حينما تموت المدن واقفة.. عدن قصة كفاح ونداء استغاثة ينتظر من يسمعه

     
الناقد برس             عدد المشاهدات : 140 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حينما تموت المدن واقفة.. عدن قصة كفاح ونداء استغاثة ينتظر من يسمعه

حينما تموت المدن واقفة.. عدن قصة كفاح ونداء استغاثة ينتظر من يسمعه

لم تكن عدن مجرد مدينة، بل كانت ملاذًا لأرواح التائهين، وأرضًا لاحتضان الأمل في عيون من ضاقت بهم الأرض. كانت مدينة بلا حدود، بلا عوائق، تمد يديها لكل من يحتاج إليها، وكانت تروي قصصًا من التضحية والصمود، تكتب حروفًا من الإنسانية بكل معنى الكلمة.

في ظل المعاناة التي كانت تُثقل كاهل كل من جاء إليها، لم تبخل عدن بشيء. كانت تعطي بلا حساب، كانت تضم الجميع في حضنها الحاني. ولا ننسى أن الكثير من الذين قدموا إليها، كانوا قد فقدوا كل شيء في مدنهم وأراضيهم. لكن عدن، بمساحاتها الصغيرة، احتضنتهم فكانت لهم وطنًا جديدًا. لم تميز بينهم، بل صنعت منهم جزءًا من تاريخها، وحين تخلى عنهم الزمان، كانت هي المكان الذي يمدهم بالحياة.

واليوم، في الوقت الذي كانت فيه عدن تُحيي الأمل في قلوبهم، نجد أن الكثير من هؤلاء الذين عاشت معهم المدينة أجمل أيامها، قد تنكروا لها. لقد نزعوا عن أنفسهم عباءة الوفاء، وتركوا عدن وحيدة في مواجهة أحزانها، وكأنها لم تكن تلك التي فتحت لهم أبوابها يومًا. هذا هو أقسى ما يمكن أن يُصاب به أي مكان، أن يُعامَل بمثل هذا الجحود من أولئك الذين احتضنتهم في أحلك الظروف.

عدن لم تكن مجرد مدينة تعيش فيها الأرواح، بل كانت قصة حب حيّة يرويها كل من عرف معنى اللجوء إلى أرض تُؤمن بالمحبة أكثر من السياسة، بالإنسانية أكثر من المصالح. وكل زائر لها يعرف كم كانت تحمل في جنباتها من التضحية، وكم كانت تشاركهم أوجاعهم وتقدم لهم عونًا لا يبخل. والآن، في وقت يحتاج فيه أبناء عدن إلى من يقف إلى جانبهم، نجد أن أولئك الذين ركنوا إليها قد سحبوا أيديهم، وتركوها تواجه مصيرها.

إن الظلم الذي لحق بهذه المدينة العريقة يتجاوز حدود السياسة، ويصل إلى أعماق إنسانيتها. فكيف لجئت عدن، مدينة السلم، أن تتحمل أعباء الأمل في زمن الانكسار؟ كيف لأرضٍ ضحت بكل ما لديها أن تُترك في خضم المعاناة دون من يواسيها؟ لم تعد عدن تلك المدينة التي يعبر عنها التواطؤ والصمت، بل أصبحت تمثل صرخةً مدوية تُطالب بحقها في الحياة، في الأمن، في الازدهار.

اليوم، لم تعد عدن بحاجة إلى من يستغلها، بل إلى من يسترد لها حقها. إنها مدينة قدمت كل شيء دون انتظار مقابل، وجاء الوقت أن تجد من يرد لها الجميل. فحان الوقت أن يتحمل أولئك الذين أُعطوا الفرصة للمضي قدمًا، ويضعوا نهايةً لهذا الفصل المؤلم.

هل من أمل؟

رغم كل هذا، لا يزال في عدن روح تقاوم. فأهلها، الذين عُرفوا بالصبر والصمود، لا يزالون يحلمون بعودة مدينتهم كما كانت. لكن هذا الحلم لن يتحقق إلا إذا وجدت المدينة حكومة حقيقية تحترم معاناة الناس، وتعمل على إنقاذها من هذا الانهيار.

عدن ليست مجرد مدينة، بل قصة كفاح، ونداء استغاثة ينتظر من يسمعه. فهل يأتي يوم تستعيد فيه عدن بريقها، أم أنها ستظل مدينة جميلة، لكنها منطفئة؟


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الكشف عن حقيقة الأنباء المتداولة عن إنزال مظلي أمريكي في صعدة

المشهد اليمني | 893 قراءة 

الرئيس العليمي يوجه نداءً للمغتربين اليمنيين..شاهد ماقاله

المرصد برس | 576 قراءة 

مصدر رسمي يكشف تفاصيل إنزال عسكري مفاجئ في صعدة

نيوز لاين | 520 قراءة 

مصير مستحق للمبتز الذي أجبر فتاة على الانتحار في الحديدة

المشهد اليمني | 484 قراءة 

ظهور طيار بتسجيل مرئي يثير الحزن في عدن

كريتر سكاي | 448 قراءة 

دعوات لتحالف دولي ضد الحوثيين ومطالب بحل الدولتين

الأمناء نت | 380 قراءة 

شرطة تعز تضبط مطلوباً في جرائم جنائية كبرى

تهامة 24 | 369 قراءة 

صدور قرارات تعيين جديدة في حضرموت .. تعرف عليها

كريتر سكاي | 368 قراءة 

حقيقة "الإنزال الأمريكي" في صعدة..

الأمناء نت | 347 قراءة 

لا إنزال مظلي أمريكي في صعدة.. ما حدث انفجار بسوق السلاح

يني يمن | 333 قراءة