أوضح فرناندو كارفاخال، العضو السابق بفريق الخبراء ولجنة العقوبات الأممية وهو خبير أمريكي في الجماعات المسلحة، أن قرار إدارة الرئيس دونالد ترمب بإعادة تصنيف جماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية جاء ردًا على الهجمات الحوثية في البحر الأحمر فقط، دون ارتباط واضح بالعقوبات السابقة أو بالتوجهات الإقليمية ضد الحوثيين.
وقال كارفاخال، في حديثٍ خاص مع "الصحوة نت"، إن التصنيف الجديد قد يكون أكثر تهورًا وخطورة من القرار السابق، وإن ترامب من المتوقع أن يخاطر بتصعيد عسكري داخل اليمن وربما بإنهاء التهدئة الحالية في اليمن، وهو ما يزيد من احتمالية تصعيد المواجهات في الفترة المقبلة.
واستبعد الخبير الأمريكي أن يكون ترامب أو مستشاروه قد استشاروا المملكة العربية السعودية قبل الإعلان عن الأمر التنفيذي حول إعلان إعادة تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية أجنبية، لافتًا إلى أن القرار اتخذته الإدارة الجديدة بشكل مستعجل.
- سقوط ورقة الملف الإنساني:
أشار "كارفاخال" إلى أن المخاوف التي أبدتها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بشأن التأثير السلبي لهذا القرار على الوضع الإنساني في اليمن أصبحت هامشية ولم تعد ذات أهمية كبيرة في عام 2025، خاصة بعد فشل المجتمع الدولي في جمع تمويل كافٍ للمساعدات الإنسانية منذ عام 2022.
وأرجع كارفاخال سبب فشل جمع تمويل كافٍ للمساعدات الإنسانية، إلى تردد الدول الغربية والخليجية في تقديم الدعم الإنساني، نظرًا للانتهاكات التي ارتكبها الحوثيون، بما في ذلك احتجاز عمال الإغاثة واستيلائهم على المساعدات الإنسانية.
- ماذا بعد التصنيف الأمريكي؟
فيما يتعلق بالخطوات والإجراءات القادمة التي من الممكن أن تتخذها الإدارة الأمريكية الجديدة ضد الحوثيين، أشار كارفاخال إلى أنه قد يتم توسيع تفويض عملية "حارس الازدهار"، ليكون أكثر من كونه عمليات دفاعية في البحر الأحمر.
ولفت إلى أن بعض الحكومات الأوروبية قامت بتجديد مشاركتها في القوة المشتركة على طول البحر الأحمر في يناير العام الجاري، كما نفذت الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الأيام القليلة الماضية، ضربات جوية ضد تنظيمات إرهابية في سوريا، وضد حركة الشباب في الصومال.
- قراءة في المواقف الأمريكية:
وفي قراءة تقييمية للموقف الأمريكي من الأزمة اليمنية، اعتبر كارفاخال أن السياسة الأمريكية منذ بداية النزاع اليمني كانت غير فعالة. وقال: "عند النظر إلى الوراء، يمكننا أن نرى أن نهج أوباما غير المتدخل فشل في تبني الأسلوب الصحيح في التعامل مع بداية الصراع في 2014".
وفيما يتعلق بولاية ترمب الأولى، انتقد الخبير الأمريكي سياسة ترامب في التعامل مع الملف اليمني، مشيرًا إلى أن ترامب فشل أيضًا في المسارين الدبلوماسي والعسكري عندما ركز فقط على مصالحه المالية من دول مجلس التعاون الخليجي.
أما إدارة الرئيس بايدن، فقد أوضح كارفاخال أن بايدن بدوره فشل هو الآخر في استغلال الفرص المتاحة التي كان يمكن أن تمنحه نفوذًا ضد الحوثيين، لكنه بدلًا من ذلك قام بتعليق تصنيفهم كمنظمة إرهابية في عام 2021.
وتابع "تعيين بايدن لمبعوث أمريكي خاص أثار بعض الآمال في اتباع نهج أكثر انخراطًا، لكن كما رأينا، لم يحقق أي نتائج إيجابية على مدى أربع سنوات، ليضطر بايدن بعدها على إنشاء عملية "حارس الازدهار"، وهو ما كان بمثابة اعتراف بالفشل على المسار الدبلوماسي".
وشدد الخبير على أنه لا يمكن المضي قدمًا في الأزمة اليمنية بدون وجود ضغوطات جدية على الحوثيين، سواء كانت على الصعيد العسكري أو حتى الصعيد الدبلوماسي.
وقال إنه من المثير للاهتمام أن الحوثيين لم يعلنوا عن أي ضربات ضد إسرائيل منذ أكثر من أسبوع، لكنهم يهددون الوضع الراهن من خلال التصعيد ضد أنشطة وموظفي الأمم المتحدة، وعبر خطوط القتال في اليمن، وضد السعودية.
- سيناريوهات متوقعة:
وحول السيناريوهات المتوقعة للأزمة اليمنية، أشار فرناندو كارفاخال إلى أنه مع دخول تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية حيز التنفيذ خلال 30 يومًا من إصدار الأمر التنفيذي، يمكننا أن نتوقع أن الحوثيين سيصعدون من عملياتهم العسكرية.
وأرجع سبب ذلك إلى أن الحوثيين يدركون أن هذا التصنيف سيعيق مؤتمر المانحين التابع للأمم المتحدة، مما سيؤثر مباشرة على الاقتصاد الحربي الذي تتربح منه الجماعة. وأكد أن إيران لن تكون قادرة على سد الفجوة الاقتصادية التي ستنشأ، وستواجه المزيد من العقبات عند محاولتها إمداد الحوثيين بالأسلحة.
وفي ختام حديثه، توقع كارفاخال أن يصعد الحوثيون عملياتهم انطلاقًا من مناطق أخرى، حيث يمكن لحلفاء جدد تزويدهم بالأسلحة لدعم التهديدات على طول البحر الأحمر، مثل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، أو عن طريق وكلاء في شرق أفريقيا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news