استبعد رئيس مركز صنعاء للدراسات، ماجد المذحجي، عودة الأطراف اليمنية إلى مسار خارطة الطريق الأممية عقب تصنيف الولايات المتحدة جماعة الحوثيين على قائمة الإرهاب.
وفي حديثه عبر "بودكاست موجز اليمن" الذي ينتجه مركز صنعاء، أوضح المذحجي أن التصعيد العسكري في البلاد بات مسألة وقت، متوقعًا انطلاق التصعيد من الساحل الغربي على البحر الأحمر.
وأشار إلى أن معركة الساحل الغربي ستكون محكومة بعدة عوامل، أبرزها قدرة القوات المحلية في المنطقة، وموقف السعودية والإمارات، مؤكدًا أن أي معركة لن تبدأ دون موافقة الرياض، ولن تُحسم دون دعم أبوظبي.
والقوات المؤهلة لمواجهة الحوثيين في الساحل الغربي ليست حليفة للسعودية بشكل كافٍ، حسب المذحجي، الذي اعتبر ذلك مصدر قلق للرياض، خصوصًا وأن السيطرة على الشريط الساحلي اليمني تعني أن المنطقة برمتها باتت خارج نفوذ المملكة، و"هذا مقلق لأي أحد في قصور الرياض".
وحذّر المذحجي من أن عودة التصعيد العسكري قد تعيد اليمن إلى حرب بلا نهاية، وقد لا تؤدي إلى التخلص من الحوثيين، على غرار ما حدث في سوريا.
كما اعتبر تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية قرار مفصلي في مستقبل اليمن، لأنه يغلق الباب أمام أي عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة، ويعزل الحوثيين دوليًا، ويصعّب أي تواصل سياسي أو اقتصادي معهم.
وأضاف أن القرار يجعل أي تعامل مالي أو اقتصادي مع الحوثيين مكلفًا للغاية، ما يزيد من معاناة اليمنيين الذين سيبقون تحت رحمة سياسات الجماعة.
ويرى المذحجي أن التصنيف الجديد مختلف عن التصنيفات السابقة، بعد سلسلة من الهجمات الحوثية في البحر الأحمر واستهداف المصالح الدولية، بما في ذلك إسرائيل.
وتطرق رئيس مركز صنعاء إلى تأثير التطورات الإقليمية، معتبرًا أن انكسار حزب الله على يد إسرائيل يغري الحوثيين بالتصعيد لملء الفراغ، خاصة مع سعي عبدالملك الحوثي لتقديم نفسه كزعيم لمحور المقاومة.
وأكد أن الطابع الأيديولوجي الصلب للحوثيين يجعلهم أكثر تماسكًا من المتوقع، لكنهم في الوقت ذاته يمرون بمرحلة ضعف غير مسبوقة، يمكن للحكومة اليمنية استغلالها إذا ما توفرت رؤية موحدة ومسار سياسي جاد.
ووفق المذحجي، ينبغي على الحكومة العمل على بناء خطة سياسية موحدة تتضمن غرفة عمليات عسكرية مشتركة، وتصورًا واضحًا لإدارة المعركة، إلى جانب خطة استجابة اقتصادية لمواجهة غياب الموارد وتهديدات الحوثيين، مع تحسين التنسيق مع السعودية والإمارات لضمان مواجهة فعالة في المرحلة القادمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news