علم من اعلام الشعيب .. الشاعر محمد عبدالله أبوبكر السقلدي

بقلم : علي محمد اسعد قحطان

قريتي لم تعد كما كانت !!!!!

نعم قريتي لم تعد كما كانت قالها بحسرة وحزن والم قبل عقدين من السنين حينما كنت التقيه في قريته قتد بالشعيب سالته هل تقصد بخال أشعل حبه سيجارة واخذ نفسا منها ونظر الي وقال نعم بخال وغيرها شاركته هذا الانطباع فانا ابن القريه ومازلت اعيش في القرية.

واردف الشاعر محمد عبدالله السقلدي قائلا كانت القرية ذات أبعاد انسانية الكل يعرف الكل لم يكن المال ضروريا وانت تسكن القريه كان البعض للبعض كان هناك بساطة وتضامن وحياة الدخان يعلو من مصاعد البيوت من حطب الشعاب وأمام كل بيت صفوف وجدران من الحطب تتفاخر النساء في نوعيه ورصه وأمام كل بيت احواش للابقار والاغنام والدجاج..

كان الفجر موعدا للقيام للجميع كان صوت إلديك اعلان ان الفجر حل والصباح أشرق وكانت الأرض تزرع وتخضر واصوات الرعيه من كل جانب والله وراء كل هذا الخير بالأمطار والخير وكانت الاسره المعول لكل هذا لا أدري ما حل بنا ؟

كان اللبن والسمن والعجول والحبوب والماء من خير الله في أرض قريتي وكنا نخلص النية والعمل فيجزينا الله نظير عرقنا واليوم لا أدري ماذا حل بنا هجر الناس القرية واصبحت موحشة قاحله هجر الناس تربية الماشيه والزراعة وتركت النساء العمل بل لم أعد اعرف أطفال القريه بل أطفال جيراني سادت الاسوار تخنق الأيدي والقلوب والعيون ونبتت الأعشاب الضارة بالأرض التي كانت مخازن العيش باتت النساء تلد في المستشفيات وبعمليات قيصريه وصار الشاشة والجوال بدل الدفتر والمدرسة والحقل والمحجر.

لم تعد القرية كما عهدناها فقط بقيت المقابر نتزاحم إليها زرافات ووحدانا نملك جميعا جزء في عقولنا عن القرية التي كانت في طفولتنا اشتهينا الهجرة الداخليه في اغتراب الروح متعللين بالتحضر والمدنية مفهوم التثليث انا وانت وهم اصبح انا وبعدي الطوفان اصبحنا مرضى بأمراض العصر بسبب تركنا فعل نزرع وناكل من أرضناتركنا الاهتمام بالبيئة

عبر الشاعر محمد عبدالله السقلدي عن جيل كبر سنه وشاهد وعاش بين ظهراني الأرض والانسان في حله وترحاله معبرا عن حال الدنيا قائلا : ماشي معي هاجس ولا قلبي نفس ولا حليلة ذي تقول اقوالها للبحر قاعه بأن والساحل يبس كيف المراكب با تنوس احمالها.

وقال مخاطبا المجتمع : يا هاجس ابدع قل لهذا المجتمع يرى ويسمع كل ما حوله يدور لحد يقع نايم مدفا بالرقع لما نقع مابين لحدي والنسور .

وقال في الحياة

لو تسقط السبع الشداد الرافعة ما همني والله ما هيه لي برأس ما دام نفسي من هواها قانعة والقلب مثل النفس قاطع كل ياس

هو شاعر مجيد واكثر من ذلك حكيم في حياته ولسانه ، من أجمل ماقال "ضايقتني الدنيا وانا ضايقتها ما بدي احمل منها نقده ولوم وكذبتني بعدما صدقتها وانا وياها بالشريعة كل يوم" .

لقد جعل الدنيا مواز موضوعي لعقلية الإنسان اللاهث وراءها لكنه هو تغلب عليه وعلى مشاكلها وفلسفته لها أن تحداها بعدل وعدم طمع كي يفوز بالآخرة خير من الدنيا واحسب انه ترك ذكرا واثرا تجلياته معاشة في حيوات من كان لهم سندا وعونا في الرزق والعيش والمعاش وخير دليل أجيال من المغتربين الذين سافروا في طلب الرزق بمساعدته بعد الله تعالى ، وقد كان صادقا وصاحب رأي لا يهادن او يماري احد وقد وضح ذلك في زامله التالي قائلا :

الصدق والعفة سلاحي للأبد ولما انتقل لا القبر جثة هامدة لو يربطوا جيدي بحبل من مسد عندي هدف واحد وكلمة واحدة.

وقال في السلا والشوق

حب السلا والقلب حقي مسكنه ووسط قلبي سيت له بوته وبيت حتى ولا الايام جتني محزنه ما با يرد الدمع حزني لا بكيت ..

وفي القومية العربية ومصر وكانها قراءة حال لما يحصل الان للأمة العربية ومصر تبكي الان قائلا :

يا مصر ذي بيدش مفاتيح السويس كنا على مصرع فتحتي مصرعين لا تحسبيها من قصص ليلى وقيس لا بد ما تبكي بكا من كل عين .

رحم الله شاعر -! كان التطبيع مع إسرائيل قضية القومييين الممانعين وهو منهم والان طوفان الأقصى وإسرائيل ومصر تبكي وتعاني الأمرين

والشاعر خاطب فلذات كبده على لسان كل اب وانا واحد منهم تدمع العين ويقشعر البدن لمن لدية بنات وقد حان الاجل هن الحلقة الأضعف في حياة الوالدين وبعد مماتهما

نختار من قصيدته الحزينة والمبكيه لمن قلبه يرق من الآباء ناحية بناتهم قائلا:

ما عليا إذا ودعتكن قبل ما موت واسال الله يرعاكن بعين السلامه يا نظر عين ابوكن يا زمرجد ويا قوت يا قطيعات كبده ويا مخ عظامه يا داعايم لعجزي كلكن ساس مثبوت بادليني وفاكن قبل يوم القيامه طهرين الدفا والفرش والشال والكوت واكثرين الدعاء للاب يحسن ختامه واعبدين المهيمن عاصي الله ممقوت وحفظين الشرف لحد تفلت زمامه طاعة الزوج ترضي رب قادر وجبروت خيركن من تؤدي للفرايض وصامه

وكان طلبه الاخير من بناته الوعد منهن برعاية امهن قائلا:

والرجاء توعديني وعد عاجل وموقوت بامكن ذي تعبها حملكن والفطامه لاتسيبينها تلقى هيانة وتشموت ان قلبي عليها يحترق بالسمامه بعدما صير في لحدي مناصل ومرفوت بلغوها تحيات الوفاء والشهامة واعتنوا في ردود الفضل يا كل شفلوت لمكم واسمعوا بوكم وطيعوا كلامه.

الله يرحم شاعرنا ابي مدرم