المخابرات المصرية تفاجئ الجميع وتصدر تقرير متكامل عن جماعة الحوثي وتكشف تفاصيل خطيرة تنشر لأول مرة "شاهد"

عائلة ومرشد روحي ومسلحون.. هذه الأعمدة الرئيسية لنفوذ جماعة «أنصار الله» في اليمن، أو ما يُعرف بـ«الحوثيين»، الذين انخرطوا في الصراع مع إسرائيل منذ الحرب على غزة بعد 7 أكتوبر 2023، وتلقت هجومًا إسرائيليا اليوم، ردا على صواريخها التي تطلقها باتجاه تل أبيب والأرض المحتلة.

ويطلق على الجماعة الحوثي أو الحوثيين نسبة إلى مرشدها الروحي بدر الدين الحوثي ومؤسسها ابنه حسين الحوثي، غير أن الجماعة تسمّي نفسها «أنصار الله».

وبحسب موقع «الحرة»، فإن خبراء الأمم المتحدة يقدرون عدد مسلحي الحوثيين بنحو 350 ألف عنصر حتى الوقت الراهن، مقارنة بـ 220 ألف مسلح عام 2022، و30 ألف عنصر عام 2015.

بدايتها

تعود جذور الجماعة إلى عام 1991 مع تأسيس منظمة «الشباب المؤمن» في محافظة صعدة ذات الغالبية الزيدية، بإيعاز من بدر الدين الحوثي، وهو أحد كبار العلماء الزيديين في المنطقة، حيث عملت على إحياء الإمامة الزيدية.

وقرر بدر الدين الحوثي وأبناؤه، ومن أبرزهم الابن البكر حسين الحوثي الذي كان ممثلا للحزب بالبرلمان توسيع أنشطة منظمة «الشباب المؤمن» عبر بناء مراكز ومساجد، والعمل على استقطاب الشباب والقبائل داخل منطقة صعدة وخارجها.

وتخلى حسين الحوثي عن منتدى «الشباب المؤمن» عام 2000 وأطلق تيارا جديدا باسم «أنصار الإسلام» بدعم من والده، حيث اتخذت لها منذ سنة 2002 شعارات «الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام»، وهي الشعارات التي كان يرددها أتباعها عقب كل صلاة.

الفكر والأيدولوجيا

تصنف عدد من المصادر الجماعة بأنها شيعية «اثني عشرية»، وتقول إن مرشدها الروحي بدر الدين الحوثي، ومؤسسها ابنه حسين الحوثي، تأثرا بهذا المذهب بعد استقرارهما في إيران منتصف تسعينيات القرن الماضي، وهو ما ينفيه الحوثيون ويؤكدون تمسكهم بالمذهب الزيدي.

ويتسم المذهب الزيدي تاريخيًا بطابع التمرد على الظلم والذي يعرف في أدبياته باسم «الخروج على الحاكم الظالم» وتعود جذوره إلى ثورة زيد بن على بن الحسين بن على بن أبي طالب، في الكوفة، ضد الحكم الأموي في القرن 8 الميلادي ومقتله على يد والي الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك.

وذكرت بعض الدراسات أن حسين الحوثي حاول بعد عودته من إيران سعى لرأب الصدع بين المذهبين بالرغم من الخلافات الجوهرية بينهما.

وظهرت الهوية السياسية للجماعة من خلال دعواتها لمناهضة الوجود الأمريكي في اليمن في بداية الألفية الثالثة، وكثف مؤسسها حسين الحوثي الهجوم على الولايات المتحدة في خطبه وتجمعاته مع مناصريه بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.

حرب صعدة والنشاط المسلح

بدأت الجماعة النشاط المسلح عام 2004 بعد أن دخلت في مواجهات عسكرية مع الحكومة اليمنية في ما عرف بحرب صعدة، وهي الحرب التي استمرت إلى عام 2010، وقتل مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي في أولى جولاتها ليخلفه شقيقه الأصغر عبدالملك الحوثي في القيادة.

واندلعت الجولة الأولى للحرب بعد اتهام الحكومة الحوثيين بالمسؤولية عن مقتل 3 جنود في مواجهات محدودة في صعدة، وأطلقت عملية عسكرية للقبض على حسين الحوثي، كما اتهمت وسائل إعلام يمنية الحوثيين بالولاء لحزب الله اللبناني وإيران والسعي لإعادة نظام الإمامة الزيدية.

في المقابل، نفى الحوثيون هذه الاتهامات، وأرجعوا الخلاف إلى موقف الحكومة اليمنية الموالي للولايات المتحدة.

تحالفهم مع صالح

كان حضور الحوثيين قويا في المظاهرات المناهضة للرئيس اليمني الراحل على عبدالله صالح خلال ثورات الربيع العربي عام 2011.

بعد سقوط حكم صالح في عام 2012، عززت الحركة نفوذها في البلاد بعد أن انضم إليها بعض أنصار الرئيس السابق، واندلعت اشتباكات مسلحة بينهم وبين قبائل موالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح بلغت ذروتها عامي 2013 و2014.

