تشهد محافظة تعز، تزايدًا مقلقًا في ظاهرة التخلي عن الأطفال حديثي الولادة، حيث يتم العثور على العديد من الرضع في الشوارع والأزقة، خاصةً قرب المساجد أو مكبات النفايات. وعلى الرغم من قيام بعض الأسر المقتدرة باحتضان هؤلاء الأطفال، إلا أن الظروف القاسية تودي بحياة بعضهم قبل أن يتم إنقاذهم، في مشاهد مأساوية تكرّس أزمة اجتماعية عميقة في المدينة.
في آخر الحوادث المروعة، تم العثور صباح يوم الأربعاء على طفل حديث الولادة داخل كرتون في حي سائلة الهندي بمديرية القاهرة. ومع انخفاض درجات الحرارة والبرد القارص، كان القدر أسرع من أي محاولة لإنقاذه، حيث عُثر عليه متوفياً. هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل هي حلقة جديدة في سلسلة من الحوادث التي تكشف عن تفاقم ظاهرة التخلي عن الأطفال في المدينة.
أزمة اجتماعية بجذور اقتصادية وأخلاقية
يرى العديد من المحللين أن الظروف الاقتصادية الصعبة والحرب المستمرة في اليمن تلعبان دورًا رئيسيًا في تفاقم هذه الظاهرة. بالإضافة إلى ذلك، يشير البعض إلى انتشار العلاقات غير الشرعية وغياب الرادع الاجتماعي كأسباب أخرى تدفع بالأمهات إلى التخلي عن أطفالهن. فالفقر المدقع وانهيار البنية التحتية الصحية والاجتماعية، إلى جانب غياب الوعي المجتمعي، تخلق بيئة خصبة لانتشار هذه الظاهرة.
وفي حديث لصحفي محلي، نقل عن أحد المحتضنين لطفل حديث الولادة قوله: “زوجتي شاركتني في اتخاذ قرار تبنيه فورًا، فكفالة الطفل أجر عظيم. هي والدته اليوم بالرضاعة، ولا تستطيع مفارقته مع طفلتنا التي تكبره بخمسة أيام. كلما أتى ذكره بأي كلمة عن أهله تتغير خوفًا من فراقه. وقد أسميته عمر، ودعوت الله أن يكون رجلًا صاحب شأن”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news