.
الميدان اليمني – تقنية
يواصل نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني “ديب سيك” إحداث ضجة عالمية في قطاع التكنولوجيا، حيث تراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية بشكل ملحوظ عقب إطلاقه. وجاءت هذه التراجعات نتيجة الأداء القوي لـ”ديب سيك”، الذي يقدم قدرات منافسة لنماذج الذكاء الاصطناعي الأمريكية مثل “ChatGPT”، لكن بتكلفة أقل، مما أثار مخاوف حول ارتفاع تكاليف تطوير الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.
في مواجهة هذا التحدي، أعلنت شركات التكنولوجيا الكبرى، وعلى رأسها مايكروسوفت وأبل، عن استثمارات ضخمة تصل إلى 320 مليار دولار خلال عام 2025، بزيادة كبيرة عن 230 مليار دولار في 2024، وفقًا لتقرير نشرته شبكة “CNBC”.
وقد تصدرت أمازون قائمة الإنفاق، حيث تخطط لاستثمار أكثر من 100 مليار دولار في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تليها مايكروسوفت بميزانية 80 مليار دولار مخصصة لإنشاء مراكز بيانات جديدة. أما “ألفابت” (الشركة الأم لجوجل)، فقد أعلنت عن استثمارات رأسمالية بقيمة 75 مليار دولار خلال العام الجاري، فيما خصصت “ميتا” ما بين 60 و65 مليار دولار لتعزيز قدراتها في الذكاء الاصطناعي.
إطلاق “ديب سيك” لم يمر مرور الكرام، حيث أدى إلى موجة بيع ضخمة في سوق الأسهم الأسبوع الماضي، ما تسبب في خسائر قدرت بنحو 800 مليار دولار في يوم واحد، وأثر بشكل كبير على أسهم شركات صناعة الرقائق مثل Nvidia وBroadcom.
تسعى الشركات الأمريكية لتعزيز استثماراتها في البنية التحتية والتقنيات المتقدمة للذكاء الاصطناعي لمواكبة التطورات السريعة. حيث كشف براد سميث، رئيس مايكروسوفت، أن أكثر من نصف استثمارات الشركة ستذهب لمراكز البيانات داخل الولايات المتحدة.
أما “ميتا”، فقد وصف رئيسها التنفيذي مارك زوكربيرج عام 2025 بـ”العام الحاسم للذكاء الاصطناعي”، مؤكدًا أن هذه الاستثمارات ستساعد في “إطلاق العنان للابتكار التاريخي، وتعزيز الريادة التكنولوجية الأمريكية”.
على الرغم من أن آبل لم تعلن رسميًا عن حجم استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، إلا أن تقارير أشارت إلى اعتمادها على الحوسبة السحابية لشركات مثل جوجل وأمازون ومايكروسوفت.
أما تيسلا، فتعمل على تطوير مجموعة تدريب متقدمة تحمل اسم “كورتيكس” في منشآتها بولاية تكساس، لاستخدامها في تطوير تقنيات القيادة الذاتية والروبوتات البشرية.
مع تصاعد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين في مجال الذكاء الاصطناعي، يبدو أن العالم مقبل على مرحلة جديدة من الابتكارات والتطورات التكنولوجية، حيث تسعى الشركات الكبرى لتأمين موقعها في سباق الذكاء الاصطناعي، الذي بات أحد المحاور الأساسية للتحولات الاقتصادية والتقنية في المستقبل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news