حينما تموت المدن واقفة.. عدن قصة كفاح ونداء استغاثة ينتظر من يسمعه

     
الناقد برس             عدد المشاهدات : 60 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حينما تموت المدن واقفة.. عدن قصة كفاح ونداء استغاثة ينتظر من يسمعه

حينما تموت المدن واقفة.. عدن قصة كفاح ونداء استغاثة ينتظر من يسمعه

لم تكن عدن مجرد مدينة، بل كانت ملاذًا لأرواح التائهين، وأرضًا لاحتضان الأمل في عيون من ضاقت بهم الأرض. كانت مدينة بلا حدود، بلا عوائق، تمد يديها لكل من يحتاج إليها، وكانت تروي قصصًا من التضحية والصمود، تكتب حروفًا من الإنسانية بكل معنى الكلمة.

في ظل المعاناة التي كانت تُثقل كاهل كل من جاء إليها، لم تبخل عدن بشيء. كانت تعطي بلا حساب، كانت تضم الجميع في حضنها الحاني. ولا ننسى أن الكثير من الذين قدموا إليها، كانوا قد فقدوا كل شيء في مدنهم وأراضيهم. لكن عدن، بمساحاتها الصغيرة، احتضنتهم فكانت لهم وطنًا جديدًا. لم تميز بينهم، بل صنعت منهم جزءًا من تاريخها، وحين تخلى عنهم الزمان، كانت هي المكان الذي يمدهم بالحياة.

واليوم، في الوقت الذي كانت فيه عدن تُحيي الأمل في قلوبهم، نجد أن الكثير من هؤلاء الذين عاشت معهم المدينة أجمل أيامها، قد تنكروا لها. لقد نزعوا عن أنفسهم عباءة الوفاء، وتركوا عدن وحيدة في مواجهة أحزانها، وكأنها لم تكن تلك التي فتحت لهم أبوابها يومًا. هذا هو أقسى ما يمكن أن يُصاب به أي مكان، أن يُعامَل بمثل هذا الجحود من أولئك الذين احتضنتهم في أحلك الظروف.

عدن لم تكن مجرد مدينة تعيش فيها الأرواح، بل كانت قصة حب حيّة يرويها كل من عرف معنى اللجوء إلى أرض تُؤمن بالمحبة أكثر من السياسة، بالإنسانية أكثر من المصالح. وكل زائر لها يعرف كم كانت تحمل في جنباتها من التضحية، وكم كانت تشاركهم أوجاعهم وتقدم لهم عونًا لا يبخل. والآن، في وقت يحتاج فيه أبناء عدن إلى من يقف إلى جانبهم، نجد أن أولئك الذين ركنوا إليها قد سحبوا أيديهم، وتركوها تواجه مصيرها.

إن الظلم الذي لحق بهذه المدينة العريقة يتجاوز حدود السياسة، ويصل إلى أعماق إنسانيتها. فكيف لجئت عدن، مدينة السلم، أن تتحمل أعباء الأمل في زمن الانكسار؟ كيف لأرضٍ ضحت بكل ما لديها أن تُترك في خضم المعاناة دون من يواسيها؟ لم تعد عدن تلك المدينة التي يعبر عنها التواطؤ والصمت، بل أصبحت تمثل صرخةً مدوية تُطالب بحقها في الحياة، في الأمن، في الازدهار.

اليوم، لم تعد عدن بحاجة إلى من يستغلها، بل إلى من يسترد لها حقها. إنها مدينة قدمت كل شيء دون انتظار مقابل، وجاء الوقت أن تجد من يرد لها الجميل. فحان الوقت أن يتحمل أولئك الذين أُعطوا الفرصة للمضي قدمًا، ويضعوا نهايةً لهذا الفصل المؤلم.

هل من أمل؟

رغم كل هذا، لا يزال في عدن روح تقاوم. فأهلها، الذين عُرفوا بالصبر والصمود، لا يزالون يحلمون بعودة مدينتهم كما كانت. لكن هذا الحلم لن يتحقق إلا إذا وجدت المدينة حكومة حقيقية تحترم معاناة الناس، وتعمل على إنقاذها من هذا الانهيار.

عدن ليست مجرد مدينة، بل قصة كفاح، ونداء استغاثة ينتظر من يسمعه. فهل يأتي يوم تستعيد فيه عدن بريقها، أم أنها ستظل مدينة جميلة، لكنها منطفئة؟


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

بعد سنوات من المعاناة... السعودية تعلن رسميًا حل هذه المشكلة في اليمن

جهينة يمن | 526 قراءة 

عاجل : صدور قرار مفاجئ من مجلس القيادة الرئاسي بايقاف عدد من القيادات الهامة "اسماء "

جهينة يمن | 470 قراءة 

شاهد بالصور...عملية نوعية وضربة أمنية قوية للحوثيين بالساحل الغربي باتت حديث الإعلام العالمي

جهينة يمن | 391 قراءة 

العملة اليمنية تنهار: الحوثيون في قلب الأزمة الاقتصادية

المرصد برس | 357 قراءة 

الحو ثيين يعلنون فتح اهم الطرق بين الشمال والجنوب والخوف من هذا الامر

كريتر سكاي | 355 قراءة 

بينها اليمن... السعودية تعلن سبع دول عربية ضمن القائمة الحمراء

جهينة يمن | 308 قراءة 

القبض على شاب ضرب فتاة ترتدي ملابس قصيرة في نهار رمضان.. صور

جهينة يمن | 304 قراءة 

وفاة وزير يمني سابق ومصادر تكشف مكان وفاته

بوابتي | 301 قراءة 

السعودية تقدم عرضا جديدا للحوثيين لوقف الحرب في اليمن

المرصد برس | 285 قراءة 

تعزيزات عسكرية جديدة للحوثيين: تصعيد خطير يلوح في الأفق

المرصد برس | 223 قراءة