تتجلى سمات الشهيد محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، من خلال مسيرته النضالية الطويلة التي بدأت منذ الانتفاضة الأولى، وما يميز شخصيته بشكل خاص هو “الصبر”. فقد أشار أحد مرافقيه في التسعينات إلى قدرته على البقاء في مكان واحد لشهور دون ملل، مما يعكس تأقلمه مع ظروف المطاردة الصعبة التي عاشها لعقود.
كانت الأناة والصبر جزءاً من استراتيجيته في قيادة الجهاز العسكري لحركة حماس، حيث خاض مع رفاقه مجموعة من التحديات، بدءاً من المضايقات المتكررة من الاحتلال، وصولاً إلى مجابهة السلطة الفلسطينية في التسعينات، ثم الانتفاضة الثانية ومرحلة ما بعد تحرير غزة في عام 2005.
بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال، انضم الضيف إلى النواة الأولى للجهاز العسكري في قطاع غزة، مع زملائه الذين ساهموا في تأسيس خلايا القسام. وقد شارك في عمليات تأسيس قيادات عسكرية في الضفة الغربية مع مجموعة من رفاقه، في محاولة جادة لبناء خط مقاومة رغم الظروف الأمنية الصعبة.
تحللت الدراسات التاريخية للمرحلة التي شهدت بداية التسعينات، حيث كانت المقاومة الفلسطينية تسعى لتحقيق نموذج مشابه للتجربة اللبنانية في استنزاف قوات الاحتلال مما دفعه إلى التوجه نحو التسويات مع منظمة التحرير.
ومع اتفاقية أوسلو، واجه الضيف تحديًا استراتيجيًا حيث كانت الخطط تتعارض بشكل كامل مع توجهات منظمة التحرير، وفرضت السلطة الفلسطينية الجديدة قيودًا على العمليات العسكرية ضد الاحتلال.
ورغم كل هذه التحديات، استمرت كتائب القسام في نشاطها المقاوم، وبرز اسم الشهيد يحيى عياش كأحد رموز المقاومة، حيث تمت ملاحقته بشكل مكثف حتى اغتالته قوات الاحتلال.
بعد اغتيال عياش، دشّن الضيف سلسلة من العمليات الاستشهادية تأكيدًا على إرادة المقاومة، مما أظهر التصميم الذي يجتمع حوله رفاقه في كتائب القسام لمواجهة الاحتلال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news