الجنوب اليمني | خاص
تتزايد حدة الجدل والاستياء في جزيرة سقطرى مع استمرار تدفق المهرجانات والفعاليات التي ترعاها دولة الإمارات، حيث يرى قطاع واسع من أبناء الجزيرة في هذه الأنشطة محاولة ممنهجة لتقويض الهوية الثقافية السقطرية الأصيلة، وفتح الباب أمام احتلال ثقافي يمهد الطريق لترسيخ النفوذ الإماراتي في الأرخبيل.
فبينما تسعى الفعاليات الأخيرة، مثل المهرجان الذي استضاف الفنانة ماريا قحطان، إلى استقطاب الجماهير وحشد الحضور، يرتفع صوت القلق في أوساط المجتمع السقطري، الذي يرى في هذه التجمعات ترويجًا لنمط ثقافي غريب عن طبيعة الجزيرة المحافظة وتراثها العريق.
ويؤكد مراقبون أن هذه المهرجانات، التي تقام تحت مسميات براقة مثل “مهرجان السلام” و “مهرجان الفنون”، تتجاوز أهداف الترفيه الظاهرية، لتتحول إلى أدوات ناعمة في يد الإمارات تسعى لتغيير وعي السكان وتوجيه اهتماماتهم نحو قيم وأنماط حياة دخيلة على المجتمع السقطري.
ويشير مراقبون إلى أن هذه الفعاليات، التي تقام في مناطق تخضع لنفوذ مليشيات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا، غالبًا ما تتضمن أنشطة مختلطة وتجاوزات للعادات والتقاليد المحلية، مما يثير حفيظة السكان ويُعمق مخاوفهم من تأثير هذه “الغزوات الثقافية” على قيمهم وموروثهم الحضاري.
ويؤكد ناشطون ومثقفون سقطريون على أن هذه المهرجانات، مهما حاولت تجميل صورتها، لا تمثل سوى حلقة في سلسلة من المحاولات الإماراتية لطمس الهوية السقطرية الفريدة، واستبدالها بثقافة هجينة تخدم مصالح الاحتلال وأجندته في الجزيرة.
ويشددون على أن الهدف الحقيقي من وراء هذه الفعاليات ليس الترفيه أو التنمية الثقافية، بل هو إضعاف الوعي الجمعي لأبناء سقطرى، وتفكيك نسيجهم الاجتماعي المتماسك، تمهيدًا لفرض سيطرة كاملة على الجزيرة ومواردها.
وفي ظل هذا القلق المتزايد، تتصاعد الدعوات بين أبناء سقطرى إلى مقاطعة هذه المهرجانات المشبوهة، وحماية الهوية الثقافية والتاريخية للجزيرة من محاولات الطمس والتزييف.
كما يطالبون بضرورة تكاتف الجهود الشعبية والرسمية لمواجهة هذا التحدي الخطير، والحفاظ على سقطرى كجزيرة يمنية عربية أصيلة، ذات هوية ثقافية متميزة عبر التاريخ.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news