطي رقم (5) بمديرية عسيلان محافظة شبوة (جنوب اليمن) بناء على مذكرة صادرة عن الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعدنية.
وكانت شركة “بترومسيلة” الوطنية لإنتاج النفط الخام تسلمت في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021م للقطاع الخامس بمحافظة شبوة من الشركة الأمريكية “جنة هنت” المشغلة للقطاع في حينها.
طبقا لمذكرة صادرة عن الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية إلى الشركاء الأعضاء فإن الشركة عقدت اجتماعاً في 18 نوفمبر الجاري للجنة التشغيل (الشركاء ووايكوم)، للنظر في تعيين مشغل بديل بعد تسلمها خطاب استقالة بترومسيلة مطلع الشهر الجاري.
وفي الاجتماع تم الاتفاق على اختيار مشغل بديل، أخذا بالاعتبار رسالة شركة “جنت هنت” بتاريخ 11 نوفمبر 2024 الذي عرضت فيه تولي دور المشغل، بالإضافة إلى سجلها مع القطاع 5 وخدماتها المميزة السابقة للقطاع 5 تم الموافقة على ذلك بناء على تصويت الأغلبية.
شركة هنت
وشركة جنة هنت، إحدى الشركات التابعة لشركة النفط والغاز الأمريكية المستقلة “هنت أويل” ومقرها في تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية.
والنشاط الرئيسي للشركة هو إنتاج النفط في الولايات المتحدة وكندا واليمن، كما تشارك أيضا في مشاريع إنتاج الغاز الطبيعي المسال في اليمن (اليمن للغاز الطبيعي المسال).
في العام 1981م أسفرت المفاوضات بين الحكومة اليمنية في شمال البلاد وشركة هنت الأمريكية على التوقيع على اتفاقية المشاركة في الإنتاج في القطاع 18 بمنطقة مأرب / الجوف.
وفي 1984 بدأ نشاط حفر الآبار في منطقة (ألف) بمحافظة مأرب ليتم على إثر ذلك اكتشاف النفط لأول مرة في تاريخ اليمن الحديث، ليتم الإنتاج عن النفط بهذا الحقل عام 1986م.
وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2005 تسلمت شركة صافر اليمنية لاستكشاف وإنتاج النفط تشغيل القطاع 18 بمنطقتي مأرب والجوف، بعد احتكارها القطاع النفطي منذ توقيع اتفاقية التشغيل مع الحكومة اليمنية في الثالث من سبتمبر/ أيلول 1981.
وباستلام شركة صافر النفطية للقطاع 18 فإن النفط المستخرج من القطاع والبالغ 75 ألف برميل في اليوم سيعود بكامله لأول مرة لليمن, دون أن تشاركها في ذلك أي جهة.
القطاع النفطي (5)
في عام 1996، تمكنت مجموعة من شركات الطاقة بقيادة شركة جنة هنت النفطية من اكتشاف أكبر احتياطات نفطية في محافظة شبوة، وكان الاكتشاف في القطاع 5، الذي يقع في منطقة وادي جنة من مديرية عسيلان الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من المحافظة.
وبلغ إنتاج هذا القطاع ذروته بأكثر من 65 ألف برميل يومياً عام 2000، وانخفض تدريجياً إلى حوالي 17 ألف برميل عام 2012.
وتشارك الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعادن يوكوم المملوكة للدولة، والشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية (كوفبيك) بشكل رئيسي في القطاع 5 بحصة قدرها 20 بالمائة لكل منهما، في حين تتقاسم شركات توتال وإكسون موبيل وجنة هنت ونيوكو انتربرايزز الحصة المتبقية من القطاع 5 بنسبة قدرها 15 بالمائة لكل منها.
ويعتبر القطاع النفطي 5 الأعلى إنتاجا للنفط في محافظة ويحتوي على خمسة حقول نفطية، كان يجري تشغيله بواسطة شركة بترومسيلة.
ويحتوي القطاع 5 على احتياطي كبير من الغاز الطبيعي المسال الذي لم يتم استغلاله بعد، وبانتظار الاستثمار والاستخراج.
وبحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن اليمن لديه احتياطيات مؤكدة من الهيدروكربونات تقدر بنحو 3 مليارات برميل من النفط الخام و17 تريليون قدم مكعب من الغاز.
ووفقاً لشركة تحليلات البيانات (Kpler)، كانت الصادرات الأخيرة متغيرة للغاية، حيث وصلت إلى 88 ألف برميل في اليوم في فبراير 2021، وانخفضت إلى 15 ألف برميل في اليوم في مايو الماضي قبل أن تنتعش مجددا في يونيو الماضي.
وكانت عائدات اليمن من صادرات النفط الخام سجلت ارتفاعا ملحوظا في 2021، هو الأول من نوعه منذ سنوات، حيث بلغت 1.418 مليار دولار مقارنة بنحو 710.5 مليون دولار في 2022، وفق تقرير صادر عن البنك المركزي اليمني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news