في عام 2014 زحفت قوات الحوثيين المتحالفة مع القوات الموالية لعلي عبدالله صالح نحو العاصمة صنعاء وسيطرت عليها وعلى كل المؤسسات الحكومية، وفي عام 2015 حاصرت القصر الجمهوري وفرضت الإقامة الجبرية على الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته، قبل نجاحه في مغادرة البلاد.

وانهار تحالف الحوثيين وصالح بعد انقلاب الأخير عليهم واتجاهه نحو التفاوض مع التحالف الذي تقوده السعودية في 28 نوفمبر 2017، فاتهمه الحوثيون بالخيانة.

واندلعت معارك بين الطرفين في صنعاء، واستهدف منزل صالح بتفجير قوي في 4 من ديسمبر، ليعلن الحوثيون في نفس اليوم، عن قتل على عبدالله صالح بالرصاص بعد اعتراضهم لموكبه قرب صنعاء وهو في طريقه إلى مسقط رأسه في مديرية سنحان جنوب العاصمة.

القدرات العسكرية

تمتلك صواريخ «طوفان» الباليستية متوسطة المدى التي يتراوح مداها بين 1350-1950 كيلومتر، حيث تعمل الصواريخ الباليستية وفق مبدأ بسيط وهو إطلاقها في مسار قوسي، يخرج خارج الغلاف الجوي ثم يعود مجددا إلى الأرض لضرب الهدف،

وفي 2015 أعلن الحوثيون عن إصدار صواريخ «قاهر-1» و«قاهر-إم 2″، والتي يمكن أن تصل إلى مدى 250-400 كم.

وفي 2016، أعلنوا عن صواريخ «بركان 1»، ومن المرجح أنه نسخة معدلة من صاروخ «شهاب-1» الإيراني بمدى يصل إلى 800 كيلومتر، تلاه «بركان 2 إتش» الذي كُشف عنه في 2017، وهو صاروخ باليستي قصير المدى مداه ألف كيلومتر، وفي سبتمبر 2023

وفي 2019، أعلن الحوثيون عن امتلاكهم صواريخ «بركان 3»، وكان الصاروخ الأطول مدى في ترسانة الحوثيين قبل ظهور «طوفان» متخطيا حاجز 1200 كيلومتر.

مسيرات الحوثيين

مسيراتهم أثارت الانتباه، حينما أعلنت الجماعة في 19 يوليو، استهداف تل أبيب بطائرة مسيرة قادرة على التخفي عن الرادار، وأسفر الهجوم عن تفجير أحد المباني وقتل شخص واحد مع وقوع عدد من الإصابات.

وتتحرك جماعة الحوثي في الـ10 السنوات الماضية في اتجاه بناء ترسانة من المسيرات المتطورة، حيث تتنوع المسيرات الحوثية من حيث المهام والاستخدام، فمن مسيرات الرصد والاستطلاع إلى أسراب القتال وصولا إلى المسيرات الانتحارية، مثل طائرات «صماد» بأنواعها. وهذه الأخيرة ترقت في التطور التقني من «صماد-1» إلى «صماد-2» إلى «صماد-3» إلى «صماد-4″، وكلها أجيال من المسيرات منوعة القدرات والمهام.

الشكل التنظيمي وقيادتها من العائلة

تسيطر جماعة الحوثي على السلطة في العاصمة صنعاء وصعدة وعمران والمحويت وذمار وريمة وأب والبيضاء والحديدة، يقوم الشكل التنظيمي الحالي للجماعة على 3 هيئات تنفيذية ترتبط مباشرة بالقيادة العليا.

وتحتفظ الجماعة بالسلطة ضمن دائرة الأسرة، إذ يتربع عبدالملك الحوثي بوصفه قائد الثورة على قمة منظومة الحكم لدى الحوثيين ومعه أفراد من أسرته وأصهارهم، ويأتي بعدهم الموالون للجماعة الذين قاتلوا إلى جانبهم منذ حروب صعدة ثم بعدهم الهاشميون.

والمجلس السياسي وهو الهيئة التنفيذية المعنية بإدارة وتنظيم العلاقات مع المكونات والتنظيمات والأحزاب السياسية والهيئات الدبلوماسية والمنظمات الإقليمية، وإعداد مقترحات الخطط وتقديم التقارير والدراسات والتحليلات السياسية.

والمجلس التنفيذي ويضم الدوائر ذات الطابع الشعبي المتعلق بالقطاعات الجماهيرية، كالدائرة الثقافية والتربوية والدائرة الاجتماعية والهيئة الإعلامية وهيئة المرأة وشؤون المحافظات.

هيئة العمل الحكومي وهي الهيئة المعنية بالإشراف على كتلة أنصار الله في الهيئات التنفيذية والتشريعية.

وأنشأ الحوثيون مؤسسات جديدة مثل الهيئة العامة للزكاة، والهيئة العامة للأوقاف، إلى جانب المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي، لإدارة المنظمات غير الحكومية والمساعدات الإنسانية.

الجماعة والولايات المتحدة

صنفت إدارة دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، خلال فترته الأولى الحوثيين «منظمة إرهابية» في يناير 2020.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على 3 من قادتها، هم زعيمها عبدالملك الحوثي، بجانب القياديين فيها عبدالخالق الحوثي وعبدالله يحيى الحاكم، قبل أن تقوم إدارة خلفه جو بايدن في فبراير 2021 بإلغاء القرار.